أميركا بين نظرتين
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أميركا بين نظرتين

أميركا بين نظرتين

 لبنان اليوم -

أميركا بين نظرتين

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

في مؤلفه الذي لا يزال الكثير من الجدل حول أخلاقياته، «الأمير»، والذي وضعه الكاتب والفيلسوف نيقولا ميكيافيلي عام 1513م، يوصي الأمير الإيطالي الشهير لورينزو دي ميدتشي، بأنه من الأفضل له أن «يكون مرهوباً عن أن يكون محبوباً».

هل بات هذا التساؤل يشغل طغمة من كبار العقول الأميركية، على عتبات ولاية رئاسية جديدة؟

من الواضح أن هناك عقولاً أميركية، تجتهد مؤخراً، في محاولة تقديم شكل آخر من «أميركا الأقل غطرسة»، والمثير أن الأمر ينسحب على الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

قراءتان مهمتان للغاية لفتتا انتباه المشتغلين والمنشغلين كافة بالشأن الأميركي في الأسابيع الماضية، وتم نشرهما عبر أكبر مجلتين سياسيتين أميركيتين نافذتين.

القراءة الأولى قدمها الكاتب الأميركي المعروف، مايكل هيرش، عبر مجلة «فورين بوليسي»، وتناول فيها آراء لمستشار الأمن القومي الأميركي للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فيليب غودرون، ونائبته ريبيكا ليسنر، صاحبة المؤلف الشهير: «عالم مفتوح: كيف يمكن لأميركا الفوز في مسابقة النظام في القرن الحادي والعشرين».

رؤية غوردون وليسنر، تدور حول حتمية إعادة الولايات المتحدة التفكير في سياقاتها ومساراتها الخارجية، لتصبح أقل غطرسة، وتعترف صراحة بتجاوزاتها السابقة، وتخفض من طموحاتها بشكل كبير. وبمزيد من التحليل، تعني تلك الخيوط الاستراتيجية، أميركا مغايرة عن تلك التي عرفها العالم في نهايات القرن العشرين، أميركا المحافظين الجدد، الساعية لجعل القرن الحادي والعشرين، قرناً أميركياً بامتياز، قبل أن تتعدل وتتبدل هذه الاستراتيجية عام 2010 بما عرف بـ«الاستدارة نحو آسيا»؛ بهدف حصار روسيا والصين.

هل أميركا أمام مطالبات جدية بخطوط عريضة لنظرة عالمية مغايرة عما درج عليه الحال منذ انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتكرس بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي والانفراد الأميركي بمقدرات النظام العالمي؟

أصدقاء هاريس من الواضح أنهم مقتنعون بأن على واشنطن أن تتخلى عن عقدة التفوق الاستراتيجي، وأحلام «الباكسا أميركانا»، عطفاً على القول بأن فكرة قيادة وريادة النظام الليبرالي العالمي، قد عفى عليها الزمن. وعندهم كذلك أن السعي إلى البقاء قوةً مهيمنةً، بات أمراً يتطلب أدوات ومقاربات مغايرة، تأتي القوة العسكرية في آخر صفوفها.

هل هي لحظة مصارحة ومكاشفة على الجانب الأميركي؟

في مؤلف ليسنر السابق الإشارة إليه، نجد أنه مع تراجع لحظة الأحادية القطبية، يجب أيضاً أن تتضاءل أي أوهام حول قدرة الولايات المتحدة على صياغة النظام العالمي بشكل أحادي وعالمي، وفقاً لتفضيلاتها الليبرالية الخاصة.

هل تحتم هذه التوجهات تغيرات جذرية في العقلية البنيوية الأميركية خارجياً وداخلياً؟

ربما أول الأمر يعني المشهد أن أميركا اليوم باتت بين فريقين:

فريق هاريس، والذي يتحدث - علناً على الأقل - عن نهج مفارق لآيديولوجيات واستراتيجيات الهيمنة والسيطرة، وعن خطط الاحتواء، وإن بطريقة براغماتية تصبّ في المصلحة العملية المتمثلة في إبقاء التجارة مفتوحة، والتعاون في القضايا الحرجة ماضٍ بقوة وفعال، لا سيما على صعيد منعطفات كوسمولوجية مثل تغير المناخ، ومجابهة أوبئة القرن الحادي والعشرين، وتنظيم مسارات الذكاء الاصطناعي، قبل أن تسحق وتمحق البشرية. وفريق آخر، يمثله مشروع 2025، والذي يقف وراءه غلاة محافظون شباب جمهوريون، يمثلون الطبعة الثانية من محافظي أميركا الجدد عام 1997، ومشروعهم اليميني الكبير والخطير لأميركا والعالم معاً.

القراءة الأخرى قدمها عبر مجلة «فورين آفيرز»، ريتشار هاس، المفكر والمنظّر السياسي الجمهوري الشهير، والرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي، عقل التفكير الأهم للسياسات الخارجية الأميركية. من الواضح عبر سطورها الطويلة، أن هاس يمضي في اتجاه مخالف لميكيافيلي، وأنه يميل لأن تصبح أميركا محبوبة أكثر من كونها مرهوبة.

يقترح الرجل طرقاً جديدة للتعاطي مع الحلفاء، بعيدة عن القوة العسكرية الخشنة، وهو هنا يتماهى مع طروحات البروفيسور جوزيف ناي، حول القوة الأميركية الناعمة.

يؤمن هاس بأن العسكرية المجردة والصماء، لم تعد تجدي، لا سيما أن الحلفاء ببساطة باتوا يتجاهلون تفضيلات أميركا، ويتجهزون للعواقب، بل ويتحايلون عليها، عبر تنويع «محافظهم الدبلوماسية»، وتقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة من خلال إيجاد رعاة جدد، وخصوصاً في عالم على بعد خطوات من تعددية قطبية قادمة لا محالة.

في مناظرة بين بوش الابن وآل غور أثناء التحضير لانتخابات عام 2000، وعد الأول بأميركا متواضعة وقوية. وذهبت تلك الوعود أدراج الرياح لاحقاً، فهل أحاديث هاس وهيرش مجرد وعود ليلية مخملية أم مراجعة استراتيجية لأميركا المرهقة داخلياً والمأزومة خارجياً؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا بين نظرتين أميركا بين نظرتين



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon