القصة ليست بالدكتوراه

القصة ليست بالدكتوراه!

القصة ليست بالدكتوراه!

 لبنان اليوم -

القصة ليست بالدكتوراه

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

الآن يبحث المستثمرون ورجال الأعمال فى أمريكا عن المتهم الأول فى قضية الرسوم الجمركية.. تشير أصابع الاتهام إلى رجل واحد يقف خلف هذه السياسة المثيرة للجدل.. وإيلون ماسك خرج للعلن وانتقد مستشار ترامب التجارى واضع هذه السياسة.. وكتب على منصة إكس.: «القصة ليست بالدكتوراه فى هارفارد»، ولا حتى بنوبل فى الاقتصاد.. وتفجر الخلاف بين ترامب وإيلون ماسك بسبب الرسوم الجمركية.. ماسك يريدها رسومًا صفرية.. وينتقد ترامب مع الذين ينتقدونه ويتظاهرون ضده.. يحاول إيلون ماسك أن يعالج خطايا سياساته التى فجرت المظاهرات فى أمريكا!

بيتر نافارو، المستشار الاقتصادى فى إدارة ترامب، وأحد أبرز مهندسى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. يعتبر من خلفية أكاديمية متقدمة.. لكن بتوجهات اقتصادية مثيرة للجدل، وُلد بيتر كينت نافارو عام ١٩٤٩، ودرس الاقتصاد فى جامعة هارفارد، حيث حصل على الدكتوراه، كما عمل أستاذًا فى جامعة كاليفورنيا فى إرفاين. وعلى رغم خلفيته الأكاديمية القوية، لم يكن يومًا ضمن التيار السائد فى علم الاقتصاد، بل اعتُبر دائمًا شخصية مثيرة للجدل بسبب كتابه «الموت بالصين» وهى نظرة عدائية للصين ولا تفيد الاقتصاد الأمريكى!.

وقد تم تحويل هذا الكتاب إلى فيلم وثائقى بالاسم نفسه، ولقى اهتمامًا واسعًا من المحافظين القوميين. عُيّن بيتر نافارو مستشارًا تجاريًا فى البيت الأبيض خلال ولاية دونالد ترامب، وكان يُعتبر من الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس. دفع نافارو بقوة باتجاه فرض الرسوم الجمركية على الواردات من الصين وأوروبا وكندا والمكسيك، تحت ذريعة «حماية الصناعة الأمريكية» وخفض العجز التجارى. كان نافارو يرى أن التجارة الحرة، خصوصًا مع الصين، قد تسببت بخسارة الولايات المتحدة لملايين الوظائف الصناعية، واعتبر أن سياسة «أمريكا أولاً» لا يمكن أن تنجح من دون إجراءات حمائية صارمة. انتقادات واسعة... من الاقتصاديين وحتى رواد الأعمال رغم نفوذه الكبير داخل البيت الأبيض!

لم يسلم بيتر نافارو من الانتقادات القاسية. فقد وصفه العديد من الاقتصاديين بأنه «منعزل فكريًا»، لأنه لا يشارك الرأى مع معظم خبراء الاقتصاد فى ما يتعلق بجدوى الرسوم الجمركية. أما أبرز المنتقدين له فكان إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركتى تسلا وسبيس إكس. فقد صرّح ماسك فى أكثر من مناسبة بأن سياسات نافارو الحمائية تضر الابتكار والمنافسة العالمية، مشيرًا إلى أن فرض الرسوم الجمركية على المواد المستوردة – وبخاصة الألومنيوم والصلب – تسبب رفع التكاليف على الشركات الأمريكية، ومنها تسلا نفسها، من دون أن تحقق فائدة حقيقية للمستهلك أو الاقتصاد.

وفى تغريدة شهيرة، قال ماسك: «الحرب التجارية ليست حلًا. الرسوم الجمركية تؤذى الجميع، ونافارو يقودنا نحو انكماش اقتصادى»، كما واجه انتقادات داخل الإدارة نفسها، حتى من مسؤولين كبار فى وزارة الخزانة ومجلس الاقتصاد القومى، الذين اعتبروا أن أفكاره «مبالغ فيها وغير قابلة للتطبيق»!.

السؤال: هل يتراجع ترامب عن هذه السياسات الحمائية ويعود الاقتصاد إلى سيرته الأولى أم يستمر فى الإجراءات، التى لا تصلح فى ظل اقتصاد أمريكى يقود للعولمة؟!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة ليست بالدكتوراه القصة ليست بالدكتوراه



GMT 19:12 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

«إيزي» عم توم

GMT 19:11 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

يَا مَنْ يَعِزُّ عَلَيْنَا أَنْ نُفَارِقَهُمْ!

GMT 19:10 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المحاور والجبهات الغائبة

GMT 19:09 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساركوزي ومانديلا ودراما السياسة

GMT 19:08 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... اختبار الدولة لا اختبار السلطة

GMT 19:04 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المخاوف الأوروبية والهواجس الروسية

GMT 19:02 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

الدلالات غير السياسية للتجربة السورية

GMT 18:56 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

العامل والسقالة والوعي

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 13:36 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 09:53 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 06:12 2014 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

.. و"دقّت ساعة بغ بن"

GMT 10:03 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

جديد أميركا وثوابتها

GMT 04:06 2015 الإثنين ,23 شباط / فبراير

قوائم الانتخابات

GMT 10:57 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"بي بي سي" تواجه معركة قانونية شرسة مع أقوى رجل في العالم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon