لبنان فيروز وشام نزار وأولادى
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

لبنان فيروز وشام نزار وأولادى

لبنان فيروز وشام نزار وأولادى

 لبنان اليوم -

لبنان فيروز وشام نزار وأولادى

تمارا الرفاعي
بقلم : تمارا الرفاعي

عدا عن الأيقونة، لم أر فى الصورة سوى الكنبة بقماشها المزركش على شكل أوراق الشجر وورود بألوان خريفية. وقفت السيدة فيروز تستقبل الرئيس الفرنسى على خلفية تعليقات كثيرة ملأت الفضاء الافتراضى وأعادت، كما فى كل مرة تكون فيروز فيها موضوع الحديث، أعادت كلمات أظن أن معظمنا يحفظها ويدندنها بتلقائية.
***
فى الصورة ظهر داخل بيت يشبه بيوتا كثيرة زرت أصحابها، حتى أننى حين أصف بيتا تعيش فيه أسرة متعددة الأفراد أبدأ دوما بغرفة جلوس كتلك التى تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعى. كنبة بثلاثة مقاعد، ألوان مريحة، جدران عليها لوحات لا أذكر تفاصيلها إنما أضفت قصصا على الحائط. بعض النثريات التى تجتمع دوما على طاولات البيوت. أيضا لا أذكر التفاصيل إنما أتخيل طاولة فى ركن الغرفة عليها بعض الصور لأطفال العائلة فى إطارات يغطى بعض منها الآخر، مزهرية ربما من الزجاج الملون فيها ورد، كتاب، من تركه هنا؟ أليس للكتب أماكنها على الرفوف؟
***
الغرفة مضاءة بأنوار جانبية كما أذكر، تعطى للمكان حميمية لا يمكن للنور المباشر المعلق فى السقف أن يخلقها. ثمة مرآة فى مدخل الغرفة على الأغلب. أم ترانى أصف بيت عائلتى أو بيت عائلة أخرى؟
***
أظن أن فيروز تمثل لبنان الذى أحبه الكثيرون فى أغانيها وربما لم يعيشوه. وغرفة معيشة فيروز التى انكشفت على الملأ بسبب الزيارة الرسمية تمثل بيتا لعائلة كما أحببناه فى المسلسلات أو فى القصص. أظن أن هناك نوعا من «أيقنة» دخلت على لبنان كما وصفته فيروز للبنانيين أولا ثم للعالم، مثل دمشق التى حملها نزار قبانى فى قلبه فخلق بقصائده مادة بصرية ألم بها حتى من لم يزر دمشق قط.
***
لبنان فيروز ودمشق نزار فيهما قطعا بعض الحقيقة، فى تفاصيل نقلاها فخرجت من لبنان ومن دمشق وتخيل لمن استلمها أنه بات يعرف المكانين. اليوم، وبعد سنوات من التخبط والدمار تظهر كلمات أغانى فيروز وشعر نزار طوال الوقت فى الفضاء الأزرق وتكتب بعض جملهما على بطاقات المعايدة أو تذيل بها لوحات وأعمالا فنية. لا شك أن للبنانيين والدمشقيين تصورهم الخاص عن الجبل فى لبنان وحكاياته والياسمين فى دمشق ورائحته، فهما موجودان فعلا وليسا من نسيج الخيال. لكنى أصبحت غير متأكدة من باقى القصص التى حملها نزار وفيروز. اليوم تغرق المنطقة فى لعنتها أكثر من ذى قبل، أو هكذا يبدو من حجم الدمار من حولى، دمار الحجر والبشر، فأبحث عن جبل الأول وعاصمة الثانى بين الركام.
***
فى غرفة معيشة فيروز سكينة من يجلس فى ركن يراقب العالم وفى يده كوب من الشاى. فى غرفة جلوس فيروز أرى أطفالا لبسوا لبس النوم وجلسوا يشاهدون حلقة من مسلسل قديم. عشاؤهم خبز وجبنة وبعض شرائح الخيار، انتهوا من واجباتهم المدرسية ولعبوا كرة القدم أمام عمارتهم مع أولاد الجيران، ثم عادوا إلى البيت واغتسلوا قبل النوم.
***
هو مساء عائلى غير حافل سوى بالتفاصيل الحياتية اليومية. تفاصيل صارت بعيدة المنال كما هو جبل فيروز وشام نزار. أتساءل كثيرا إن كان العادى صار ترفا وإن كان من سبقنا قد ألف قصصا عن آخر ليالى الصيف وموسم العودة إلى المدارسة دون قصد أم أن تلك الأيام التى عاشوها كأفراد وكجماعة انتهت حين انتهت ضيعة فيروز وسرب حمام نزار قبانى.
***
أصر أن يسمع أولادى أغانى فيروز وأن يتعلموا رقص الدبكة، أرفض التعامل مع ابنتى بلغة غير اللغة العربية، أفرض عليهم قصتى وصورتى، هل أجبرهم بذلك على تبنى سرديتى؟ أريدهم أن يروا أشياء كما رأيتها، أريدهم أن يحبوها وأن تكبر معهم فتصبح جزءا منهم أيضا. لا أعرف إن كانوا سيزورون لبنان أو دمشق لكنى أريدهم أن يتحدثوا عنهما كما لو كانوا يعرفونهما. أريدهم أن يتذكروا غرفة معيشة تشاركوا فيها كنبة ألوانها دافئة، فى ركن منها الطاولة ضمت صورا لهم فى طفولتهم.
***
أشعر أحيانا أننى أكتب لهم ذكرياتهم فأنظر إلينا وكأنى خارج الغرفة فأرانا من الشباك: أم كثيرة التعليق على تصرفات أولادها، طفلة صغيرة تعرف أنها حين ترتمى فى حضنى يكاد قلبى أن يخرج من مكانه ليحتضنها. الطفلان فى لباس النوم ماذا يتذكران من هذا المساء العادى؟ كم كانت أمنا تصر على النظام، لكنها كانت حين تسمع أول نقرة موسيقى لأغانٍ قديمة كانت تتحول إلى شخص آخر وتتمايل وتحاول أن تشرح لنا كلمات صعبة من أشعار كانت أمنا تحفظها وتصر أن نحفظها.
***
طلبت منى صديقة أن أدع أطفالى يأخذون مما حولهم ما يريدون دون أن أفرض عليهم قصصى. فكرت كثيرا وحاولت أن أتبع نصيحتها، ثم سألت نفسى عمن أريدهم أن يحدثونى عنه حين أصبح سيدة متقدمة فى السن سمعها ثقيل تجلس على كنبة قماشها خريفى اللون. أريدهم أن يقرأوا لى الشعر ويحكوا لى عن دمشق كما أتذكرها وكما لم يعرفوها. أريدهم أن يحكوا لى قصصى فى غرفة معيشة فيها من التفاصيل الحياتية مقدار عمر كامل من القصص. أريد غرفة معيشة كغرفة فيروز.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان فيروز وشام نزار وأولادى لبنان فيروز وشام نزار وأولادى



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 لبنان اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 14:16 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 14:46 2020 الخميس ,26 آذار/ مارس

ظهور أول إصابة بكورونا داخل "البارصا"

GMT 10:49 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم بإطلالات خريفية محتشمة

GMT 17:55 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

انخفاض سعر ربطة الخبز في لبنان ورفع وزنها

GMT 21:00 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

اهتمامات الصحف البريطانية الخميس

GMT 18:38 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

عن كايروس فلسطين في زمن الميلاد

GMT 14:20 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سلطنة عمان

GMT 12:51 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

السيسي وثورة بيضاء على إعلام "الثرثرة"

GMT 19:54 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"عبر الغيوم" ناسا تشرح قصة صورة الصاروخ الذي اخترق السحاب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon