أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

 لبنان اليوم -

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

سنة 1969، كانت عام التداعي الكبير والسريع في ليبيا. الولايات المتحدة ألقت أضواءها الدبلوماسية والأمنية والعسكرية على ما يجري في البلاد، التي لها بها قاعدة عسكرية تعد من أكبر القواعد العسكرية الأميركية خارج التراب الأميركي. السفير الأميركي لدى ليبيا في أواخر العهد الملكي، ديفيد نيوسوم، كان له وجود متحرك في ليبيا، وربطته علاقات قوية مع كامل الطيف السياسي الليبي، وارتبط بعلاقات مباشرة مع الملك إدريس السنوسي وولي عهده الحسن الرضا السنوسي. رؤساء الحكومات الليبية، بمن فيهم من غادر المنصب، توالت لقاءاته بهم. كل ما سمعه في اجتماعاته العديدة والطويلة مع كبار السياسيين أرسله السفير إلى وزارة الخارجية الأميركية في وثائق طويلة تحتوي على تفاصيل ما قال وما سمع. الدبلوماسي الراحل نبيل محمد حميمة جمع عدداً كبيراً من تلك الوثائق وترجمها إلى اللغة العربية، ونشرتها «دار الرواد الليبية» حديثاً.

الوثائق الأميركية التي أُفرج عنها، حملت صوراً حية عن واقع الحياة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية في ليبيا. الصراع الصامت بين الأشخاص القياديين في البلاد كان له صوت خاص يتحرك في دوائر المثقفين والمعنيين بما يجري في البلاد. الأحزاب ممنوعة ومجرمة منذ الاستقلال، والنقابات نشاطها محدود جداً، والمجتمع المدني لم يترعرع بعد. شخصيات معدودة دخلت المعترك السياسي بعد الاستقلال، ومنهم من كان عضواً في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، أو تولى حقيبة وزارية، كان بعض هؤلاء هم من يلاحق خفايا الصراع السياسي أو يلاحقه. تضمنت الوثائق التي أرسلتها السفارة الأميركية في ليبيا إلى وزارة خارجيتها أسماء الشخصيات السياسية الليبية التي تخوض في ميدان الخلاف السياسي. كان التوتر وعدم اليقين والخلاف العام وسط السياسيين هو ما وسم عام 1969 منذ بدايته إلى نهايته التي طوت صفحة المرحلة الملكية.

أهم الشخصيات في المشهد السياسي كان بالطبع الملك إدريس السنوسي، الذي بلغ من العمر عتياً، وصار زاهداً في الحكم، وبعد اغتيال أقرب المقربين له وأخلص المخلصين، رئيس ديوانه إبراهيم الشلحي، هجر مدينة بنغازي وأقام في مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي، واعتاد أن يقضي شهوراً طويلة خارج البلاد في فصل الصيف للعلاج والاستجمام.

ولي العهد الحسن الرضا السنوسي، يقيم في مدينة طرابلس، ويزور من حين إلى آخر مدينة بنغازي. لم يندمج في تفاصيل الحياة السياسية في البلاد، ولم يكن الملك على تواصل مباشر معه. كان الملك ينوي تغيير نظام الحكم إلى النظام الجمهوري، وعقد اجتماعات لمناقشة هذا الأمر، لكنه واجه معارضة قوية من أطراف وشخصيات فاعلة في البلاد.

أسرة إبراهيم الشلحي، خصوصاً أولاده البوصيري وعمر وعبد العزيز، كانوا بمثابة أبناء الملك إدريس الذي لم ينجب، وفضلهم على جميع أبناء العائلة السنوسية.

صار الحديث عن مصير النظام الملكي في حالة وفاة الملك، وتحركات أبناء إبراهيم الشلحي، خصوصاً العقيد عبد العزيز، وهو من هو في قيادة الجيش الليبي، صار حديث النهار والليل في كل أنحاء البلاد، وبين رجال كل البعثات الدبلوماسية. موقف عائلة الشلحي السلبي من ولي العهد الحسن الرضا السنوسي كان حديث السياسيين والقريبين منهم.

الوثيقة رقم2 بتاريخ 31-1-1969 من السفارة الأميركية طرابلس إلى وزارة الخارجية. المكان منزل محمد بن عثمان الصيد رئيس الوزراء الليبي السابق، والسفير الأميركي والمترجم. الموضوع خلافة ولي العهد ومؤامرات معارضيه.

طلب بن عثمان من السفير زيارته بمنزله بمرافقة مترجم فقط. وتطرق إلى سبب طلبه الاجتماع مباشرة. تؤكد الأحداث في الأشهر القليلة الماضية احتمال وجود مؤامرة تُحاك منذ فترة طويلة ضد الملكية في ليبيا. تحدث بن عثمان في هذا الاجتماع عن العقيد عبد العزيز الشلحي والعقيد عون رحومة. وعن اغتيال العقيد العيساوي سنة 1962 وعزل نوري الصديق عن رئاسة الأركان سنة 1968. وقال الصيد إن هناك مؤامرة تحاك ضد ولي العهد.

وثيقة رقم3

الموضوع ولي العهد. الحضور عبد الحميد البكوش، سفير ليبيا لدى فرنسا والسفير الأميركي. تحدث البكوش عن لقاءاته بولي العهد، وقال من المهم أن يؤكد على دعم قوات إقليم برقة له. وعرض البكوش مجموعة من الأفكار التي طرحها على ولي العهد. وتضمنت الوثيقة ما عبر عنه البكوش من ضرورة دعم ولي العهد، وجملة من الملاحظات عن أبناء الشلحي.

الوثيقة الرابعة..20-31969 الحاضرون: ولي العهد والسفير الأميركي. المواضيع:

زيارة ولي العهد إلى المغرب العربي، موقف الولايات المتحدة من الخلافة، زواج الشلحي من ابنة مازق. التهديد الذي يشكله الجيش الليبي. الجمهورية العربية المتحدة. رؤية ولي العهد. رحلة فرنسا وتركيا. عبّر السفير عن دعم بلاده للنظام الملكي في ليبيا، وخلافة ولي العهد. ذكر ولي العهد أسماء أشخاص يؤيدون تحول البلاد إلى النظام الجمهوري، لكن غالبية الليبيين يرفضون ذلك. تناول الاجتماع الحديث عن عائلة الشلحي وزواج عمر من ابنة حسين مازق. تحدث ولي العهد أيضاً عما يشكله الجيش من تهديد، وكذلك عن التأثير المصري في ليبيا، لكن ذلك ضعف بعد هزيمة يونيو. وأكد على انتهاج نفس سياسات الملك إدريس عند توليه عرش البلاد.

الوثيقة السابعة.. بتاريخ 17-5-1969

السفير الأميركي مع الملك إدريس..

المواضيع:

أخبار الفضاء، الشباب الليبي، المعتدلون العرب والفدائيون، السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا، القصة غير الحقيقية عن طائرات البوينغ، زيارة الملك القادمة لليونان، عمر الشلحي، أم كلثوم، قاعدة هويلس. تحدث الملك والسفير عن مهام عمر الشلحي كمستشار للملك، وعن زواجه من ابنة حسين مازق. لاحظ السفير أن الملكة فاطمة التي كانت معهما في الاجتماع لم تعلق عند الحديث على عمر الشلحي. وجرى الحديث عن أم كلثوم وملاحظات الملكة فاطمة عن تكبرها، وحب الملك للموسيقى الكلاسيكية، وعلى سبيل المثال البجعة وفالتز فيينا.

وثيقة رقم 8 من السفارة بطرابلس إلى وزارة الخارجية بتاريخ 2-6-1969

الموضوع: عائلة الشلحي ونفوذها

1.. آل الشلحي والملك إدريس، العائلة الملكية غير الرسمية.

أعضاء عائلة الشلحي، صعود آل الشلحي، معضلة الملك: اغتيال الشلحي، العلاقة مع رؤساء الوزارات، موقف الملك: غض النظر. موقف الملك الثقة، موقف الملك المحاباة، أكثر آل الشلحي شهرة، الشلحي تجار النفوذ. عمر الشلحي. لطيفة الغماري. الشلحي العسكر، العقيد عبد العزيز الشلحي، العقيد عون رحومة. رئيس هيئة الأركان السنوسي شمس الدين السنوسي. الفساد في الجيش وقوة الشلحي المتزايدة. (قائمة المواضيع التفصيلية طويلة، وكلها حول آل الشلحي). أعتقد جازماً أن هذا التقرير المفصل الذي أرسلته السفارة الأميركية في ليبيا إلى وزارة الخارجية الأميركية هو أهم وأخطر تقرير أرسل إلى واشنطن من طرابلس، قبل ثلاثة شهور من إسقاط النظام الملكي. كان استيلاء عائلة الشلحي على السلطة في ليبيا بدعم من الملك إدريس أمراً معلوماً ومحسوماً. لكن السلطة كانت ملقاة على قارعة المجهول، سنرى من تمتد يده القوية لأخذها بعد أشهر قليلة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية أيام ليبيا الرَّخوة في وزارة الخارجية الأميركية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon