دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

 لبنان اليوم -

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

لم يرتَح كثيرون لطريقة وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، أثناء زيارتهما الأخيرة إلى دمشق، وبخاصة حين بدأوا في إعطاء دروس حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي سبق ونستها وزيرة الخارجية الألمانية بتصريحها المخزي حول غزة، حين قالت إن من حق إسرائيل استهداف المستشفيات لحماية أمنها، ولذا من الصعب أن ينظر إلى نصائحها على أنها في صالح الشعب السوري.

وإذا كان الحضور الأوروبي والغربي في سوريا يمثل محاولة محدودة لاستعادة إرث «المبعوثين الأمميين» الذين سبق وأُرسلوا إلى كثير من البلاد العربية، ولم تسفر جهودهم عن أي حل، رغم أن بعضهم كان على درجة كبيرة من الكفاءة والمهنية، لكن المعضلة أن المدخل الأورو ـ أميركي في التعامل مع صراعات المنطقة كان خاطئاً، وبالتالي كانت مخرجاته كلها فاشلة.

والحقيقة أن سوريا مثل اليمن والسودان وليبيا، شهدت حضور سيل من المبعوثين الأمميين والأميركيين، وجميعهم أخفقوا في إيجاد حلول للصراع الدائر بهذه البلدان، فمنذ 2011 عين الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون مبعوثاً أممياً إلى ليبيا؛ وهو وزير الخارجية الأردني الأسبق عبد الله الخطيب، وهو رجل مشهود له بالكفاءة والمهنية، ومع ذلك لم ينجح في مهمته، مثل كل من جاءوا بعده من البريطاني إيان مارتن، مررواً باللبناني طارق متري والإسباني برناردينو ليون، وانتهاء بغسان سلامة ومارتن كوبلر، إلى جانب مبعوثين خاصين وأميركيين وجميعهم أخفقوا في مهمتهم.

الأمر ذاته تكرر في اليمن الذي عرف أسماء مهنية كبيرة مثل جمال بنعمر وإسماعيل ولد الشيخ، وجميعهم عجزوا عن إيقاف الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، أما السودان الذي عرف ثورة مدنية سلمية انتهت باقتتال أهلي بين الجيش و«الدعم السريع»، فقد فشلت جهود فولكر بيرتس في منع الاقتتال الأهلي وصناعة توافق بين فرقاء الساحة السياسية، وتكرر ذلك مع المبعوث الأميركي توم بيريلو الذي لم ينجح في مهمته حتى اللحظة.

ولم تخرج سوريا عن سياق ما جرى بهذه البلدان، فقد عين في بداية المواجهات المسلحة في 2012 أمين عام الأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان مبعوثاً أممياً في سوريا، وتبعه الأخضر الإبراهيمي وستيفان دي ميستورا، وفشلوا جميعاً في إقناع النظام بتقديم أي تنازلات؛ سواء بإخراج الميليشيات الإيرانية والإفراج عن المعتقلين السياسيين ووضع دستور جديد، أو البحث في بدائل للإصلاح من داخل النظام نفسه بطرح أسماء مثل فاروق الشرع وآخرين بديلاً لحكم بشار الأسد، وتكون نتيجتها الحفاظ على ما تبقى من الدولة السورية وإصلاحها، وهو ما رفضه الأسد وأركان حكمه بشكل كامل.

واللافت أن سوريا كانت البلد الوحيد الذي عرف سلطة متماسكة ومؤسسات قائمة عقب اندلاع الانتفاضة الشعبية في مارس (آذار)2011، وهو على عكس السودان وليبيا واليمن حيث انقسمت السلطة المركزية أو غابت، وكانت أمامها فرصة أن تجري عملية إصلاح من داخلها أفشله نظام بشار الأسد واستخدم أدوات قمع إجرامية غير مسبوقة.

والحقيقة أن المسار الذي اتخذه القادة الجدد في سوريا منذ سقوط النظام، هو البعد عن فكرة اقتسام سلطة المرحلة الانتقالية مع أطراف المعادلة السياسية، الذي عني في التجارب العربية الأخرى بأنه تقاسم للسلطة قبل بنائها بين أطراف مختلفة في التوجه والحسابات السياسية والبنى العسكرية من خلال أدوار مبعوثين أمميين، كانت مهمتهم الرئيسية العمل على إعادة بناء الدولة من خلال اقتسام السلطة بين مؤسساتها في واقع يعاني من سيولة وانقسام.

ومع فشل مشروعات المبعوثين الأمميين في اقتسام السلطة بليبيا والسودان واليمن وسوريا، قدمت القيادة السورية الجديدة نموذجاً لا يخلو من مخاطر وقائماً على مطالبة الجميع في الداخل والخارج بإعطاء الثقة لطرف أو مشروع سياسي يكون محل توافق بين معظم الأطراف بدلاً من تلك الجهود المتعثرة التي قام بها المبعوثون الأمميون، وعملت على خلق سلطة ضعيفة مفتتة للسيطرة عليها، أو خوفاً من إعادة إنتاج النظام القديم والديكتاتورية.

إن ما تميزت به التجربة السورية أن قادتها الجدد يبنون مؤسسات جديدة بعد أن سقط النظام والدولة من خارج نظام المحاصصة واقتسام السلطة الذي فشل في كل التجارب العربية الأخرى، وأن البناء الجديد وضعته السلطة الجديدة بالتشاور فقط مع الآخرين، وأصبح على قمته قادة من لون واحد سواء في وزارة الدفاع أو الداخلية أو الخارجية.

هذا المسار يمثل فرصة نجاح؛ لكنه لا يخلو من تحديات ومخاطر أهمها كيف يمكن بناء مؤسسات دولة مهنية ومستقلة عن السلطة التنفيذية وخلفيات كثير من عناصرها قادمة من فصائل إسلامية مسلحة؟ هذا تحدٍ ليس بالسهل، وقد يكون الحضور العربي في سوريا عاملاً في دعم هذا البناء الجديد على أسس وطنية جامعة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين» دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إدارة غزة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:40 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 لبنان اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 لبنان اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 11:27 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:23 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مصممات الديكور السعوديات يصنعن نجوميتهن عبر "إنستغرام"

GMT 07:03 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أسبوع دبي للتصميم لعام 2025 يقدم معرض خواتم الرجال

GMT 08:13 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

الجولاني يكشف عن إصدار عملة جديدة في سوريا

GMT 15:36 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

إتيكيت إهداء العطور النسائية

GMT 17:47 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

أفكار لارتداء إكسسوارات السلاسل

GMT 18:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا

GMT 18:36 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

حقائب فاخرة لأمسيات رمضان الأنيقة

GMT 19:34 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

ملابس صيفية تساعدك على تنسيق إطلالات عملية

GMT 11:49 2022 الأحد ,03 تموز / يوليو

حيل بسيطة للحصول على مظهر طويل وجذاب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon