صناعة الشخصية والمعايير
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

صناعة الشخصية والمعايير!

صناعة الشخصية والمعايير!

 لبنان اليوم -

صناعة الشخصية والمعايير

بقلم: حسين شبكشي

عند الحديث عن قصص النجاح الخاصة بالأمم والشعوب والشركات والمؤسسات يتم التركيز عادة على الصفات النوعية فيما يخص البيانات والإحصاءات الرقمية والكمية، متغافلين في معظم الأحيان المعايير النوعية، وهي مسألة في غاية الأهمية كما تبينها العديد من الدراسات والآراء المحترمة.
وفي هذا السياق كان أهم من كتب في هذا الموضوع الكاتب الأميركي وخبير تطوير الذات المشهور ستيفن كوفي في كتابه ذائع الصيت «العادات السبع للناس الأكثر تأثيراً» عندما قال إنه من خلال بحثه العميق فيما كُتب خلال مائتي عام من كتب تخص الإدارة وإصلاح الذات في الكتابات الغربية، لاحظ أنه في آخر خمسين عاماً كانت الكتب تركز على مبدأ تطوير الشخصية، بحيث يكون التركيز على كيف تكون من حيث مهارات لباقة الكلام ولباقة المظهر والسلوكيات الاجتماعية المقبولة وطريقة الإلقاء والحضور، ولكن في المائة والخمسين عاماً التي سبقتها كان التركيز على جوهر المعدن؛ الأخلاق والمصداقية والاعتمادية والأمانة صفات تشكل ما يمكن أن يطلق عليه جوهر المعدن.
ويضيف ستيفن كوفي إلى هذه المزايا والصفات صفات أخرى لا تقل أهمية مثل التواضع والبساطة والسلاسة، ويعتبرها صفات أخلاقية في جوهر المعدن، وهي التي تحدد كفاءة الإنسان في مهامه وتحدياته لأنها ببساطة نابعة من الداخل إلى الخارج وليس الغرض منها الإبهار أو الحلول السريعة.
وإلى حد كبير هي نفس الأطر التي بنى عليها كاتب الرأي في «نيويورك تايمز»، ذائع الصيت ديفيد بروكس في كتابه الشهير «الطريق إلى المعدن»، الذي يجمع فيه خصائص من علم النفس وعلم إدارة الأعمال وعلم الاجتماع في رسم أهم الصفات التي تكون المعدن الناجح في شخصية الإنسان ويركز فيها على أن التواضع والعمق الإنساني والوعي الضميري هما البوصلة الأخلاقية التي ترسم طريق النجاح والتميز المستدام للبشر في كل مجالاتهم وفي كل أماكن معيشتهم لأنها العنصر الحيوي الثابت دوماً، وهي نظرة غير مادية بالمطلق.
وفي ذات السياق حاول الفيلسوف الأميركي المعاصر كين ويلبر المعروف بتخصصه الفلسفي في الجمع بين فلسفة الغرب التقليدية من الإغريق (القديم) إلى أميركا الحديثة ودمجها بأهم الأسس التي بنيت عليها معايير الفلسفة الشرقية التقليدية من المدارس الهندوسية والبوذية، وهو الذي كان يفتخر بحمل مؤلفاته في البيت الأبيض كل من الرئيس كلينتون ونائبه آل غور... ويقول كين ويلبر في كتبه إن الضمير هو المعيار الأخلاقي الوحيد للنجاح الذي يجب أن تبنى عليه كافة القواعد الأخرى للشخصية ومعدنها.
وليس هذا الطرح من باب المثالية المستحيلة، ولكنه طرح يصاحبه العديد من الأمثلة القابلة للقياس في الحياة من قصص نجاح في مجال الأعمال والشعوب والسياسة، فـقصة ستيف جوبز مؤسس شركه «أبل»، تقع ضمن هذه القصص، وهو الذي اتبع مبدأ إعادة اختراع الذات بعد طرده من شركته التي أسسها، وعاد بأفكار منهجية أسهمت في صناعة مجد جديد فاق كل ما صنعه أول ما بدأ العمل بها، وأصبحت هذه الشركة مصدر إلهام للعديد من الأجيال التي تلت. ونفس الشيء من الممكن أن يقال عما حققه أكيو موريتا مؤسس شركه «سوني» التي بدأت كشركة مهتمة بالترفيه والصناعة الإلكترونية البسيطة لتصبح اليوم شركة تركز في مجالات الإبداع أياً كان نوع الإبداع وهو الذي يفسر أخيراً دخولها في مجال السيارات الكهربائية في نقلة ثورية بعيدة عما بدأها موريتا من أفكار تأسيسية لها ولكنها عقلية الإبداع الموجودة في الشخصية السوية المختلفة.
وفي عالم الذكاء الصناعي يراقب المتابعون بشغف واهتمام شديدين التنافس المحموم في هذا المجال بين إيلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس» وغريمه اللدود مارك زوكربرغ مؤسس شركة «ميتا» والمعروفة باسم فيسبوك سابقاً، فهما اليوم وبشكل أساسي يحددان وجهة الذكاء الصناعي وتأثيره على العالم بأسره، فإيلون ماسك يؤمن بأنه لا بد أن يكون هناك سقف أخلاقي للذكاء الصناعي بحيث لا يصبح أداة تدمير وبالتالي خطراً على مستخدميه، بينما يؤمن زوكربرغ بأن الذكاء الصناعي لا بد أن يبقى حراً بلا سقف وأن يتبع المستخدمون توجه هذا التحول المطلق والحر، وهذا المجال خطر وجديد وستكون وجهة مسار العديد من الصناعات والخدمات المستقبلية التي ستستثمر فيها البلايين من الدولارات وتقرر بها مصائر الوظائف والأموال.
ولكن دائماً تظل المرجعية الأساسية للمكونات التي بنيت عليها هي معدن الشخصية القيادية، وبالتالي يمكن الحكم على الاتجاهات المستقبلية لتوجهاتها بناءً على ذلك. وهذا الأسلوب أسلوب منهجي يستطيع من يتبعه أن يتعرف كأنه يتابع نتائج إشاعات صدرية أو إشاعات مقطعية للعقل في طريقة تفكيره ومنهجيته في اتخاذه للقرارات، وبالتالي التوقع كيف ستكون اتجاهات الريح مع هذه الشخصية القيادية وغيرها.
معدن الشخصية يرسم اتجاهات ومصائر الإدارة بشتى أشكالها وهو أهم المعايير.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الشخصية والمعايير صناعة الشخصية والمعايير



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon