التغيير من الداخل مستحيل
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

التغيير من الداخل.. مستحيل

التغيير من الداخل.. مستحيل

 لبنان اليوم -

التغيير من الداخل مستحيل

شارل جبور
بقلم : شارل جبور

الرهان على تشكيل جبهة سيادية على غرار 14 آذار وهمٌ، سوى في حال طرأ ما ليس في الحسبان، والرهان على لبننة «حزب الله» وهمٌ، كما رهان الحزب على وراثة الدور السوري وهمٌ، والوضع الداخلي يتراوح بين مزيد من الشيء نفسه او الفوضى، بانتظار تطورات الخارج.

لا يجب «بيع» الناس أوهام ولا الإيحاء بما هو غير قابل للتحقّق، فلا جبهة سيادية وازنة وحقيقية قادرة على إحداث دينامية تغيير وطنية من دون ثلاثي «القوات» و»المستقبل» و»الاشتراكي»، ولكن حسابات وأولويات هذا الثلاثي مختلفة ومتباعدة، ويمكن على سبيل المثال لا الحصر التوقف أمام الآتي:

أولاً، ترفع «القوات» عنوان الانتخابات المبكّرة كمدخل لإسقاط الأكثرية الحالية وإعادة إنتاج السلطة، ولكن هذا العنوان لا يستهوي «المستقبل» و»الاشتراكي»، بسبب رفضهما إجراء الانتخابات النيابية على القانون الحالي الذي تتمسك به «القوات»، ويتقاطعان على هذا المستوى مع الرئيس نبيه بري الساعي إلى تغيير قانون الانتخاب.

ثانياً، طالما الرئيس سعد الحريري لم يعتذر عن التكليف، فيعني انّ إمكانية التلاقي بينه وبين «القوات» متعذرة، لأنّ التكليف يعني مدّ اليد إلى الأكثرية الحاكمة والرهان على فرصة معها للإنقاذ، فيما «القوات» سحبت يدها من اي تعاون مع هذا الفريق نهائياً.

ثالثاً، دعوة رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط الرئيس المكلّف إلى الاعتذار وترك الأكثرية تحكم، لا تعني بأنّه قرّر إسقاطها، ليس فقط من باب رفضه لقانون الانتخاب، إنما لأنّه يتجنّب المواجهة مع «حزب الله»، ويحرص على علاقته مع بري الذي يعتبر الانتخابات المبكّرة رسالة ضده، وما ينطبق على جنبلاط ينسحب على الحريري الذي لا يريد المواجهة مع الثنائي الشيعي.

رابعاً، ظهور ملامح تحالف رباعي يضمّ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى بري والحريري وجنبلاط، وأولوية هذا التحالف التوازنات السلطوية، وبالتالي الجبهة السيادية غير مطروحة إلّا في الإعلام.

وبما أنّ لا مقومات سياسية لتحالف الثلاثي «القوات» و»المستقبل» و»الاشتراكي»، فإنّ «القوات» غير قادرة منفردة على تغيير الواقع ولو تحالفت مع أحزاب وجمعيات مدنية وشخصيات مستقلة، لأنّ اي تغيير بحاجة لأكثريات طائفية بالتوازي مع أكثرية عابرة للطوائف، وخلاف ذلك يكون التشكُّل أقرب إلى الجبهة الفولكلورية لا الفعلية، وبالتالي لا أمل يُرجى من قيام جبهة سيادية إلّا في حال حصول حدث عسكري او أمني او سياسي كبير أدّى إلى إسقاط الستاتيكو الحالي.

ومن ثم، لا حاجة للإستفاضة كثيراً بشعار لبننة «حزب الله» الذي رفعه التحالف الرباعي في العام 2005، لأنّ الوقائع أثبتت انّ الحزب يشكّل جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الإيرانية، وبالتالي لا يمكن فصله عن طهران، واي اتفاق يتعلق بدور الحزب يجب ان يحصل بالتفاهم بين واشنطن وطهران وليس بين القوى السياسية اللبنانية و»حزب الله».

وإذا كانت الوقائع قد أثبتت وهمَ لبننة «حزب الله»، فإنّ الوقائع أثبتت أيضاً عدم قدرة الحزب على استنساخ حقبة الوصاية السورية، لأنّه مكون داخلي لا خارجي، فلا هو قادر على حكم لبنان، ولا القوى السياسية المناهضة له قادرة على الحكم معه، وما بين الاستحالتين يستحيل قيام دولة في ظلّ حزب مسلّح بدور خارجي.

وإن دلّ كل هذا المشهد على شيء، فعلى استعصاء التغيير بإرادة لبنانية، طالما انّ القوى السيادية، للأسباب المشار إليها أعلاه وغيرها، ليست في وارد توحيد صفوفها، لأنّ «حزب الله» الذي يدرك استحالة ان يحكم لبنان بمفرده، من مصلحته ان يستمر الستاتيكو الحالي، إلى اللحظة التي يشعر فيها انّ بإمكانه إقرار تسوية لمصلحته، يعزز فيها موقعه السلطوي من دون ان يتخلّى عن دوره وسلاحه.

وفي موازاة المشهد السياسي المقفل، فإنّ الستاتيكو الحالي مرشح ان يطول سوى في حالتين: مزيد من تدهور الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي ووصوله إلى انفجار اجتماعي تعجز القوى الأمنية عن ضبطه، فيدخل لبنان في فوضى لا يمكن الخروج منها سوى بتسوية وطنية جديدة، ولكن لا شيء يوحي بأنّ هذا السيناريو بات قريباً.

والحالة الثانية تتمثّل بتسوية على مستوى المنطقة برعاية أميركية، تعيد طهران بموجبها النظر بدورها، فيضطر «حزب الله» عندذاك إلى تسليم سلاحه وتغيير دوره، الذي لا يمكن ان يتبدّل إلّا مع تبدُّل الدور الإيراني، إذ في اللحظة التي يعود فيها الدور الإيراني إلى داخل إيران، يعود دور «حزب الله» إلى داخل لبنان.

وفي كل هذا المشهد القاتم مالياً ومعيشياً وسياسياً، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن إسقاط الأكثرية الحاكمة من خارج الانتخابات التي لا يريدها التحالف الرباعي القديم زائد العهد؟ وما الخطوة التي يجب اتخاذها علاوة على فك الارتباط مع الفريق الحاكم؟ وما قيمة الاستقالة من مجلس النواب في حال لم تترافق مع الدعوة إلى إسقاط السلطة في الشارع؟ وما خطورة توسُّل الشارع على تسريع سيناريو الفوضى والصدام مع القوى الأمنية؟ وما الخيارات أو المبادرات الممكنة والمتاحة لتحريك الوضع خارج السياسة الإنتظارية؟
 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التغيير من الداخل مستحيل التغيير من الداخل مستحيل



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon