بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ..

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ..

 لبنان اليوم -

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

تُفَّاحةٌ للبحر/ نرجسةٌ للرخام/ فراشةٌ حجريّةٌ/ بيروتُ شكلُ الروح فى المرآة/ وَصْفُ المرأة الأولى/ ورائحة الغمام/ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ/ وأندلس وشام.. (محمود درويش)ليلة حزينة لم يغمض فى سوادها جفن حتى الصباح، بيروت ثكلى، بيروت باكيةً.. تنتحب.

وطُفْت بالهاتف أبحث عن الأصدقاء، وكلى خشية أن أفقد عزيزًا منهم فى (الانفجار الهيروشيمى)، الذى نُكبت به (الصبوحة)، التى تستحم فى ضوء القمر، فصارت (المنكوبة) متشحة بالسواد.

مَن ذا الذى يتقصد بيروت هكذا عقورًا يمسك بتلابيبها، مَن ذا الذى ينهش جسدها، ويخمش وجهها، ويستبيح حرمتها، ويُحيل صخب الحياة فيها مواتًا، بيروت تحمل سر الحياة، بيروت تمرض ولا تموت، بيروت دَلُّوعة العواصم العربية، الباسمة، الضاحكة، المُيمِّمة وجهها صوب البحر، تغتسل فى مياه «المتوسط» فى ضياء القمر بدرًا.

يا ويل بيروت من صنيع نفر ممسوس من أبنائها، يا حزن بيروت على صنيع مَن حُسبوا يومًا من أولادها، أولاد الحرام لا أستثنى منكم أحدًا، حرام عليكم ما تقترفونه خطايا فى حق بيروت الصابرة.

مَن لم يحط الرحال فى بيروت لم يحس بالألم وبات ليلته وليالى أُخَرَ محزونًا، ومَن لم يَجُلْ فى شوارعها ويأنس إلى أهلها لا يعرف قدر الحسرة التى بِتْنا عليها ونحن نرى بيروت تحترق مجددًا، وبحريق يجاوز فى لهيبه كل أهوال الحرب الأهلية، التى أثخنت بيروت بالجراح، التى لم تندمل حتى ساعته، مُخلِّفة مُحاصَصَة بغيضة كلفت لبنان الجريح الجلد والسقط.

نعم هناك أيادٍ قذرة فى الإناء اللبنانى، أيادٍ نجسة فخّخت جسد بيروت بالنترات، وأهل الحكم عنها غافلون، الكل يعلم ويتجاهل، ويعلم ويتعامى، ويعلم وينصرف إلى حال سبيله، تاركًا الجمل بما حمل لطغمة فاسدة أفسدت على اللبنانيين عيشهم، وأضَجَّت مضاجعهم، وكلّفتهم ما لا يطيقون من عذابات.

ويلكم، تبًا لكم، ماذا أنتم فاعلون؟! شباب لبنان مُعذَّب، شيوخه مُحيَّرون، نسوته محزونات، مَن ذا يختطف اللقمة من أفواه الصغار ويضن عليهم بكوب حليب، والخونة يشربون بثمن صفقاتهم القذرة لبنًا ساخنًا، ويختانون وطنهم فى فراش العدو، يختانون بيروت فى المضاجع الفارسية والصهيونية، واأسفااااه، ومن جلدتها سفراء لغيرها.

فلا نامت أعين الجبناء، ما تحتاجه بيروت ليس نفرة الأشقاء والأصدقاء لنجدتها، ما تحتاجه بيروت نفرة أهلها لإنقاذها من وهاد احتراب أهلى تترى فيه، وينسحب على لبنان قول طيب الذكر، الخال عبدالرحمن الأبنودى: «العدو دلوقت بقى جوه البلد»، فى المرفأ (الميناء)، العدو يتربص بكم الدوائر.

مُرْهَقة أنتِ.. وخائفة.. وطويل جدًا مشواركِ، ما تحتاجه لبنان هو اصطفاف وطنى، استجابة لأذان الوطن، والإجابة مستوجبة، والنداء مسموع، وأَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِى إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فرُجَاتٍ للشيْطانِ.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 06:50 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال نيوزيلندا العنيف يتسبب في تحريك جزر رئيسية

GMT 22:25 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

3مستحضرات فقط تخفي علامات تعب وجهك نهائيا

GMT 18:35 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

5 أسرار لتطبيق المكياج من أجمل نساء بريطانيا

GMT 16:57 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"موريشيوس" ملاذ رومانسي ساحر لقضاء شهر العسل

GMT 13:05 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

إضراب في مطار شرم الشيخ يتسبب في إغلاق جزئي أمام السياح

GMT 04:44 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

لاكوتريبيس يعلن اكتشاف حقل غاز على سواحل قبرص

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت دفع فاتورة حساب المطعم

GMT 10:31 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

نظافة المدرسة من نظافة الطلاب والمدرسين

GMT 07:27 2014 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة لـ«فقه العمران»

GMT 21:14 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في لبنان الاربعاء

GMT 18:27 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

انفجار في مدينة بنش في ريف إدلب السورية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon