قيس سعيّد الثاني مكرر
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

قيس سعيّد الثاني مكرر

قيس سعيّد الثاني مكرر

 لبنان اليوم -

قيس سعيّد الثاني مكرر

بقلم : عبد الرحمن شلقم

قال الشاعر التونسي المصري الكبير «تونس أيا خضراء، يا حارقه الأكباد، غزلانك البيضاء تصعب على الصياد». رحل الشاعر الكبير، لكن تونس الخضراء وغزلانها بكل ألوانها، لا تزال تحوم في بساط ريح آخر، نُسجت خيوطه الطويلة هذه المرة من صوف غزلان لا تعوم على الشطوط، وإنما تلهث في فجاج عراك السياسة وسهول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية. الغاضب اليائس تخنقه نوبة وتقدم له الحل البسيط الرهيب. لتر من البنزين وقداحة ليشعل جسده ويتحول إلى رماد لا يتوقف عن الاشتعال في صدور الناس وحواسهم. من المرزوقي الأول الذي أشعل ثورة الياسمين التونسية بلحمه وعظامه، إلى المرزوقي الثاني الذي صار رئيساً للبلاد بعد الثورة، ولم يتوقف عن تأجيج النار في الكلام. أما ثالث الأثافي، فكان غاضباً آخر تجمعت فيه عواصف الحياة ومعها تراب حطَّ على مرحلة حارة في حياته، حيث قضى سنوات في السجن في عهد بن علي بسبب توجهه السياسي الإسلامي. بعد الثورة التحق بالعمل بمقر حزب النهضة موظفاً في بهو الاستقبال، لكنه فُصل وخنقه حبل الحياة. لتر من البنزين وعود كبريت وأشعل النار في جسده بوسط بهو الاستقبال بمقر حزب النهضة بينهم العريض رئيس وزراء سابق قفز من أعلى المبنى، وكذلك الهاروني رئيس مجلس شورى حزب النهضة الذي أصيب بحروق. هل تونس بيرم التونسي الخضراء صارت لا تحرق الأكباد، وإنما الأجساد؟ الرئيس الفصيح قيس سعيّد بعد إعلان ثورته في شهر يوليو (تموز) الماضي، أو لنقل «الفارط» بلغة إخوتنا في تونس، لم يتوقف عن إطلاق بياناته التي تهزّ الكيان التونسي كله، وينقسم الطيف السياسي بشكل حاد لا يغيب عنه إيقاع الصدام. انتظر الناس شهوراً لكي يعرفوا بدقة ماذا يريد الرئيس؛ تعيين رئيس للحكومة استغرق وقتاً ليس بالقصير. تحديد مآلات دستور 2014، كان السؤال الذي شغل الناس واختصموا فيه. مصير البرلمان المجمد أو المعلق كما يصفه الرئيس، كان حلقة جدل ساخنة. مطالبة داخلية وخارجية بضرورة تفعيل الحياة النيابية وإصرار عدد من الدول والمؤسسات الدولية التي تقدم مساعدات وقروض إلى تونس، وضعت ذلك شرطاً لتقديم المساعدة المالية من أجل إنقاذ البلاد من ضائقتها المالية الخانقة. يوم الاثنين الماضي 13 ديسمبر (كانون الأول)، خرج الرئيس قيس سعيّد وعرض مرتكزاته السياسية التي تحدد مستقبل الحياة السياسية بالبلاد. سبع نقاط أساسية يرى الرئيس أنها كفيلة بلضم العقد الوطني «المنفرط»، وهي:
1 - يبقى مجلس النواب معلقاً أو مجمداً إلى تاريخ تنظيم انتخابات جديدة.
2 - تنظيم استشارة شعبية - استفتاء - بداية من 1 يناير (كانون الثاني) 2022 عبر منصات إلكترونية ولقاءات في المعتمديات تنتهي يوم 20 مارس (آذار).
3 - تكوين لجنة تقوم بالتأليف بين مختلف الاقتراحات والإجابات.
4 - يتم عرض مشاريع الإصلاحات الدستورية وغيرها على الاستفتاء يوم 25 يوليو، تاريخ الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية.
5 - تنظيم انتخابات تشريعية وفق القانون الانتخابي الجديد يوم 17 ديسمبر 2022.
6 - وضع يخص الصلح الجبائي بالقيام بمشاريع تعود للدولة والأهالي، بحيث تعود أموال الشعب لصاحبها.
7 - محاكمة كل الذين أجرموا في حق الدولة التونسية وحق الشعب، وعلى القضاء أن يقوم بوظيفته في إطار الحياد التام.
بعد بيانه الأول في شهر يوليو المنفرط، صدع الرئيس ببيانه الثاني الذي انتظره التونسيون طويلاً. نقاط الرئيس، هل ستكون أعمدة الحكمة السبعة وتفتح الباب الكبير لتعبره الدولة التونسية القيسية نحو الاستقرار وانطلاق الجميع بكل مشاربهم وتكويناتهم، لتعود غزلان تونس تعوم على الشطوط ولا تخاف صيد المي وحرق الـجسام، أم ستكون الألغام الشعبوية القاعدية التي تضمنتها الخريطة السباعية أعواد كبريت سيلقيها أكثر من غاضب على ألواح تلك الأعمدة وسائل البنزين تنزّه آهات الحائرين؟
الرئيس قيس سعيّد الثاني مكرر في ديسمبر بعد يوليو، لم يخفِ منذ البداية نزعته القاعدية الشعبوية، وضيقه من التجربة البرلمانية الحزبية، وأعلن ذلك بكل صراحة في برنامجه الانتخابي الرئاسي؛ مما حشد له تأييداً شعبياً كاسحاً لم يتوقعه حتى هو ذاته.
سنة كاملة تفصل تونس عن الوصول إلى محطة يفترض أنها ستعيد الاستقرار إلى البلاد المضطربة المنهكة. لكن الشهور حبلى بالمجهول الذي يعسعس في أفق مشحون بكيمياء الأمل، والغضب الصامت الذي يتحرك في دائرة وقف التنفيذ. المسافات بين الفرقاء طويلة، ورتقها يحتاج إلى حبال من العقل والفعل مضادة للبنزين وأعواد الثقاب. بالتأكيد، إن قيس الثاني يدرك مدى هشاشة الأرض التي يخوض فوقها معاركه، فتونس وطن يعج بالمفكرين، بل بالفلاسفة الكبار بقدر ما فيه من المكونات المدنية، وعلى رأسها اتحاد الشغل الذي خاض منذ قيام الدولة معارك ساخنة مع المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة وجنرال الأمن الأكبر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ومع اتحاد الشغل نقابات لها تأثير فاعل في الشارع التونسي. الرئيس قيس سعيّد لا يقف بمفرده في الصف الأمامي سياسياً بالبلاد، فهناك من بين الأحزاب من يؤيده في كل حرف من نقاطه السبع، فقد صرح محمد القوماني، أحد القادة البارزين بحزب النهضة الإسلامي، بأن ما أعلنه الرئيس مؤخراً، هو تكريس لانقلابه وستعمل الحركة على إفشاله بالتعاون مع كل القوى السياسية الوطنية، وستدعو الجماهير إلى الخروج للشارع رفضاً لاختطاف الإرادة الشعبية. وطلب القوماني من الرئيس التراجع عن مشروعه وندد بما سماه محاولة الانفراد بالحكم. في المقابل، صرح وليد العباسي القيادي في حزب التيار الشعبي، بأن حزبه يؤيد ما جاء في النقاط السبع التي أعلنها الرئيس، وخاصة ما تضمنته عن المشاركة الشعبية الواسعة، بحيث يمكن للجميع أن يشارك في الانتخابات والاستفتاء، وأضاف العباسي، أن هناك أحزاباً تلقت دعماً خارجياً، وهناك من خالف القانون وأكد أن هناك تأييداً كبيراً لما أعلنه الرئيس.
تونس تقف اليوم أمام أكثر من باب، ولكل واحد منها مفتاح في جيب القادم المجهول.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيس سعيّد الثاني مكرر قيس سعيّد الثاني مكرر



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon