الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة

الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة

 لبنان اليوم -

الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة

فـــؤاد مطـــر
بقلم: فـــؤاد مطـــر

في مسلسل الصراع العربي - الإسرائيلي وظاهرة العمليات الانتقامية والاستشهادية التي حدثت من تنظيمات فلسطينية كانت هنالك ملامح للأخذ بالدبلوماسية كعلاج قد لا يشفي إلا أنه يفسح المجال للعقل لابتكار الحل غير المستقر في انتظار ثبات هذا الحل. تجدر الإشارة إلى ما يُعرف ﺑ«مبادرة روجرز» تلك التي طرحها يوم الخامس من يونيو (حزيران) 1970 وزير الخارجية الأميركي وتقضي بوقف النار بين مصر وإسرائيل لمدة ثلاثة أشهر، وفي ظل هذه التهدئة تبدأ الدولتان مفاوضات جديدة لتنفيذ القرار 242. واللافت أن الطرفيْن استجابا يوم 8 أغسطس (آب) للنصف الأول من القرار (أي وقْف إطلاق النار)، لكن إسرائيل لم تتجاوب مع النصف الثاني، أي المفاوضات، ولذلك سقطت المبادرة لمجرد أن مصر أعلنت يوم 4 فبراير (شباط) 1971 رفْضها تمديد وقْف إطلاق النار، وبذلك استؤنفت حالة اللاحرب واللاسلم التي كانت الإدارة الأميركية ترى من خلال «مبادرة روجرز» في حال ثباتها اعتمادها حلاً أولياً تتبعه حلول، مع ملاحظة أن الدوافع الأميركية للمبادرة هي أن إسرائيل في الأسابيع التي سبقت طرْح روجرز للمبادرة منيت بخسائر في الأفراد، وفي السلاح الجوي الذي كانت طائرات هذا السلاح أميركية.

هذا التعامل الدبلوماسي الهادئ من جانب روجرز لاحظناه كمتابعين لتطورات حرب 5 يونيو 1967، وللحرب التي خاضها الرئيس أنور السادات وانتهت انتصاراً نوعياً أثمر لاحقاً اتفاقية سلام مع إسرائيل، لم يُستكمل فصولاً، ومن أجْل ذلك عاد الصراع العربي - الإسرائيلي إلى حلقات اللهيب والإلهاب بين حقبة وأُخرى.

ولقد كان لافتاً فيما نعنيه ﺑ«الدبلوماسية الهادئة» التعامل من جانب روجرز مع عملية فدائية فلسطينية في مدينة ميونيخ قلب أوروبا، ومصادفة على أرض ألمانيا التي طالما وظَّفت عهود إسرائيلية محرقة النازية لتثبيت تعاطف الرأي العام العالمي معها. وها هي «إسرائيل نتنياهو» تطور في حربها على غزة مفاعيل تلك المحرقة من خلال تدمير البيوت على ساكنيها.

وللتذكير، فإن عملية ميونيخ 5 و6 سبتمبر (أيلول) 1972 التي نفذتها «منظمة أيلول الأسود» وارتبط تخطيطها باثنين من قادة حركة «فتح» هما محمد داود عودة (أبو داود) وصلاح خلف (أبو إياد)، تمثلت بتسلل خمسة مسلحين من أفراد المجموعة وعددهم ثمانية، لجناح البعثة الإسرائيلية إلى «القرية الأولمبية» المنعقدة فعاليتها في ميونيخ، وتمكنوا من احتجاز 13 إسرائيلياً وسقوط قتيل واحد.

وتحولت «القرية الأولمبية» من ساحة للرياضات الشبابية إلى ساحة مواجهة أمنية وتفاوضية قادها وزير داخلية ألمانيا لم يثمر فيها استعداد ألمانيا لدفع فدية للفدائيين مقابل الإفراج عن الإسرائيليين ومبادلتهم بمسؤولين ألمان.

دخلت إسرائيل على خط المواجهة وأرسلت مسؤولاً أمنياً أعد خطة كمينية قضت بتمركز 12 قناصاً ألمانياً في عدد من النقاط. لم تثمر كما خططت إسرائيل، ذلك أن القناصة قتلوا 11 رياضياً إسرائيلياً وخمسة من الفدائيين الفلسطينيين الثمانية، بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني وطيار مروحية ألماني وتفجير المروحية. للعملية التي قوبلت بردود فعل ضد القضية الفلسطينية بقية، حيث من أصل الثمانية فدائيين أطلقت ألمانيا سراح الثلاثة الباقين الذين نجوا يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) 1972 إثر عملية خطْف طائرة ركاب تابعة لشركة «لوفتهنزا» كانت تقوم برحلة من بيروت إلى ألمانيا جرت مساومة في شأنها أثمرت الإفراج عن الفدائيين الثلاثة الناجين من عملية ليست بعيدة كثيراً في منطلقاتها وجرأة القيام بها عن عملية «حماس» يوم 7 أكتوبر 2023 على أرض فلسطينية تحتلها إسرائيل. في الأولى كانت العملية صناعة فتحاوية لكن «فتح» ارتضت «السلطة الوطنية وعاصمتها مؤقتاً رام الله» على أمل أن تجني «حماس» من عمليتها حصة وازنة في التسوية الآتية ولو بعد حين. هذا كله في علم الغيب.

«عملية ميونيخ» نقطة الضعف فيها أن ضحاياها رياضيون إسرائيليون شأنهم شأن أقران لهم من فلسطينيين وعرب ومسلمين وأجانب، لكنها الأقدار، جعلت روجرز يسجل خطوة لافتة في الدبلوماسية الهادئة كعلاج. ونراه في خطابه يوم الثلاثاء 26 سبتمبر 1972 من على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السنوية يقول إن «النتائج النفسية لمجزرة ميونيخ يجب ألا تعرقل التحرك نحو إيجاد تسوية سلمية في الشرق الأوسط، بل يجب استئناف هذا التحرك نحو التسوية السلمية. وفي هذا المجال علينا أن نسجل وجود عامليْن إيجابيين: وقْف إطلاق النار وقد دخل شهره السادس والعشرين والمناخ الملائم للتسوية الذي بدأ يظهر هذا العام. ويجب أن نعترف بأن عملية ميونيخ تسببت في حلقة مؤسفة من الأعمال وردود الفعل، وتركت ظلالاً قاتمة على احتمالات تحقيق تقدم نحو التسوية في المدى القصير. لكن لم يغلق أي من الأطراف في شكل نهائي الباب أمام جهود دبلوماسية تُبذل في المستقبل. نحن نعتقد أن القوى المؤيدة للتسوية السلمية لا تزال مسيطرة وعلينا أن ندعمها بكل الوسائل الممكنة.

إن وضْع اللاسلم واللاحرب الذي يسود في الشرق الأوسط لا يخدم ولن يخدم مصلحة أي واحد في المنطقة. إن اتفاق سلام مستقراً وعادلاً ودائماً يرتكز على قرار مجلس الأمن المؤرخ 22-11-1967 لا يزال هدف الولايات المتحدة، لكن هذا لا يمكن تحقيقه من دون البدء بطريقة تفاوُض حقيقية بين الفرقاء المعنيين، ولا يمكن أي تسوية مفروضة من الخارج أن تدوم طويلاً، والتفاوض لا يعني الاستسلام...».

كأنما روجرز يقول من العالم الآخر للدبلوماسية الأميركية الراهنة وللإسرائيليين، وكذلك للرئيس بايدن في حال كُتب له الفوز بولاية رئاسية ثانية: لا تجعلوا «واقعة حماس» يوم الأحد 7 أكتوبر 2023 تلغي السعي الذي يجب أن يكون جدياً بعد الآن نحو التسوية السلمية، وبحيث لا يعود كثير الكلام الأميركي عن «صيغة الدولتيْن» مجرد حلاوة من طرف لسان كثير المرارة.

عند التأمل بعمق في مفردات الكلام الهادئ لوزير خارجية أميركا في الزمن الغابر، نلاحظ كم هي المسافة بعيدة بين التأني والحس المسؤول تجاه كارثة تدمي وبين الممالأة فيما قاله الرئيس جو بايدن عندما هب مسرعاً إلى إسرائيل ليشد وهو يعانق وبتأثر من عضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ثم نستحضر أيضاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي سبقه إلى الاطمئنان على المصاب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة الدبلوماسية العلاج للمواقف المتعجلة



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 لبنان اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 14:16 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 14:46 2020 الخميس ,26 آذار/ مارس

ظهور أول إصابة بكورونا داخل "البارصا"

GMT 10:49 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم بإطلالات خريفية محتشمة

GMT 17:55 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

انخفاض سعر ربطة الخبز في لبنان ورفع وزنها

GMT 21:00 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

اهتمامات الصحف البريطانية الخميس

GMT 18:38 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

عن كايروس فلسطين في زمن الميلاد

GMT 14:20 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سلطنة عمان

GMT 12:51 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

السيسي وثورة بيضاء على إعلام "الثرثرة"

GMT 19:54 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"عبر الغيوم" ناسا تشرح قصة صورة الصاروخ الذي اخترق السحاب

GMT 11:07 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

خروج مستشفيين عن الخدمة في قطاع غزة

GMT 21:31 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

شريف منير يبدأ تصوير الجزء الثاني من "الزيبق"

GMT 05:05 2015 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

هل نعبد "الدين".. أم نعبد "الله"؟
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon