بقلم : محمد أمين
أثبتت مصر، فى العيد التاسع لثورة 30 يونيو، أنها دولة ضد الكسر، وأنها فى حماية جيشها العظيم.. وأثبتت أنها قادرة على التغيير والتطوير.. وشاهدنا المشروعات العملاقة على أراضيها، ومنها مشروعات الطرق والنقل الحديث.. وتستطيع أن تقول ما يحلو لك فى محطة عدلى منصور المركزية.. وفى الحقيقة أن الدولة اختارت هذه المحطة فى ذكرى 30 يونيو، نوعًا من التكريم لرمز كبير من رموز 30 يونيو.. وهو بالفعل يستحق كل تقدير واحترام، فقد أعاد إلى الدولة هيبتها، بعد عام أحس فيه المصريون أن الدولة كانت ذاهبة إلى الجحيم!.
والسؤال الآن: مَن يدير هذه المشروعات العملاقة؟.. يقول الرئيس للإجابة عن هذا السؤال إن الدولة تعطى فرصة أكبر للقطاع الخاص، وإن الدولة مثلًا لن تدير المتحف المصرى الكبير، ولكن ستديره شركة أو تحالف من أكثر من شركة للمحافظة على كفاءته، وقال إن اتجاه الدولة حاليًا هو إتاحة الفرصة للقطاع الخاص والتحالفات سواء كانت داخلية محلية أو خارجية عربية أو أجنبية للمحافظة عليها!.
سؤال فرعى: لماذا يكسب الميكروباص ويخسر القطار؟.. الإجابة هى طريقة الإدارة، ولذلك تمضى مصر الآن فى اتجاه توطين إدارة تجعل المرفق يربح ويكسب.. فقد انتهى الزمن الذى تخسر فيه المشروعات بسبب إدارات فاشلة.. وأعتقد أن مصر تتجه حاليًا إلى استجلاب إدارات أجنبية للقطار والمترو والمونوريل. وسوف نجد شركة قطارات لندن وألمانيا وشركات صينية للإدارة والصيانة وغيرها موجودة تكسب والمرفق يكسب. انتهى زمن التكويش على كل شىء بحجة أن يذهب المكسب كله إلى السكة الحديد.. مشروعات حديثة يعنى إدارة حديثة، وهى مفيدة فى الوقت نفسه للعامل المصرى، ستعود عليه بالخبرة!.
الطرق تحتاج لإدارات حديثة وصيانة مستمرة واستدامة التطوير، والموانئ تحتاج أيضًا لإدارة حديثة وتطوير مستمر والقطارات الحديثة والمونوريل أيضًا!.
من الخطأ أن نخشى دخول شركات قطاع خاص على خط الإدارة سواء كانت محلية أو عربية أو أجنبية. ومن الخطأ أن يفسر البعض ذلك بأنها عمليات بيع للمشروعات القومية.. فكرة الخوف هى التى عطّلت القرار سنوات، فتقادمت الخدمات وكادت تموت.. لأننا باسم هذا الخوف لم نستقدم شركات للصيانة ولا الإدارة، فخسرنا مرفق السكة الحديد، بعد أن صرفنا عليه المليارات من دم القلوب!.
القطاع الخاص لن يأكل مصر إذا وضعنا له القواعد والضوابط العادلة، ووفرنا ثمن تذكرة يمكن أن يربح منها ويصرف على المرفق، وأوقفنا نزيف التذاكر المجانية والاستهتار بالخدمات!.
أخيرًا، أصبحت ذكرى 30 يونيو مناسبة للحصاد السنوى، وافتتاح المشروعات القومية الكبرى.. وإسعاد الشعب بتقديم خدمات نقل حديثة كنا نحلم بها، فأصبحت فى قبضة اليد، لنقول (تحيا مصر) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فى عيد الثورة، وإن شكّك فيها المُشكِّكون ودعاة التخلف والعنف والرجعية!.