بقلم : محمد أمين
كتبتُ أمس عن فريق الدكتور أحمد عبدالعزيز، أستاذ العظام الشهير، والذى أجرى 21 عملية جراحية معقدة فى غزة.. فلم يفعل ذلك إلا من خلال فريق متخصص على أعلى مستوى من الكفاءة.. وفوجئت بأن كلمة «فريق» سقطت من العنوان.. مع أن الفكرة هى فريق العمل!.
وفريق العمل هو مجموعة من الأفراد يعملون معًا لتحقيق هدف مشترك.. والعمل بروح الفريق يمثل مهارة نجاح، ويشترط التركيز والوضوح والتدوين والموضوعية وتجنب الفردية والاتصال، ويهدف إلى التطوير وحل المشكلات يتم عبر اختبار المشكلة والتخطيط للعلاج ودراسة المشكلة والمناقشة الجماعية!.
إن مهارات النجاح فى العمل تشمل مهارات التعامل والتواصل مع الآخرين، وإقامة العلاقات الإنسانية الجيدة، والمقدرة على العمل كجزء من فريق.. هذه المقدرة أصبحت حاجة ماسّة لمواجهة متطلبات عالم العمل، فالتعاون بين الناس (أفرادًا وجماعات) والعمل معهم أصبح من ضرورات الحياة، سواء استخدمت فى ذلك مهارات الاتصال المباشر أو غير المباشر.. وقد أصبح من ضمن أى إنترفيو للتوظيف الآن سؤال أساسى عن ضرورة العمل فى فريق.. وهل تحب أن تعمل فى فريق!.
وأذكر أن الدكتور أحمد زويل عندما كان يتحدث عن جائزة نوبل، كان يتحدث طوال الوقت عن فريقه المعاون.. وفكرة فريق العمل ثقافة، وأظن أنها أصبحت سائدة عند الجيل الجديد.. لابد أن يتدربوا عليها ويعملوا ضمن فريق عمل.. والعمل فى فريق لا يتجاهل المهارات الفردية، ولكنه يؤكد فكرة التعاون والعمل الجماعى!.
وبالتأكيد، هى فكرة صالحة للعمل البحثى والعمل العلمى والعمل الطبى فيما يعرف بـ«الكونسلتو»، والعمل الصحفى فى مقدمة كل هؤلاء.. وتعتمد كل عناصر الإدارة الحديثة للصناعة على العديد من الآليات والأدوات، بما يـُمَكّن هؤلاء الأفراد من تنفيذ المهام المُوكلة إليهم فى كافة مستويات العمل، بحيث يمتلك كل فرد قدرات ذهنية ومهارات أداء تميزه عن غيره من الأفراد، إلا أن هذه القدرات والمهارات تحتاج للصقل والتطوير المستمر، حتى يمكن لهذا الفرد أن يشارك بجهده وفكره واقتراحاته فى حل المشكلات ودفع عجلة التطور بالمؤسسة!، وخاصة أن المجال الصناعى يشهد تطورًا سريعًا ومتلاحقًا فى هذا العصر، إضافة للمتغيرات الأخرى التى تكون أحيانا غير متوقعة!.
وبالمناسبة، حتى فى العمل الصحفى لو عاد «هيكل» ليمارس العمل الصحفى، لا يمكن أن ينجح وحده لأنه الكاتب الكبير، ولكن لابد أن يعتمد على فريق عمل مؤهل وقادر على العمل بمعايير الصحافة الحديثة، فرئيس التحرير لا يصنع صحيفة وحده، ولا يمكن أن ينافس منفردًا إلا بفريق عمل محترف وحرفى وديسك ممتاز وفريق تحقيقات وقسم أخبار ممتاز وفريق تصحيح على أعلى مستوى!.
ختامًا، إن فريق العمل هو المعيار لنجاح أى مؤسسة، طبية أو خدمية أو علمية.. فالنجاح لا يحدث من فراغ، ولكن بالتعاون والعمل الجماعى وروح الفريق.