بقلم : محمد أمين
الصورة التى خففت علينا تأثير حوادث القتل والذبح والانتحار هى صورة طالب جامعة حلوان الذى ذهب لأداء الامتحان يحمل مروحة لسوء التهوية.. وبسؤاله قال: «إحنا بنموت وعاوزين نشم الهوا»!وهى صورة احتجاجية على تنظيم لجان الامتحان.. ورسالة بعلم الوصول لكل رؤساء الجامعات الذين يهتمون بوضع الامتحانات والجداول ولا يهتمون بالمكان، وقد يوفرون جراجات للامتحان.. أى أماكن غير آدمية، وقد يتعرض الطلاب للاختناق!
لقد كان الطالب يبتسم، لكنها صورة مثيرة للبكاء، وهو المعنى الذى انتقل إلينا من وراء الصورة.. وإذا كان الطالب قد دبر أمره هو فكيف تصرف الزملاء، وهو ما يجعل هناك حالة عدم عدالة.. الملاحظة أنه أخذ مروحة موجودة فى الإدارة بلا عمل.. ولكنهم لم يجعلوها بين الطلاب لتخفيف حرارة الجو.. السؤال: لماذا لم يتم توفير المراوح فى السقف، أو توزيع مراوح أرضية على كامل اللجنة لتحقيق العدالة؟!
لا يجب أن تمر هذه الحادثة بالسخرية فقط.. ولكن لابد من لفت نظر كل من قام بتنظيم لجان الامتحان.. أذكر أننا كنا نمتحن فى خيام وكانت مجهزة بالماء البارد والمراوح.. قد تكون هذه هى الإمكانيات، ونحن لا نختلف مع الإدارة ولا نطالب بغيرها، إنما نطالب بالحد الأدنى من الآدمية، بتوفير كولمان ماء بارد ومروحة.. فهل هذا كثير؟
مفترض أن الجامعات تستعد لهذه اللحظة من أول العام.. ولو أنها لا تستطيع من الممكن أن يأتى الطلاب قبل انعقاد اللجنة ويتم توزيع المراوح على اللجنة مع أنها من ضمن تأثيث اللجنة، ومن السهل توفيرها من مصروفات الطلاب، أو من بند فى الميزانية!
أعتقد أننا شعرنا بالمرارة من دخول الطالب بالمروحة.. خاصة أننا طالبنا بزيادة ميزانية الصحة والتعليم، كما أن المصروفات زادت بمعدل كبير، وبند المراوح لا يكلف شيئًا. فليس من اللائق أن ندخل مستشفى بلا سرير.. وليس من المنطق أن تكون لجنة الامتحان فى ظروف التغير المناخى بلا مروحة!
الجملة التى أطلقها الطالب: «إحنا بنموت ومفيش تهوية» تصلح طلب إحاطة أو استجوابًا للحكومة وليس لوزير التعليم العالى ورؤساء الجامعات فقط.. فالامتحانات لا تأتى فجأة ولكنها تأتى نهاية كل عام، ولابد من الاستعداد لها.. من ضمن عمل رؤساء الجامعات وضع المناهج وطباعة الكتب وتنظيم اللجان للامتحان أيضًا.