بقلم : محمد أمين
تحدثت منذ أيام عن قصص النجاح.. وقلت إننا نتعلق بالناجحين ونقترب منهم ونستمع إليهم، ولو من أجل الحصول على الطاقة الإيجابية.. ومن المعلوم أن قصص نجاح المشاهير والناجحين لم تُكتب من فراغ، ولم تحدث صدفة.. فالنجاح يحتاج إلى تعب وسهر، ولكن الكبوات لا تعنى نهاية المطاف.. وسأحكى قصة أحد المشاهير الذين فشلوا فى أول المشوار وطردوا من أعمالهم ثم قاموا ولم يستسلموا.. كان مصطفى أمين، الكاتب الكبير، يقول أول طريق النجاح أن تقوم من تحت اللحاف!.
النجاح ليس فيه حظ.. ولكن له ثمن، ثم بعد ذلك تحدث انطلاقة، فمن الطبيعى أن يمر كل إنسان بمجموعة من الكبوات والأزمات فى حياته، ولكن من يستطيع فقط أن يسخّر هذه الأزمات فى صالحه وتكون عونًا له على الاستمرار والتحدى هو فقط من ينجح، ومن يستسلم لها بالطبع يفشل!.
هذه الحكايات هدفها تحفيزك للمضى فى طريقك وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف المحيطة بك، حيث ظروفهم كانت أسوأ بكثير مما نتخيل!.
عندك مثلًا ستيف جوبز وهو أحد أشهر رجال الأعمال الذين عرفتهم البشرية، فله قصص نجاح وفشل وكبوات ومآس، حيث تخلى عنه أبواه وعاش مع عائلة بالتبنى، ولكنه ظل يعمل حتى بدأ شركته من الجراج، وبعدما نجحت شركة «أبل» تم طرده منها.. ولكنه عاد لينقذها من الخسائر ليجعلها رقم واحد فى العالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات!.
المثير أننا نعطى هنا المساحات فى الصحف والفضائيات لقصص نجاح الفنانين، ولا نعطى نفس المساحة للعلماء والمبتكرين، وتغيرت مفاهيم القدوة عندنا.. أصبح لاعب الكرة والفنان هو القدوة وليس العالم أو المبتكر، وكأننا نرسخ مفهوم الكسب السريع!.
أما ستيف جوبز فهو مخترع أمريكى من أصول سورية، وأحد أقطاب الأعمال فى العالم. عُرف بأنه المؤسس الشريك والمدير التنفيذى السابق، ثم رئيس مجلس إدارة شركة أبل، استطاع أن يخترع ثلاثة من الأجهزة المحمولة وهى آيبود وآى باد وآى فون!.
فى أواخر السبعينيات، قام جوبز مع آخرين بتصميم وتطوير وتسويق واحد من أوائل خطوط إنتاج الحاسب الشخصى التجارية الناجحة آبل ماكنتوش، والتى تُعرف باسم سلسلة أبل.. استقال جوبز من أبل وقام بتأسيس «نكست»، وهى شركة تعمل على تطوير منصات الحواسيب فى التعليم العالى والأسواق التجارية. ثم قامت أبل بالاستحواذ على نكست فى عام ١٩٩٦ وعاد جوبز إلى أبل وأصبح المدير التنفيذى لها فى ١٩٩٧.
وختامًا أصيب عام ٢٠٠٤ بنوع نادر من سرطان البنكرياس، وخضع فى ٢٠٠٩ لعملية زراعة كبد، ومنذ يناير وحتى وفاته عام ٢٠١١ كان جوبز فى عطلة مرضية أعلن خلالها فى ٢٤ أغسطس ٢٠١١ عن استقالته من منصبه كمدير تنفيذى لشركة أبل، مع انتقاله للعمل كرئيس لمجلس الإدارة. حرص جوبز فى رسالة استقالته على التوصية بوضع تيم كوك فى منصبه الشاغر. فى الخامس من أكتوبر ٢٠١١، توفى جوبز بمنزله عن عمر ٥٦ عامًا، بعد ستة أسابيع من تقديمه استقالته كمدير تنفيذى لأبل.