عن العالم ومعركة الأمن الغذائي
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي

 لبنان اليوم -

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي

بقلم : إميل أمين

وكأن عالمنا المعاصر تنقصه المعارك، فتطفو على سطح الأحداث واحدة جديدة تزيد ألم المهانين والمجروحين في إنسانيتهم ولقمة عيشهم، من شمال المسكونة إلى جنوبها، ومن مشارق الشمس إلى مغاربها.
كارثة جديدة تدور رحاها حول الأمن الغذائي العالمي، وقد خيّل للعالم أنه بدأ في التقاط أنفاسه بعد معركته مع جائحة «كوفيد 19» عبر أكثر من عامين، فإذا بالحرب الروسية - الأوكرانية، وحالة التضخم التي ضربت اقتصادات العالم تنشئ هواجس أكبر وأخطر.
عرف العالم طريقه لمصطلح الأمن الغذائي عام 1974، وذلك خلال المؤتمر العالمي للغذاء الذي عقد في ذلك الوقت، والتعبير يعني توافر وتعزيز إمدادات الغذاء الكافي في كل الأوقات، ولكل شعوب الأرض!
هل الأمن الغذائي مصطلح حديث وليد اللحظة؟
بالقطع هو ضارب جذوره في القدم، فقد عرفت الحضارات الإنسانية القديمة كالفرعونية والبابلية والصينية فكرة صوامع تخزين الحبوب، ولا سيما القمح والذرة، لمواجهة أخطار الشح وأزمنة المجاعة.
نهار الأربعاء الماضي كانت الأمم المتحدة تصدر تقريراً مخيفاً عن حالة انعدام الأمن الغذائي التي طالت 40 مليون شخص إضافي في عام 2021، ليصل عدد المهددين في حياتهم الغذائية إلى نحو 200 مليون، من جراء النزاعات والأزمات المناخية والاقتصادية.
وبمزيد من التفصيل، والعهدة على الهيئة الأممية، فقد واجه نحو 193 مليون شخص في 53 دولة حالة من قصور شديد في إمدادات الغذاء، وباتوا في حاجة إلى مساعدة عاجلة للبقاء على قيد الحياة، وربما مع المساعدات سوف يواجهون سوء التغذية، وسيظلون غير قادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم.
هل يشمل التقرير الأخير الأوضاع الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية؟
بالقطع لا، وعلى المرء التفكر في أحوال العالم غذائياً بعد نحو 3 أشهر من انطلاق تلك المواجهات العسكرية وتبعاتها بنوع خاص على سلاسل الواردات الغذائية، ولا سيما الحبوب والأسمدة.
الوضع العالمي جد خطير، ومع غياب طيف أي حل سلمي للصراع بين موسكو وكييف، وبخاصة في ضوء دفع «الناتو» موسكو نحو حافية الهاوية النووية، تضحى الأزمة الغذائية متجاوزة لأي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية. والتعبير هنا لديفيد بيزلي، رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
يدرك القاصي والداني أن روسيا وأوكرانيا منتجان رئيسيان للقمح والشعير والذرة، بل إن برنامج الغذاء العالمي نفسه يحصل على 50 في المائة من إمدادات الحبوب منهما، ويواجه الآن زيادات كبيرة في تكلفة جهوده لمكافحة حالات الطوارئ الغذائية في جميع أنحاء العالم.
بيانات البرنامج تدعو إلى خوف حقيقي، ولا سيما أن المشهد الإجمالي العالمي، بحسب البيانات التحليلية، يشير إلى أن أكثر من 800 مليون شخص في قارات الأرض الست يعانون شبح الجوع، وليس نقص الإمدادات أو سوء التغذية، فيما 44 مليون نسمة وقت قراءة هذه السطور مرشحون للسقوط في جبّ المجاعة السحيق.
يتذكر القارئ كيف أن العالم في الأشهر الأولى من تفشي فيروس «كورونا» الشائه، عرف نوعاً من الحظر الذاتي، إذ أغلقت كل دولة على نفسها حدودها ومواردها، وسادت نظرية «أنا ومن بعدي الطوفان»... هل عاد شبح البراغماتية غير المستنيرة من جديد ليتهدد العالم؟
أغلب الظن أن ذلك كذلك، فقد خفضت أوكرانيا، على سبيل المثال، صادراتها من الحبوب، ولا سيما القمح والشوفان والسكر وغيرها من المواد الغذائية الأساسية، لضمان قدرتها على توفير الطعام للمواطنين، خلال الحرب مع روسيا، وما من أحد يلوم الأوكرانيين إن هم وجّهوا مقدراتهم الغذائية لاستنقاذ مواطنيهم أول الأمر وآخره.
روسيا بدورها أوقفت صادرات الحبوب إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي بدأت انسحاباته السلبية تظهر على سطح الحياة في غالبية دول القارة العجوز، وليس أدل على ذلك من توجيهات وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، بمراجعة تدابير الحماية الضرورية تحسباً لأي حالة طارئة لجهة مخزون المواد الغذائية، ويرجح أن تعاني أوروبا من شبح نقص كبير وخطير مع دخول فصل الشتاء المقبل.
الولايات المتحدة تسببت بدورها في حالة كبرى من الارتباك، سواء على صعيد المواد الغذائية أو الطاقية، من خلال قرارها حظر واردات الطاقة الروسية، بما يشمل النفط والغاز، لتعزز من حملة ضغوط على موسكو رداً على اجتياح أوكرانيا. الأمر الذي انعكس على الطبقة الوسطى والفقراء في الداخل الأميركي، أولئك الذين تتزايد أعدادهم يوماً تلو آخر، وكادوا يقتربون من الانفجار الذي تحدث عنه المؤرخ الأميركي الشهير هوارد زن، في موسوعته الكبيرة «التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأميركية»، وهي قصة لنا معها عودة.
مثير إلى حد الحزن حال الإنسانية التي يتقاذف فيها الأقوياء الاتهامات بالحظر، فيما «أقنان الأرض» يعانون من الجوع والفاقة.
في اتصاله الهاتفي الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذنوب تهديدات الأمن الغذائي العالمي على عاتق العقوبات الغربية المتعنتة، وقد يكون هذا صحيحاً بالفعل.
فيما الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، وفي مقابلة له مع قناة «العربية»، يقطع بأن روسيا هي من يهدد أوضاع الغذاء العالمي، وهي وجهة نظر في كل الأحوال لها مؤيدوها.
وعلى هامش حديث الحرب الروسية - الأوكرانية، وإرهاصات استخدام الأسلحة النووية، كما يهدد الروس ويتوعد «الناتو» بالرد، خرجت دراسات أخيرة تفيد بأن استخدام 1 في المائة فقط من الأسلحة النووية حول العالم، كفيل بأن يتسبب في مجاعة بشرية مهلكة... ماذا حال بلغ الشطط بالبشر للمضي قدماً وراء ما هو أبعد؟
عالمنا مختل غذائياً، والمؤكد عقلياً، إلى حين إشعار آخر أو القارعة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن العالم ومعركة الأمن الغذائي عن العالم ومعركة الأمن الغذائي



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon