بقلم : محمد أمين
الأمور كلها تسير فى خط بيانى واحد.. التطبيع وصدور الحكم فى قضية اغتيال «الحريرى».. فلا شىء يحدث بالصدفة.. فالتكالب على التطبيع مع إسرائيل يحدث فى وقت أدانت فيه المحكمة الدولية قيادات من حزب الله.. وفى الطريق إلى التطبيع بعد الإمارات دول عربية، مثل البحرين وسلطنة عمان والسودان، كما قال نتنياهو.. والخطوة القادمة تفكيك سلاح حزب الله.. وقد لا يكون لنا اعتراض على تفكيك سلاح حزب الله.. لكن أن يكون ذلك ضمن خطة إسرائيلية، فهذا شىء آخر، ينبغى أخذه بعين الاعتبار!
ربما لا نختلف على تفكيك سلاح حزب الله بدوافع وطنية حفاظًا على الدولة الوطنية اللبنانية، وفى إطار السيادة اللبنانية.. لكن أن يكون ذلك رغبة إسرائيلية فلابد أن نتحسس مسدساتنا.. وأتحدى أن يفهم أحد معنى الهرولة إلى التطبيع بالجملة.. وما المقابل؟.. وما معنى زيارات رئيس الموساد إلى دول عربية باسم اتفاق السلام.. مع أنها دول غير حدودية، ولم تقم بينها وبين تل أبيب أى حرب فى أى يوم.. فهل هو شرق أوسط بطريقة جديدة لدمج إسرائيل فى المنطقة، وربما الدعوة إلى دخولها الجامعة العربية؟.. وهل هى ورقة فى جيب ترامب قبل خوض الانتخابات الرئاسية القادمة؟!
السؤال: أين الكيان الصهيونى الذى كنا نلعنه صباح مساء، ولا نقترب منه تحت أى ظرف؟.. هل سيأتى يوم نتبادل فيه السياحة والسفر مع إسرائيل؟.. هل سنسرع الخطى إلى هناك باسم زيارة القدس؟.. ما الذى حدث بالصلاة على النبى؟.. أين الأمن القومى العربى؟.. هل اكتشفنا اليوم أنهم أبناء عمومتنا؟.. هل كل ذلك يحدث بضغطة زر من الحكام العرب؟.. ألستم مَن ربيتم الناس على كراهية آل صهيون؟.. فماذا حدث فجأة؟..
عشنا نصف قرن نتكلم أن التماثيل والكلاب حرام وكعب المرأة حرام.. والآن أصبحت حلالًا فجأة.. بعد عدة عقود.. وبعد 70 عامًا أصبح الإسرائيليون أبناء عمومتنا، ونعقد معهم اتفاقيات السلام، بدعوى أننا نعيش معهم فى إقليم واحد وأرض واحدة؟.. كيف حدث كل ذلك فجأة؟.. كيف حدث كل ذلك بضغطة زر؟.. كيف أحلها مشايخ السلطان؟