بقلم : محمد أمين
تلقيت اتصالين مهمين فى موضوعهما.. الأول من المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، متعه الله بالصحة والعافية.. اطمأننت منه فى البداية على صحته وعودته بالسلامة من رحلة العلاج.. واستكمال العلاج هنا فى مصر.. بعدها دخلنا فى الشأن العام مباشرة!
كان اتصال «محلب» بشأن ما كتبته هنا عن وزارة التعليم الفنى، وقلت إنه نجح فى فصل وزارة التعليم الفنى عن التعليم العام، وإنها كانت خطوة تعنى أن الحكومة تعرف الروشتة وتعرف العلاج.. وكان المهندس محلب يريد تحويل مصر إلى ورشة إنتاجية كبيرة!
وكان الاتصال الثانى من اللواء أبوبكر الجندى، وزير التنمية المحلية الأسبق.. وهو بالمناسبة رجل عظيم وعقلية جبارة منظمة.. كان صوته متحمسًا كعادته فى تقديم أى خدمة لصالح الوطن، وكان يعلق على موضوع وزارة السكان.
وقال إنه كتب ثلاث مقالات عن القضية السكانية باعتبارها قضية وطن كما ذكرت، ونشرها جميعًا المهندس صلاح دياب فى عموده الأشهر «نيوتن»، الذى كان يقدم فيه أفكارًا رائعة ويمنحه لكل أصحاب الأفكار الجادة! وقال «الجندى»، الذى لم تنقطع علاقتى به سواء فى الوزارة أو بعدها، إننا يجب أن نستفيد من تجربة بنجلاديش لحل المشكلة السكانية، والتى كانت تعتمد على الاتصال المباشر.
باعتباره من عوامل نجاح التجربة! وحكى أنه أثناء وجوده فى الوزارة اتصل بالدكتور عادل العدوى، وزير الصحة أيامها، من مركز الفتح، وقال له: يا دكتور عادل يجب أن نزيد من مقدم الخدمة المتخصص.. وقال إن الخدمة لا تكون ناجحة إلا من خلال مقدم خدمة محب لوظيفته، وذلك بتأهيله علميًا من خلال معاهد جامعية فى كل محافظة، وعندنا جامعات إقليمية بالمناسبة فى كل محافظة، كما يجب أن نُنشئ مصانع للوسائل المساعدة كى تكون موجودة دائمًا.
فضلًا عن دعم الجمعيات الأهلية للقيام بعملية التوعية، وأن يكون هذا هو المشروع القومى الحقيقى! وذكر أنه تابع تجربة بنجلاديش حيث كانت الفتاة، مقدمة الخدمة، تذهب إلى البيوت على اتساع الرقعة السكانية هناك، وتتحدث مع النساء ولا تمشى إلا وقد أقنعت الأسرة بالهدف، وعندها تعطيها الوسائل المساعدة للحل.
وقد سعدت باتصال أبوبكر الجندى لأكثر من سبب: الأول أنه مازال يتابع ويشتبك مع كتاب مصر هنا وهناك، ويقدم أفكاره بحيث لم تؤثر الوزارة فى مسيرته، دخلها أو خرج منها! الشىء الذى يؤكد اهتمامه بالموضوعات المؤثرة فى حياة مصر، وأولها الزيادة السكانية التى اعتبرها هو نفسه أخطر من الإرهاب على مستقبل مصر، السبب الآخر أنه ذكرنى بمقالات «نيوتن» التى كانت إضافة كبرى للرأى فى الصحيفة.
على أى حال، فقد كان الاتصالان من شخصيتين لمسؤولين دأبا أثناء تواجدهما فى الوزارة على التواصل مع الصحافة والإعلام، سواء للتصريح أو التوضيح، والتفاعل الجاد مع الإعلام لخدمة الوطن، وتحقيق التواصل مع الشعب، وكان ذلك من تمام شخصية السياسى وعمله، وبعدهما انقطع الاتصال وحدث التراجع الذى نشهده هذه الأيام!.