أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

 لبنان اليوم -

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

سنة 1969، كانت عام التداعي الكبير والسريع في ليبيا. الولايات المتحدة ألقت أضواءها الدبلوماسية والأمنية والعسكرية على ما يجري في البلاد، التي لها بها قاعدة عسكرية تعد من أكبر القواعد العسكرية الأميركية خارج التراب الأميركي. السفير الأميركي لدى ليبيا في أواخر العهد الملكي، ديفيد نيوسوم، كان له وجود متحرك في ليبيا، وربطته علاقات قوية مع كامل الطيف السياسي الليبي، وارتبط بعلاقات مباشرة مع الملك إدريس السنوسي وولي عهده الحسن الرضا السنوسي. رؤساء الحكومات الليبية، بمن فيهم من غادر المنصب، توالت لقاءاته بهم. كل ما سمعه في اجتماعاته العديدة والطويلة مع كبار السياسيين أرسله السفير إلى وزارة الخارجية الأميركية في وثائق طويلة تحتوي على تفاصيل ما قال وما سمع. الدبلوماسي الراحل نبيل محمد حميمة جمع عدداً كبيراً من تلك الوثائق وترجمها إلى اللغة العربية، ونشرتها «دار الرواد الليبية» حديثاً.

الوثائق الأميركية التي أُفرج عنها، حملت صوراً حية عن واقع الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في ليبيا. الصراع الصامت بين الأشخاص القياديين في البلاد كان له صوت خاص يتحرك في دوائر المثقفين والمعنيين بما يجري في البلاد. الأحزاب ممنوعة ومجرمة منذ الاستقلال، والنقابات نشاطها محدود جداً، والمجتمع المدني لم يترعرع بعد. شخصيات معدودة دخلت المعترك السياسي بعد الاستقلال، ومنهم من كان عضواً في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، أو تولى حقيبة وزارية، كان بعض هؤلاء هم من يلاحق خفايا الصراع السياسي أو يلاحقه. تضمنت الوثائق التي أرسلتها السفارة الأميركية في ليبيا إلى وزارة خارجيتها أسماء الشخصيات السياسية الليبية التي تخوض في ميدان الخلاف السياسي. كان التوتر وعدم اليقين والخلاف العام وسط السياسيين هو ما وسم عام 1969 منذ بدايته إلى نهايته التي طوت صفحة المرحلة الملكية.

أهم الشخصيات في المشهد السياسي كان بالطبع الملك إدريس السنوسي، الذي بلغ من العمر عتياً، وصار زاهداً في الحكم، وبعد اغتيال أقرب المقربين له وأخلص المخلصين، رئيس ديوانه إبراهيم الشلحي، هجر مدينة بنغازي وأقام في مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي، واعتاد أن يقضي شهوراً طويلة خارج البلاد في فصل الصيف للعلاج والاستجمام.

ولي العهد الحسن الرضا السنوسي، يقيم في مدينة طرابلس، ويزور من حين إلى آخر مدينة بنغازي. لم يندمج في تفاصيل الحياة السياسية في البلاد، ولم يكن الملك على تواصل مباشر معه. كان الملك ينوي تغيير نظام الحكم إلى النظام الجمهوري، وعقد اجتماعات لمناقشة هذا الأمر، لكنه واجه معارضة قوية من أطراف وشخصيات فاعلة في البلاد.

أسرة إبراهيم الشلحي، خصوصاً أولاده البوصيري وعمر وعبد العزيز، كانوا بمثابة أبناء الملك إدريس الذي لم ينجب، وفضلهم على جميع أبناء العائلة السنوسية.

صار الحديث عن مصير النظام الملكي في حالة وفاة الملك، وتحركات أبناء إبراهيم الشلحي، خصوصاً العقيد عبد العزيز، وهو من هو في قيادة الجيش الليبي، صار حديث النهار والليل في كل أنحاء البلاد، وبين رجال كل البعثات الدبلوماسية. موقف عائلة الشلحي السلبي من ولي العهد الحسن الرضا السنوسي كان حديث السياسيين والقريبين منهم.

الوثيقة رقم2 بتاريخ 31-1-1969 من السفارة الأميركية طرابلس إلى وزارة الخارجية. المكان منزل محمد بن عثمان الصيد رئيس الوزراء الليبي السابق، والسفير الأميركي والمترجم. الموضوع خلافة ولي العهد ومؤامرات معارضيه.

طلب بن عثمان من السفير زيارته بمنزله بمرافقة مترجم فقط. وتطرق إلى سبب طلبه الاجتماع مباشرة. تؤكد الأحداث في الأشهر القليلة الماضية احتمال وجود مؤامرة تُحاك منذ فترة طويلة ضد الملكية في ليبيا. تحدث بن عثمان في هذا الاجتماع عن العقيد عبد العزيز الشلحي والعقيد عون رحومة. وعن اغتيال العقيد العيساوي سنة 1962 وعزل نوري الصديق عن رئاسة الأركان سنة 1968. وقال الصيد إن هناك مؤامرة تحاك ضد ولي العهد.

وثيقة رقم3

الموضوع ولي العهد. الحضور عبد الحميد البكوش، سفير ليبيا لدى فرنسا والسفير الأميركي. تحدث البكوش عن لقاءاته بولي العهد، وقال من المهم أن يؤكد على دعم قوات إقليم برقة له. وعرض البكوش مجموعة من الأفكار التي طرحها على ولي العهد. وتضمنت الوثيقة ما عبر عنه البكوش من ضرورة دعم ولي العهد، وجملة من الملاحظات عن أبناء الشلحي.

الوثيقة الرابعة..20-31969 الحاضرون: ولي العهد والسفير الأميركي. المواضيع:

زيارة ولي العهد إلى المغرب العربي، موقف الولايات المتحدة من الخلافة، زواج الشلحي من ابنة مازق. التهديد الذي يشكله الجيش الليبي. الجمهورية العربية المتحدة. رؤية ولي العهد. رحلة فرنسا وتركيا. عبّر السفير عن دعم بلاده للنظام الملكي في ليبيا، وخلافة ولي العهد. ذكر ولي العهد أسماء أشخاص يؤيدون تحول البلاد إلى النظام الجمهوري، لكن غالبية الليبيين يرفضون ذلك. تناول الاجتماع الحديث عن عائلة الشلحي وزواج عمر من ابنة حسين مازق. تحدث ولي العهد أيضاً عما يشكله الجيش من تهديد، وكذلك عن التأثير المصري في ليبيا، لكن ذلك ضعف بعد هزيمة يونيو. وأكد على انتهاج نفس سياسات الملك إدريس عند توليه عرش البلاد.

الوثيقة السابعة.. بتاريخ 17-5-1969

السفير الأميركي مع الملك إدريس..

المواضيع:

أخبار الفضاء، الشباب الليبي، المعتدلون العرب والفدائيون، السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا، القصة غير الحقيقية عن طائرات البوينغ، زيارة الملك القادمة لليونان، عمر الشلحي، أم كلثوم، قاعدة هويلس. تحدث الملك والسفير عن مهام عمر الشلحي كمستشار للملك، وعن زواجه من ابنة حسين مازق. لاحظ السفير أن الملكة فاطمة التي كانت معهما في الاجتماع لم تعلق عند الحديث على عمر الشلحي. وجرى الحديث عن أم كلثوم وملاحظات الملكة فاطمة عن تكبرها، وحب الملك للموسيقى الكلاسيكية، وعلى سبيل المثال البجعة وفالتز فيينا.

وثيقة رقم 8 من السفارة بطرابلس إلى وزارة الخارجية بتاريخ 2-6-1969

الموضوع: عائلة الشلحي ونفوذها

1.. آل الشلحي والملك إدريس، العائلة الملكية غير الرسمية.

أعضاء عائلة الشلحي، صعود آل الشلحي، معضلة الملك: اغتيال الشلحي، العلاقة مع رؤساء الوزارات، موقف الملك: غض النظر. موقف الملك الثقة، موقف الملك المحاباة، أكثر آل الشلحي شهرة، الشلحي تجار النفوذ. عمر الشلحي. لطيفة الغماري. الشلحي العسكر، العقيد عبد العزيز الشلحي، العقيد عون رحومة. رئيس هيئة الأركان السنوسي شمس الدين السنوسي. الفساد في الجيش وقوة الشلحي المتزايدة. (قائمة المواضيع التفصيلية طويلة، وكلها حول آل الشلحي). أعتقد جازماً أن هذا التقرير المفصل الذي أرسلته السفارة الأميركية في ليبيا إلى وزارة الخارجية الأميركية هو أهم وأخطر تقرير أرسل إلى واشنطن من طرابلس، قبل ثلاثة شهور من إسقاط النظام الملكي. كان استيلاء عائلة الشلحي على السلطة في ليبيا بدعم من الملك إدريس أمراً معلوماً ومحسوماً. لكن السلطة كانت ملقاة على قارعة المجهول، سنرى من تمتد يده القوية لأخذها بعد أشهر قليلة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon