بقلم : أمينة خيري
من أكثر المشاهد المثيرة للتفاؤل والأمل هؤلاء الشباب والشابات الذين يظهرون بين الحين والآخر فى شوارع وميادين وهم يقودون دراجاتهم. البعض يشارك فى فعاليات جماعية دورية. والبعض الآخر ينتهج الدراجة أسلوب حياة. لكن بقدر ما يثير هؤلاء البهجة والتفاؤل والإعجاب، بقدر ما يثيرون الهلع والفزع والرعب. لماذا؟ لأن الأخلاق السائدة فى شوارعنا وقواعد المرور المتبعة لدينا تعرض هؤلاء للخطر الداهم. الغالبية لا تدرى أن قائد الدراجة الهوائية يجب مراعاة وجوده فى الشارع بشكل واضح وصريح. ونسبة غير قليلة (إن لم تكن الغالبية) من قادة المركبات تعتبر القيادة عضلات وهجمات وتهديدات. مبادرة «دراجتك صحتك» تعكس رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى الخاصة بالرياضة، والتى تهدف إلى توسيع قاعدة ممارستها بين المواطنين، والعمل على توفير إمكانات ممارستها. المرحلة الثانية من المبادرة بدأت قبل أيام بتسليم 1400 دراجة لأصحابها الذين حجزوها إلكترونياً، وهو ما يعنى أن ثقافة ركوب الدراجات موجودة، ولا تحتاج إلا إلى الدعم والمساندة. لكنها تحتاج كذلك إلى الحماية والتأمين، وإلا ستتحول المبادرة الرائعة إلى مكمن خطورة إضافى نحن فى غنى عنه.
حوادث السير ناجمة عن جهل الكثيرين بقواعد المرور من جهة، والتهاون الشديد فى تطبيق هذه القواعد ومعاقبة مخالفيها ليكونوا عبرة لأقرانهم وليس تركهم ليصبحوا نماذج تحتذى للغالبية. شوارعنا وسلوكياتنا المرورية المريعة ستعرض هؤلاء الشباب المستعد لاعتناق ثقافة رائعة مثل ركوب الدراجات سواء كوسيلة مواصلات أو أداة لممارسة الرياضة لأخطار قاتلة. ولدينا أحد حلين إن نحن أردنا أن ننقذ هذه الأرواح البريئة. إما أن نجعل مثل هذه المبادرات مقتصرة على الأماكن المغلقة أو الفعاليات التى يجرى التجهيز لها بإخلاء مسارات بعينها فى الشوارع والتأكد من منع السيارات من المرور حفاظاً على الأرواح التى تهدر والدماء التى تسفك على الطريق، أو أن يتبنى وزير الشباب والرياضة الدؤوب النشيط الدكتور أشرف صبحى مبادرة عظيمة تهدف إلى محو الأمية المرورية مع خلق ثقافة جديدة من العدم وليكن اسمها «حق الطريق» أو «حق الآخرين على الطريق». هذه الثقافة تقوم على تعلم قوانين السير والمرور، والتدريب عليها. أتمنى أن يتم تخصيص حارات للدراجات فى كل ركن من أركان مصر. وأحلم بأن تكون الدراجات وسيلة تنقل رئيسية للملايين. لكن الأمنيات والأحلام يعرقلها وحش فتاك اسمه فوضى الطرق. ولتكن هذه دعوة أيضاً للزملاء فى الإعلام المرئى لتصوير ما يتعرض له راكبو الدراجات فى الشوارع من أخطار، أما راكبات الدراجات فهذا حديث آخر.