ناطحو صخرة الإسلام
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

ناطحو صخرة الإسلام

ناطحو صخرة الإسلام

 لبنان اليوم -

ناطحو صخرة الإسلام

بقلم : عبد الرحمن شلقم

الحوار والنقاش بل والسجال الفكري، بكل ما فيها من سخونة الاختلاف، هي وقود الحياة التي تحفزّ على التفاعل مع شريان الحياة الذي لا يتوقف. التخلف هو أكبر الأعراض التي تطفح على كيان المجتمعات التي تغرق في بحور الانغلاق والخوف من تحريك ما ران على العقل بحكم ثقل السنين.
المتابع هذه الأيام لما يدورمن حوار بين جيل عربي جديد، تكوَّن في زمن هو ملك له، وبين جيل شاخ طالته عوامل الوهن، ولا يمكن أن يقفز منها بدفعة من أصوات أو سطور على أوراق. وسائل التواصل الاجتماعي المكتوبة والمرئية، أصبحت المضمار المفتوح أمام كل راكب على جهاز نقال صغير أو كمبيوتر، ليدخل حلبة فروسية الحرف والكلمة والصوت والصورة. صار كل شيء تُركب له خيول التواصل الإلكترونية. التاريخ والسياسة والفن والثقافة والقضايا الاجتماعية. ما علينا، فلكل مجتهد نصيب، وإن كان يسطر اجتهاده فوق لوحة من البلاستيك. الأمر يختلف جدا عندما يكون الكاتب أو المتحدث أستاذا وقد يسبق اسمه بحرف د، أو يهبونه صفة المفكر أو المثقف أو المؤرخ، ويكون موضوع الحوار أو الخصام هو الدين.
الملحد والعلماني واللاديني والقرآني والكافر.. إلخ ، صفات صار لها وجود يتسع، ليس على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب بما فيها القنوات المرئية الخاصة، بل امتطت الكتابَ ودخلت به ميدان معركة علنية مفتوحة على الدين.
طالعَنا كتابٌ بعنوان «الفاشية الإسلامية» وقبله كتاب «وداعا أيتها السماء»، وعلى موقع مرئي أذاع المؤلف نفسه مئات الحلقات بعنوان، صندوق الإسلام.
من حق أي إنسان أن يبدي رأيه في أي شيء، ولكن كل أفعال البشر غائية، بمعنى أن من ورائها هدفاً يسعى إلى تحقيقه. هذا الأستاذ الدكتور يعبئ قواته في معركة يسميها (لا بد من إلغاء الدين الإسلامي من ألفه إلى يائه ، بكل مكوناته القرآن والسنة بل والتاريخ أيضا وأسماء رجاله وقادته) . أصوات أخرى ترتفع هذه الأيام تصف الفتوحات الإسلامية كلها بالحملات الاستعمارية ارتكبت فيها جرائم حروب عنصرية.
السؤال، ما هو الهدف المبتغى؟ هل هو انتزاع الدين من العقول والقلوب وإلقاؤه في بحر متخيل لا قعر له، وأن يصبح قرابة ملياري مسلم كائنات تائهة في دنيا للإنسان فيها أفكار ومعتقدات تكونت وتراكمت عبر سنين؟
هناك أسئلة أزلية وأبدية لا تجد جواباً لها إلا في الدين. كل دين له خصوصيته سواء أكان سماوياً أم بشرياً، والإسلام له خصوصيته وقوته المتجذرة في العقول والضمائر التي سكنت كيان المسلمين عبر قرون طويلة. عامة الناس لا ترى ولا تسمع ولا تقرأ ما يأتيهم ممن يصفون أنفسهم بالفلاسفة أو الأساتذة، ويضعون على أصواتهم وأوراقهم نيشانَ الثورة والتمرد على الدين.
نحن لا نجهل أو نتجاهل ردود فعل البعض على ما قامت به مجموعات إرهابية متطرفة، وهي ترفع شعارات تنسبها إلى الدين الإسلامي؛ قتلت وفجرت واغتصبت وخطفت. لكن هل يعلم من يكتبون أو يتحدثون، ويصولون ويجولون في معركة القضاء على الإسلام، هل يعلم هؤلاء ما هي نسبة الإرهابيين الذين يصفون أنفسهم بالمسلمين ويرتكبون الجرائم، ما هي نسبتهم في عالم المسلمين؟ هم أقل من واحد في المليون، ولو قارناهم بعدد أعضاء الحركات الإرهابية التي شهدتها أوروبا واليابان في القرن الماضي لرأينا الفارق الكبير في العدد. مجموعة العمل المباشر في فرنسا، والبادرماينهوف الألمانية، والألوية الحمراء الإيطالية، والجيش الأحمر الياباني، ولو أضفنا لها المجموعات المتطرفة في الولايات المتحدة الأميركية، لهالنا الفرق الكبير.
نعم ، في كل معتقد هناك دائماً كثير مما يستحق المراجعة، لأن الإنسان كائن متطور ومتغير بكل ما فيه. المذاهب السنية الأربعة، كانت نتاج مراجعات واجتهادات أجابت عن أسئلة ولُدت من رحم صيرورة الحياة وتغيرها بحكم التطور، وكل مذهب أخذ من سابقه وأضاف له.
الدين لا يُصلح ولا يُطوَّر من خارجه، بل من داخله وهذا ما يؤكده تاريخ الأديان كلها، السماوية وغيرها. الهواة ومدعو الفكر والثقافة، يخوضون معركتهم على خيول «خالف تُعرف»، وهم في الواقع يركضون وراء نجومية لا سماء لها ولا أفق ولا نجوم .
قال إبراهيم بن سيار النظام البصري: «إذا أردت أن تأخذ بعضا من العلم، فعليك أن تعطيه عمرك كله». الدين عقيدة لها كيانها وتكوينها الذي ولّدَ في شجرته أغصاناً لا تتوقف عن التمدد، أوراقها العلم الذي ينمو في حقول الحياة .
الإصلاح والتجديد والتطوير، له طرقه وأبوابه، التي تهدي إليها بوصلة العقل المؤهل بالعلم الواسع والعميق لما يُراد تجديده وتطويره، والاستنارة بضوء ما يبدعه العقل الإنساني في كل مجالات الحياة كل يوم بل كل ساعة.
نعم، هناك أسئلة تتدفق يومياً في مسارب الحياة، ولا مندوحة من الإجابة عنها، ويستحيل تجاهلها أو الهروب منها. وإذا كانت الاسئلة جديدة، فلا بد أن تكون الإجابات كذلك. لا يمكن أن نجيب عن سؤال ، يطرحه زماننا الذي نعيش فيه اليوم، بما قاله مفكرأو فقيه في زمن مضى مع قائله إلى قبره. الإجابات الميتة عن أسئلة حية، تتحول إلى مغالطات عنقودية مفخخة تفجر الرؤوس، وتطفئ أنوار العقل، فيحل التخلف والخراب.
بعض ممن يُسمون المشايخ أو الفقهاء، يعطون الذرائع لمن يركب خيل محاربة الدين ويكتبون عن فاشية الإسلام. الفقيه الذي يقول إن الحل الوحيد للخروج من أزماتنا المالية، هو إعلان الجهاد على الأمم الأخرى لنعود بالغنائم والأسرى من الرجال ليعملوا في حقولنا ومصانعنا والنساء لإمتاعنا، هذا ـ العلامة ـ النحرير، هو الذي يقدم الحطبَ لمن يُذكي نار الكراهية والحرب على الإسلام. ماذا لو حرَّض الشباب على طلب العلم، والجهاد في جبهات المختبرات والبحث العلمي، وبناء المصانع وحرث المزارع، وبناء مجتمع الأخوة والتسامح وسيادة القانون وتحقيق العدل، وأن تكون شعاراتنا؛ «وقل اعملوا»، و«اطلبوا العلم»، و«ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، و«وقل ربي زدني علما»؟
أعيد القول، بأن الحوار والنقاش والجدال ضرورة حياتية، أما الصدام ودعوات الاجتثات ورفع رايات العداوة على أسنّة الأصوات والحروف، فستكون مجرد فقاعات كراهية، تلقيها رياح الأيام في فراغ النسيان. ونقول لهؤلاء ما قاله الأعشى:
كناطحِ صخرةً يَوماً لِيُوهنَها
فلمْ يَضرْهَا وأوهَى قَرنَه الوعِلُ

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناطحو صخرة الإسلام ناطحو صخرة الإسلام



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon