«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«ذي أتلانتيك»... وحديث الروح السعودية القيادية

«ذي أتلانتيك»... وحديث الروح السعودية القيادية

 لبنان اليوم -

«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية

بقلم : إميل أمين

يستدعي حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية، وقفة موضوعية عند منعطف التغيير السعودي الذاتي المنطلق من معطيات ومتطلبات تتوافق والبيئة والمجتمع السعودي.
مرة جديدة نذكر بأن كل إنجاز كبير، هو حُلم قبل أن يتحول إلى واقع، كما أن الجدل القديم، ذاك الذي دار طويلاً في مقاربة بين الظروف أم الشخصية ومن يشكل مصائر الأمم وأقدار الشعوب، قد حسم منذ زمن بعيد لصالح الأشخاص، والعهدة هنا على أبي السياسة الخارجية الأميركي العتيد هنري كيسنجر.
من أين لولي العهد هذه الروح الوطنية الوثابة، والتصريحات التي لا تنقصها الجرأة أو تعوزها الشفافية والوضوح؟
المؤكد أن الطبيعة الجغرافية والديموغرافية للمملكة هي من يزخم ويدعم قوتها في الحال والاستقبال، والبداية من عند موقع يطل على ثلاثة مضائق بحرية، يمر من خلالها نحو 27 في المائة تقريباً من التجارة العالمية، عطفاً على المقدرة على تلبية 12 في المائة من الطلب العالمي على النفط، وامتلاكها لاثنين من أكبر عشرة صناديق سيادية في العالم، كما تمتلك واحداً من أكبر الاحتياطيات بالعملة الأجنبية.
تبدو المملكة قوية بعقدها الاجتماعي الداخلي بين الشعب والأسرة الملكية الحاكمة، لا سيما في زمن التأسيس الثالث الذي تمر عليه هذه الأيام ثلاثة قرون.
يضيق المسطح المتاح للكتابة عن مناقشة تفصيلية لكل ما ورد في الحوار الثري، الذي يذكرنا بما قاله ريمون آرون الفيلسوف والمفكر الفرنسي الشهير بشأن التشبث على الدوام بحلم يتمثل في مجتمع تقدمي مؤنسن بشأن حقيقي.
تبدو كافة مفردات النقاش في حوار «ذي أتلانتيك» تتمحور حول نقطة مركزية واحدة، وهي إعادة السعودية إلى الموقع والموضع الذي يليق بها وبإمكانيات شعبها، ومقدراتها البشرية والاقتصادية.
مثير جداً قدر المباشرة في الحديث، والارتكان إلى الجذور التراثية، لا سيما ما يستحق منها اليوم العودة إليه، في تقويم لا تخطئه العين لمسارات ومساقات ترك الزمن أثره وبصماته عليها، وإن جاء وقت التصحيح.
عبر الحديث المطول، يدرك القارئ والباحث أن قضية الآيديولوجيا لا تشغل بال صاحب الرؤية التنموية 2030 للمملكة، وإنما محاولة الوصول إلى الميثودولوجيا، بمعنى الطرق الحديثة والعلمية في ابتكار نماذج النمو وحل المشكلات على مختلف أشكالها وأنواعها، هي ما تدور في رأس القائد الشاب.
خذ إليك على سبيل المثال رؤيته للمشروعات التنموية ولتطوير البنى التحتية، وكذا الهياكل العملاقة من نوعية نيوم، والعُلا، والدرعية، والقدية وأخواتها، فجميعها لا تتماهى ولا تحاكي أي تطوير، شرقاً أو غرباً، وإنما تنطلق من عمق أعماق المقومات التاريخية للسعودية، ما يعني أننا أمام نموذج للإبداع وليس للاتباع.
لم يكن للتطوير وإعادة البناء أن يمضيا في طريق الحجر ومن غير مقدرة على التلاقي مع البشر، لا سيما أن الإنسان يظل هو القضية وهو الحل في الوقت عينه.
من هنا نرى الرؤية التسامحية والتصالحية التي يقدمها ولي العهد، ومن قلب التاريخ الإسلامي، ذاك الذي لم يمضِ في طريق الإبعاد أو الإقصاء، وإنما – وعلى حد تعبير الأمير محمد – عرف وفي قلب بدايات الدعوة الإسلامية تعايشاً مع المسيحيين واليهود، ما أعطى ولا يزال نموذجاً لاحترام وتقدير كل الثقافات والأديان، بغض النظر عن طبيعتها، وقد باتت هذه الأريحية روحاً خلاقة ينبغي الرجوع إليها، روح الجذور المثالية، حيث الحقيقة الكامنة في الروح الإنسانية الواحدة من مشارق الأرض إلى مغاربها.
في الحديث عينه يتذكر المرء ما جاء في كتاب عالِم الاجتماع السويدي الشهير جوتار ميرولا عن «الدولة الرخوة»، وهي التي تغيب فيها روح القانون.
هنا نرى التأكيد على أن المملكة لا تعرف مفهوم الدماء الملكية، ولا التمايز بين أفرادها من جهة، وعموم الشعب من جهة ثانية، وكيف أنه لا يقبل الخطأ من أي فرد من تلك الأسرة، بل إن كون الفرد ينتمي إلى تلك الأسرة فإن ذلك يعد تكليفاً ومسؤولية ينبغي احترامهما، لا سيما أن الأسرة المالكة هي في خدمة الشعب والحفاظ على وحدته.
الحوار لا تنقصه الجرأة المستندة إلى الحقوق القانونية والشرائع والنواميس الوضعية، لا سيما فيما يتعلق بالحدود المسموح فيها بالتدخل في شؤون المملكة، وعدم مراعاة الطبيعة الاجتماعية والدوغمائية للسعودية، ولهذا فإن الحسم والحزم تجليا ظاهرين: «ليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا».
تبدو المملكة في طريقها وعبر السنوات الخمس الماضية سائرة في درب المودات، بدءاً من عند الولايات المتحدة، الصديق القديم والحليف الكبير، وإن كان ذلك لا يعني ضبط المسافات مع القوى الصاعدة حول العالم، وخصوصاً في شرق آسيا، وبذكاء شديد تترك للآخرين القرار وما إذا كانوا يودون متابعة مصالحهم مع المملكة أو تخفيضها.
لا تؤمن المملكة بحسب الحوار المثير للتفكر، بحتمية الصراعات التاريخية، وهذا أمر يتماشى مع الديالكتيك التاريخي لسنن الله في خلقه من جهة التغيير.
لا تنظر المملكة لإسرائيل بوصفها عدواً، وتأمل أن تنتهي القضايا الخلافية مع الفلسطينيين لتضحى حليفاً قادماً، ولا تغلق الباب في وجه إيران، الجار الطبيعي، مع ضرورة الانتباه إلى خطورة حيازة سلاح نووي أو التوصل إلى اتفاق ضعيف.
قديماً قالوا إن كل قول يدل على قائله بأكثر مما يشير إلى سامعه، وتكفي قراءة الحوار ليدرك المرء معنى ومبنى رؤية 2030، التي ينطبق عليها قول فيكتور هوغو أديب فرنسا العظيم: «لا أحد يستطيع إيقاف فكرة حان وقتها».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية «ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon