بقلم : محمد أمين
أرادت إسرائيل أن تجتاح غزة، فاجتاحت المظاهرات العالم، رغم تحذيرات حكومية بمنع التظاهر.. آلاف المتظاهرين خرجوا في واشنطن وانتهى بهم الأمر هناك أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بوقف القصف والعمليات البربرية في غزة.. تُعتبر المظاهرات التي تُعد بالملايين هي الأضخم في التاريخ.. كما أن مظاهرات بالى تجاوزت مليونى شخص، وقبلها آلاف المتظاهرين، الذين أغلقوا جسر ويستمنستر، وقبلها في إسبانيا وبرلين، كل هؤلاء كسروا تعليمات الحكام، ونزلوا الشارع يقولون كفاية للهجوم الوحشى على غزة!.
المناظر التي شاهدها العالم تُدمى القلوب.. محاولات الحصار والتجويع بلا ماء ولا كهرباء ولا أي خدمات حرّكت شعوب العالم لنصرة الإنسان، وطالبوا البيت الأبيض والرئيس الأمريكى جو بايدن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الدعم المطلق لإسرائيل، قائلين إنها يمكن أن تكون قضية سياسية خطيرة بالنسبة للرئيس في عام 2024 إذا لم يدْعُ إلى وقف إطلاق النار!.
المثير أن هذه التغطية على موقع سى إن إن، والمتظاهرون يوجهون اتهامات خطيرة إلى الرئيس الأمريكى، ويقولون: نحن نادمون على انتخابك.. هذه هي الحرية، فالمفترض أن من حق الشعوب أن تعبر عن نفسها، ومن حق وسائل الإعلام أن تكون متوازنة في التغطية الصحفية، مهما كانت في مواجهة الحكام!.
الإعلام يقدم كشف حساب المكاسب والخسائر للحرب.. ماذا كسبت إسرائيل، وماذا خسرت؟.
الأرقام تشير إلى خسائر إسرائيل العسكرية والاقتصادية في الحرب على غزة.. منها تدمير 24 آلية خلال 24 ساعة.. وارتفاع قتلى جنود الاحتلال إلى أكثر من 300.. «وول ستريت جورنال»: معدل قتل الإسرائيليين أكثر من ضعف 2014.. واقتصاد تل أبيب يدفع الثمن.. هذه أرقام كتبتها صحف منحازة إلى إسرائيل.. فضلًا عن حالة الرعب التي يعيشها سكان المستوطنات.
ومع ذلك يخرج وزير التراث الإسرائيلى «المخبول» يعلن احتمالات ضرب غزة بقنبلة نووية، ليُوقفه نتنياهو عن العمل حتى إشعار آخر، لا لشىء إلا لأنه يخشى من أن يجن جنون أشباح غزة للانتقام منهم!.
بالمناسبة، رئيس الوزراء الإسرائيلى لم يتخذ قرارًا في مواجهة وزيره لأنه «حنين»، لا سمح الله، ولكن لأنه يخشى العواقب والرأى العام العالمى ضدهم الآن، وقد يتكبد الاقتصاد الإسرائيلى ثمنًا فادحًا، وقد تحدث عمليات ضد سفارات ومنشآت إسرائيلية!.