بقلم : محمد أمين
أشم فى الأفق رائحة تغيير كبير فى السياسات والأشخاص.. كما أشم حركة تغيير وزارى كبيرة.. لا نطلب التغيير لأنه هدف، لكنه وسيلة لتحريك المياه الراكدة.
وأعتقد أننا الآن فى حاجة إلى التغيير لضبط مسارات السياسة والاقتصاد وضبط السوق وإشعار المواطن بأن الحكومة موجودة وليست غائبة، وهذا أوان التغيير لإحداث نوع من الحراك وإلقاء طوبة فى البحيرة الراكدة.. ومفهوم التغيير له معنى لغوى وآخر اصطلاحى:
أولًا: المعنى اللغوى: مصدر غير، والمضارع منه يغير، وهو فعل متعدٍ. والتغير مصدر من تغير، وهو فعلٌ لازمٌ، والمضارع منه يتغير. جاء فى اللسان: «وتغير الشىء عن حاله تحول، وغيره حوله وبدله كأنه جعله غير ما كان.. ثانيًا: المعنى الاصطلاحى: وهو لا يخرج عن نطاق المعنى اللغوى بل يطابقه، قال أبوالبقاء: والتغيير: عبارة عن تبديل صفة إلى صفة أخرى، مثل: تغيير الأحمر إلى الأبيض. والتغيير إما فى ذات الشىء أو جزئه أو الخارج عنه!.
ومن الأول: تغيير الليل والنهار، ومن الثانى: تغيير العناصر بتبديل صورها، ومن الثالث: تغيير الأفلاك بتبديل أوضاعها. والتحويل يتعدى ويلزم، والتغيير لا يكون إلا متعديًا.. وقال الراغب: والتغيير تبديل شىء بما يضاده، فقد يكون تبديل صورة جسم كما يقال: غيرت دارى، ويكون تغيير حال وصفة، ومنه تغيير الشيب، أى: صباغه، وكأنه مشتق من الغير، وهو المخالف، وفرق الجرجانى بين التغيير والتغير، فقال: التغيير: هو إحداث شىء لم يكن قبله، والتغير: هو انتقال الشىء من حالة إلى حالة أخرى!.
والمفترض أن هذا التغيير يحدث حالة حراك فى المجتمع، وتحدث حالة تغيير فى كثير من المواقع والبرامج والأشخاص أتصور أنه تم الإعداد لها فى الفترة الأخيرة لضخ الدماء فى شرايين العمل العام، ومن المنتظر فتح المجال العام وإتاحة حرية الرأى والتعبير وتقديم مجموعة من البرامج تعبر عن هذا التوجه ليشارك المجتمع فى صناعة التغيير الذى نتحدث عنه، فيكون خلاصة اتجاهات الرأى العام!.
وباختصار، ليس هذا التغيير مطلبًا شعبيًا وجماهيريًا فقط، لكنه مطلب دوائر رسمية رفيعة أيضًا، وإذا كانت الرغبات قد التقت على طلب التغيير فسيكون تغييرا يشعر به المواطن وبأن هناك جدية فى التعاطى مع مطالب الجماهير بالتغيير!.