لبنان الداء والدواء والمداوي
وزارة الخارجية الهولندية تستدعي السفير الإسرائيلي في لاهاي لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة نتنياهو يؤكد أن إسرائيل عازمة على القضاء على حماس وملتزمة بإعادة جميع الأسرى رجب طيب أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو تركيا تنفي التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء آلية لمنع الاشتباك بين الجانبين في سوريا منظمة الصحة العالمية تؤكد أن 90% من الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية وزارة الصحة اللبنانية تعلن عن مقتل سوريين في غارة إسرائيلية على طريق الدردارة الخيام جنوبي البلاد الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بالتحقيق في قتل إسرائيل لمسعفين في غزة ساوثهامبتون الإنجليزي يفسخ عقد مدربه الكرواتي إيفان يوريتش عقب تأكد هبوط الفريق إلىإلى "التشامبيونشيب" ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 211 شهيداً صحفياً منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع نقابة الصحفيين الفلسطينية تدين مذبحة مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
أخر الأخبار

لبنان الداء... والدواء والمداوي

لبنان الداء... والدواء والمداوي

 لبنان اليوم -

لبنان الداء والدواء والمداوي

بقلم : فـــؤاد مطـــر

لم  يحدث من قبل في المجتمع الدبلوماسي في لبنان أنْ بادر سفراء الدول الكبرى وسفراء أوروبيون وإسلاميون وعرب إلى اللقاء وعلى وجه السرعة بسفير دولة عربية غاب ثلاثة أشهر عن لبنان لدواعٍ تتوزع بين الخاص والعام. وما نعنيه بالعام هو التشاور مع مرجعيته في المعضلة اللبنانية المتمثلة في تعجيزٍ من أطراف لتشكيل حكومة غير عادية، وذلك لكي تستطيع معالجة حالاتٍ بعضُها متصلٌ بالجائحة وما تسببت فيه للبنان التعليم والتجارة والصناعة والعمل المصرفي، وبعضها الآخر بكارثة لا سابق لها حتى خلال سنوات الاقتتال الأهلي المتقطع بين منتصف السبعينات وطوال الثمانينات. وتتمثل في انفجار هيروشيمي الشكل، حدث في مرفأ بيروت، وعكس تعامُل أهل السُّلْطة مع تداعياته وبعضها أقرب إلى الويلات والفواجع الأُسرية، انطباعاً أنه تفجير متعمَّد لأغراض في نفوس أكثر من يعقوب واحد، بدليل أن الذين في قمم السلطة تصرَّفوا كما لو أن ما حدث قد حدث وكفى لبنان واللبنانيين ما هو أعظم.

لا تفقُّد لموقع الكارثة. لا تفقُّد للضحايا. لا إعلان يومَ الحدوث كارثةً وطنية. وما هو أكثر خطورة أنْ لا تحقيق فيما جرى ولا تشكيل لجنة طوارئ تستمر تستقصي إلى أن تظهر حقيقة ما جرى. وعندما لاحت في الأفق ملامح الحقيقة فإن هناك من التّف عليها من خلال تخريجات شكلية وتلاشت بذلك الملامح ومعها لحظات من التفاؤل لدى أمهات وآباء وزوجات وفتية وفتيات وأطفال ما زالوا يكابدون آثار الصدمة بكل أنواع الأذى الكارثي الناشئ عن الانفجار الذي يحلم النظام الإيراني الساعي إلى امتلاك السلاح النووي بشكل مشابه للشكل الذي رآه العالم وعدّوه كما لو أنه تفجير نووي.
ومن الطبيعي أن يكون السفير العربي، ونقصد بذلك وليد بخاري، السفير السعودي، قد وجد نفسه وهو في الرياض في وضْع المجيب عن الاستفسار من جانب مرجعيته السياسية الدبلوماسية ومن السعوديين عموماً الذين التقاهم. وكان يوضح ما استطاع إلى ذلك توضيحاً.
هذه الزيارات من جانب سفراء الدول الكبرى وسفراء أوروبيين وإسلاميين وعرب منذ اليوم الثالث لعودته إلى لبنان، تمت في دارة السفير وليس في مقر السفارة، وهذا معناه أن الزائر مكلَّف من حكومته الاستفسار عن حقائق للحالة اللبنانية التي استعصى على إدارات في هذه الحكومة فك طلاسمها، وأن ذلك التكليف يتطلب الإسراع في الرد. ويمكن القول افتراضاً إن جميع الزوار رموز الدبلوماسية الأجنبية والعربية والإسلامية وقفوا على ما يمكن أن يبني عليه هذا السفير أو ذاك تقريره إلى حكومته وفيه ما هو كثير الوضوح.
وأما المرجعيات الدينية، وبالذات المرجعية المارونية في شخص البطريرك بشارة الراعي، والمرجعية السُّنية في شخص المفتي عبد اللطيف دريان، فإن حال كل منهما كانت بمثل حال الدبلوماسية الدولية والعربية والإسلامية توّاقة إلى الوقوف على رؤية المملكة وسماعها من السفير وليد بخاري العائد إلى لبنان بعد أن كانت قد سبقته على مدى أشهر مضت وتواكبت معيشة صعبة وأزمة حكومية عصيّة الحل، طائرات إغاثة ناقلة ضمن حملة الإغاثة من الملك سلمان من الدواء والكساء والغذاء ما يخفّف الوطأة عن الكواهل.
وقد تبدو الزيارتان للمرجعيتيْن عادية من جانب السفير بخاري الذي لطالما اعتاد على القيام عند اشتداد الأزمات بزيارات لافتة لغير الرموز السياسية. لكن الظروف التي يعيشها لبنان جعلت المرجعية الدينية المارونية تسجل اختراقاً جراء العتمة اللبنانية، ويتمثل في دعوة إلى تحييد لبنان، فالمثابرة على التذكير بالدعوة، ثم تطويرها إلى طرْح صيغة المؤتمر الدولي الذي يمكن أن يساند صيغة الحياد للبنان. ومن الجائز القول إن طبيعة الأمور لدى كلٍّ من المرجعيتين اختلفت بعد لقاء السفير بخاري بكل منهما، عمّا كانت عليه قبلها. وزيادة في الافتراض فإن مسيرة التأييد الشعبي لرؤية البطريرك الراعي اكتسبت لمسة تأمُّل في واقع الحال من جانب المرجعية العربية الأهم، مع ملاحظة أن صيغة الحياد للبنان تشق طريقها إذا ما واكبتْها صيغة «اتفاق الطائف»، بل أكثر من ذلك يمكن القول إنه من دون ثبات هذا الاتفاق لكانت صيغة الحياد ستبدو مطلباً تقسيمياً وفئوياً، وهي ليست كذلك على الإطلاق.
هنا يجد المرء نفسه يتمنى لو أن زيارة السفير شملت سائر المرجعيات الدينية حتى التي في نفسها فيض من عدم الودّ. ونقول ذلك على أساس معادلة تقوم على أن صاحب الصدر الأكثر سعة لن يضيره أن يضحّي قليلاً إذا كانت التضحية المعنوية ستحقق كثيراً من وحدة الصف. وفي تاريخ المملكة العربية السعودية لمسات تسامُح كثيرة أثبتت جدواها مع عدد من الدول والمرجعيات العربية، وهي لولا تلك المبادرات المغلَّفة بالتضحية وعدم عدّها تراجعاً لكانت حالات عدم الود وأحياناً العداوة قائمة ولا طرف يتعاطى مع طرف.
وثمة مسألة مهمة في هذا السياق، هي أن لبنان الشعب يعيش مرحلة يتطلع فيها إلى تعديل نوعي في حالته... هذا إذا استعصى التغيير. وهذا اللبنان لا ينحصر في طائفة من دون أُخرى. ولكن هنالك مَن هو قادر على تحديد ما يراه، وهنالك مَن يتطلع إلى مَن يساعدون تعديل ولائه ونظرته لواقع الحال. ومن هنا القول إن بعض التضحية وسِعة الصدر كفيلان بتحقيق ما يُستعصى حتى الآن حدوثه.
ونشير في هذا السياق إلى حالات حدثت ماضياً. بعد الستينات كان لبنان السُّني ناصرياً، وعندما لاحت في الأفق ملامح ضرورات لتعديل الموقف فإنه عدَّل. وكان لبنان الشيعي نصيراً للفلسطينيين وفي عمق التوجه اليساري، ثم عندما حدثت موجبات ضاغطة أو اختيارية أو تشــويقــية لإعـــادة النظر، فإن الأمر لم يستغرق كثيراً؛ حيث انتقل الولاء الشيعي من ضفة إلى ضفة. ووجد الطيف الماروني نفسه تحت وطأة مخاوف من هيمنة معادلة لبنانية سُنية - فلسطينية تؤثر على كينونته، فوضع بعض رموز الطائفة اليد في اليد الإسرائيلية، ثم كان اليوم الذي يُقلق الضمير، فتصحيح جذري بما تم فعله.
القصد من هذا القول إن إعادة النظر هي مسألة من كُنه التقاليد السياسية والحزبية اللبنانية. وحتى مهما بلغ التأثير السوري والشحن المذهبي الإيراني مداه فإن إعادة النظر ليست من المستحيلات، إنما تحتاج إلى براعة مَن يقوم بعملية ترويض ويكون صبوراً ويتحمل أمزجة من بات الشأن العظيم في شخص الواحد منهم مسألة عبادة.
لعلنا في هذه السطور التي حبَّرناها في معنى عودة سفير المملكة العربية السعودية إلى لبنان اكتنفتْه كثرة التفسيرات، ومغزى هذه المسارعة من معظم سفراء الدول الكبرى والعربية والإسلامية الحائرة في أمر لبنان وأين هي نهاية مطافه إلى الوقوف منه على ما يمكن البناء عليه، وكذلك على لقائه مرجعيتيْن دينيتيْن في انتظار وعلى أمل لقاء سائر المرجعيات... لعلنا في هذه السطور أجبنا عن الكم الهائل من التساؤلات التي قد تشكِّل الإجابة حولها فك اللغز اللبناني الذي احتارت البرية فيه. وطن صغير مستخلَص من طوائف هي السبب في الداء الذي يحتاج وعلى أقصى السرعة إلى الدواء والمداوي. والله خير معين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الداء والدواء والمداوي لبنان الداء والدواء والمداوي



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

إطلالات محتشمة بلمسات الريش وألوان ربيعية تزين إطلالات النجمات

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:05 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:52 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

خبير بريطاني يعلن عن اكتشاف "خنافس غامضة" عمرها 4000 عام

GMT 00:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

وزارة الصحة التونسية توقف نشاط الرابطة الأولى
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon