الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة

الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة

 لبنان اليوم -

الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة

بقلم : أمينة خيري

ما الخبر الأكثر قراءة اليوم؟ هل هو تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض وتوقع القادم الأسوأ؟ أم اتهامات المطربة شيرين لزوجها أو طليقها حسام حبيب وهجومها على الراحل حسن أبوالسعود؟

وما التريند الأكثر رواجاً اليوم؟ هل هو الصورة الأحدث المرعبة التى نقلها لنا تليسكوب «جيمس ويب» وتحمل شكل زوبعة شديدة الشبه مع مجرة درب التبانة التى يوجد فيها كوكبنا العزيز كوكب الأرض؟ أم هى فتوى رداً على سؤال من رجل متزوج من ابنة خاله ويرغب فى الزواج بابنة خالته، ويسأل عن حكم الجمع بين زوجته وابنة عمتها؟

وما الموضوع الأكثر تداولاً على «فيسبوك» اليوم؟ هل هو مستقبل التعليم فى مصر بعد خمس سنوات، ومخرجاته التى ستُحدد شكل مصر ومكانتها العلمية والاقتصادية، ومن ثم السياسية والاستراتيجية؟ أم أنها رأى رجل دين فاضل درس الفقه والشريعة فأفتى فى أدق تفاصيل الحمض النووى الريبوزى منقوص الأكسجين الذى هو جزيئات دقيقة معروفة باسم الأحماض النووية وتحتوى على الشفرة الوراثية الفريدة بكل شخص وتنتقل تعليماتها من الوالدين إلى الأبناء الذين يحصلون على نصف حمضهم النووى من الأب والنصف الثانى من الأم، والذى يسميه أهل الطب والبحث العلمى «دى إن إيه»، فقال العالم الفاضل إنه (بناءً على دراسته للفقه المقارن والشريعة) لا يعترف بتحليل هذا الـ«دى إن إيه»، وإن الزوجة إذا حملت وهى فى عصمة رجل، يكون المولود لهذا الرجل بغض النظر عن الـ«دى إن إيه» أو غيره؟

هل «الخبر الأكثر قراءة» و«التريند الأعلى تداولاً» والموضوع الأكثر جدلاً ونقاشاً على «فيسبوك» هو حقاً الجدير بأن يشغل بالنا ويشكل وعينا؟ أو هل هو بالفعل ما يشغل بالنا ويشكل وعينا، وبالتالى بات الأكثر قراءة والأعلى متابعة وتريند؟

وسواء كانت الإجابة هذه أو تلك، الواضح والمؤكد أن الفتاوى العجيبة وفضائح الفنانين والبوركينى الحائر والبيكينى الجائر وتفاصيل الملابس التى كانت ترتديها الفتاة وقت ذبحها فى وضح النهار والإعلان عن أن الملائكة لا تدخل البيت الذى فيه خلافات زوجية وغيرها تهيمن على الغلاف الجوى المحيط بكوكب مصر.

هذا الغلاف عجيب غريب، تخاله ملتزماً إلى حد التزمت مرة، ثم يفاجئك بانفلات يصل إلى درجة الانحلال أحياناً. وفجأة يرتدى رداء الحكمة والموعظة ويكاد لا ينزل من على المنبر. صباح اليوم التالى، تجده فى شوارع وميادين التواصل الاجتماعى يهبد هبداً ويرزع رزعاً من أقصى اليمين إلى آخر اليسار.

ليس متوقعاً أو مطلوباً أن يكون المجتمع -أى مجتمع- متطابقاً أو مستنسخاً، وإلا سنكون كالجماعات الدينية التى تعمل على تخليق كوكب يرتدى زياً واحداً ويؤمن بنسخة واحدة من الدين ويتفوه بالكلام نفسه ويُقبل على الفعل ذاته. المنطقى أن يكون لكل مجتمع ملامح عامة ومعالم يمكن وصفها، تعكس توجهات وأيديولوجيات مختلفة أغلبها قابل للنقاش والاختلاف والاتفاق. أما أن يكون جميعها مخلقاً من الخبر الأكثر قراءة والتريند الأكثر تداولاً، فهذا فيه خطر داهم. لماذا؟ لأنه لا يعكس ماهية المجتمع أو مشكلاته أو احتياجاته أو حتى طموحاته. والأدهى من ذلك، أنه يغرقه فى بالوعة افتراضية يصعب الخروج منها.

وقد يُهيأ للمجتمعات الغارقة فى البالوعات الافتراضية أن خناقات الفنانين بالفعل هى أهم حدث اليوم، أو أن مشكلة الرجل الذى يرغب فى الجمع بين زوجته التى هى ابنة خاله وابنة عمتها التى هى أيضاً ابنة خالته مشكلة كونية يتوقف عليها مصير النكاح فى العالم ومن ثم مآل الجنس البشرى.

وربما ينصاع المجتمع لموقف رجل الدين الدارس لعلوم الفقه والشريعة، الرافض لعلوم الفيزياء والكيمياء والطاقة النووية والتكنولوجيا الحيوية والطب والصيدلة الإكلينيكية، ويعتقد أن مجالى العلوم يتناقضان، وذلك تحت وطأة اختيارات النقاش العنكبوتى. يحدث كل هذا فى كوكب مصر.

كوكب مصر يحتاج إلى مجلدات كثيرة لدراسته وفهم أغواره والتنبؤ بتحركاته. نُردد على مدار العقد الماضى عبارات عبقرية مثل «معركة الوعى» و«بناء الإنسان» و«مخرجات التعلم» و«الإنسان قبل الحجر أو معه أو أثناءه» وغيرها كثير. لكن ترديد العبارات لا يغنى عن جزئية تنفيذها.

والتنفيذ لا يقتصر على دور الدولة، بل على سكان كوكب مصر كذلك -أو على الأقل الجزء الذى يعى أن هناك مشكلة فى تشكيل الوعى ومحتواه وأولوياته- أن يبذلوا جهداً فى تعديل مسار الوعى فى حال ثبت أنه يحتاج تعديلاً، وذلك كلٌّ فى مجاله.

لكن أن نقف وقفة رجل واحد من أجل مناهضة أى تطوير فى التعليم، وتحديث طرق تطبيق القوانين، وتطهير ما علق بخطاب وفتاوى دينية طرحتنا أرضاً، وتجديد ما أوشك على التهاوى والتحلل من عادات وأفكار مثل زواج الطفلة، وختان البنات، وضخ العيال لتسريحهم فى التسول وقيادة التكاتك للخروج من دائرة الفقر الضيقة إلى دائرة الفقر الأوسع، حيث توريث الغلب والإبقاء على حلقة البؤس محكمة الإغلاق وغيرها، فهذا يعنى أننا سنبقى فى رمال «الأكثر قراءة» و«الأعلى تريند» المتحركة. تبتلعنا ونبتلعها ونهوى معاً يداً بيد.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة الكوكب المصرى ورمال التريند المتحركة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon