ومع كل ذلك تفاءلوا
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ومع كل ذلك... تفاءلوا!

ومع كل ذلك... تفاءلوا!

 لبنان اليوم -

ومع كل ذلك تفاءلوا

بقلم: حسين شبكشي

تقول المقدمة الافتتاحية لرواية «قصة مدينتين» للروائي الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز «لقد كانت أفضل الأوقات، لقد كانت أسوأ الأوقات». هذه العبارة التي باتت خالدة وتستخدم في توصيف الكثير من الحالات المتناقضة، هي تماماً ما يمكن أن ينطبق عليه الحال اليوم في تشريح وضع العالم المتناقض. فرغم العناوين المقلقة التي تداهمنا كل يوم، والتي تتحدث عن تداعيات صحية كبيرة جاءت بها جائحة «كوفيد - 19» في آخر ثلاث سنوات ودمرت صحة الإنسان، ودمرت معها الاقتصاد الخاص به، ومع الأخبار التي لا تتوقف عن التدمير المتواصل للبيئة بسبب سوء وضع المناخ العالمي وثورات وحروب حتى وصل بها الأمر إلى اندلاع حرب شبه عالمية بين أوكرانيا وروسيا، تأتي بها مشاكل اقتصادية من نوع مختلف ومدمر سيؤدي إلى كساد مهول يسبب حالة تضخم لن يستطيع معها الإنسان على الصرف، مصاحبة بأزمة غذائية غير مسبوقة منذ سنوات طويلة على المستوى العالمي، فإن هناك من يقول وبالأدلة والأرقام والوثائق إننا نعيش أفضل حالاتنا في تاريخ البشرية، وهذا بحد ذاته مدعاة للتفاؤل العظيم بما هو آت.
فالكاتب الأميركي ستيفن بينكر له كتاب بعنوان «أفضل الملائكة في طبيعتنا» والذي يناقش فيه أن البشرية اليوم تعيش مرحلة متقدمة جداً من تطورها على مستويات كبيرة، وخصوصاً فيما يخص انخفاض لجوئها إلى العنف لحل المشاكل، ومعدلات الجريمة في أدنى مستوياتها في العالم، وكذلك اللجوء إلى العنف لحل المعضلات بين الدول وبين الأفراد انخفضت بشكل كبير رغم تسليط ضوء الإعلام على الجرائم التي تحدث؛ وذلك بسبب قوة وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأرقام والمعدلات تبقى في أدنى مستوياتها قياساً بما سبق من سنوات، وكذلك من الممكن أن يقال الشيء نفسه بالنسبة لجودة الحياة وطول العمر فيما يخص الحالة البشرية العامة. الإنسان اليوم باستطاعته أن يعيش أعواماً أطول ممن سبقوه من أجيال مختلفة، وأصبح بالإمكان توفير العلاج والتعامل مع العديد من الأمراض المعضلة التي كانت بمثابة إعلان وفاة فوري عند تشخيصها، كذلك مكّنت التقنية الحديثة من توفير العديد من وسائل الراحة والتمكين وتسهيل الحياة في مختلف بقاع العالم، سواء كان لأجل التدريس أو التمريض أو التطبيب أو العمل أو الترفيه.
ويضيف الكاتب الأميركي نقاطاً أخرى في غاية الأهمية، وهي أن معدلات التمييز والعنصرية خفت كثيراً عما كانت في السابق رغم بروز العديد من مشاكلها في الإعلام؛ لأن الأمر أصبح يواجه الآن بالقانون والنظام الصارم والعقوبات الشديدة في حال مخالفة ذلك الأمر، ويتعامل مع المسألة بمعيار قانوني وليس بمعيار مزاجي متفاوت بين شخص وآخر، وأصبحت قابلية الدول حول العالم أقل بكثير في استعدادها لتحمل هذا النوع من التمييز والعنصرية والذي كان سائداً ومقنناً ومُجازاً ومُعترفاً ومُرحباً به في ثقافات العالم المختلفة.
ورغم وجود كتاب آخر مثير للجدل بعنوان «جيوسياسية العواطف» الذي ألفه دومينيك موايسي ويقول فيه، إن الثقافات المتعلقة بالخوف والرعب والإذلال والأمل هي التي ستشكل مستقبل العالم؛ لما تحركه تلك العواطف الجياشة من غرائز مكبوتة لدى الدول المختلفة حول العالم، سواء كان ذلك خوفاً من فقدان الوظائف، أو خوفاً من فقدان الهوية، أو خوفاً من فقدان الأمان، أو حتى خوفاً من فقدان الدين، هي التي ستحرك كل هؤلاء الأشخاص المصابين بهذا النوع من العواطف المبنية على الخوف والإذلال والأمل إذا فعل حراكاً عنيفاً ضد الآخر.
وأعتقد أن فكرة تطوير العلوم واستحداث وسائل التنمية المتطورة للتعامل مع تحديات الإنسان المختلفة، سواء كانت على الصعيد الاقتصادي أو الصحي أو الطبي أو التعليمي أو السياسي سيظل دائماً هو الأهم، وهو المسيطر على عقلية الإنسان بصورة عامة ما دام كان يرى نتائج علومه تتحقق وتتحول لوسائل فيها تحسين لجودة حياته وتطمين لمستقبله سيراهن عليها وعلى استمرار ذلك المناخ الإيجابي، وهو تماماً ما انعكست عليه حال العالم اليوم وتجعل لنا حين نتأمل في هذه المسألة بتعمق وموضوعية أن نقول لنا الحق في التفاؤل.
قد يكون ضرباً من الهراء أو مسألة صعبة المنال، أن ينصح بعضنا بالتفاؤل والاعتقاد يقيناً أننا نعيش أفضل أيامنا كبشر، خصوصاً في ظل العناوين القاتمة والمسببة للاكتئاب والتي تطالعنا بها نشرات الأخبار بصورة دورية على مدار الساعة في كل يوم، إلا أن الحقيقة بعد زوال دخان الأخبار تبقى أننا نعيش فعلاً أفضل أيامنا كبشر، ومن المطلوب أن نتفاءل بما هو آت حتى تتم استمرارية هذا التحول الهائل والعظيم الذي تشهده البشرية والمتمثل في علوم متطورة وطب متقدم وأدوات ووسائل لم نكن نحلم بها... كل ذلك لصالح صون وحفظ كرامة الإنسان التي أمرت بها الأديان كلها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومع كل ذلك تفاءلوا ومع كل ذلك تفاءلوا



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon