طير الديمقراطية الأميركية الزاجل
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

طير الديمقراطية الأميركية الزاجل

طير الديمقراطية الأميركية الزاجل

 لبنان اليوم -

طير الديمقراطية الأميركية الزاجل

بقلم : عبد الرحمن شلقم

الولايات المتحدة الأميركية، في تجليها الأخير تحت قيادة جو بايدن، تحولت إلى رسول جديد يحمل رسالة شبهَ مقدسة، وهي نشر الديمقراطية التعددية في العالم، وترفع صوتها العالي السياسي والإعلامي يجوب فضاءات الدنيا في رسائل تبشيرية تدعو إلى نشر الديمقراطية في أنحاء الكرة الأرضية.
الوصفة الأميركية باختصار هي تعدد الأحزاب وحرية التعبير مع فتح الأبواب للاقتصاد الحر. كتب الأميركيون دستورهم سنة 1789 في السنة ذاتها التي شهدت فيها فرنسا الثورة التي ولدت من رحم الزخم الفلسفي والفكري الذي شهدته البلاد ومعها أوروبا عبر سنوات طويلة. جرى تفصيل الدستور الأميركي على مقاس الظروف الجغرافية والاجتماعية والسياسية التي كانت تعيشها أميركا بعد الاستقلال. ديباجة الدستور، جاء فيها «نحن شعب الولايات المتحدة الأميركية. رغبة منا في إنشاء – اتحاد - أكثر اكتمالاً، وإقامة - العدالة - و - ضمان الاستقرار الداخلي - وتوفير وسائل الدفاع المشترك، وتعزيز الصالح العام - وتأمين نعم الحرية - لنا ولأجيالنا القادمة، نرسم ونضع هذا الدستور». هذه الديباجة تؤكد أن هذا الدستور، أملته مكونات أميركا كبلاد كبيرة مكونة من ولايات كثيرة اختارت النظام «الاتحادي» وفرعين للبرلمان، الكونغرس يضمن التوازن بين الولايات على اختلاف أحجامها. جاء في الديباجة، تأمين نِعم الحرية.
الغريب أن من كانوا يخطّون هذه الفقرة، كان لهم في الوقت ذاته رقٌّ في بيوتهم ومزارعهم ومصانعهم، واعتبروا أن الحرية تعنيهم هم فقط. والشيء الآخر المهم، أن الدستور الأميركي طاله التعديل 27 مرة حتى سنة 1992، وذلك يعني أن تلك الوثيقة التأسيسية، كانت جزءاً من حركة الحياة، وأن هذا النص يتحرك مع متغيرات الزمن بكل ما فيها، وأنه لا يحتوي الحقائق التشريعية الأبدية التي لا يأتيها الخلل والقصور على مدى العصور. تلك الوثيقة أول ما كُتبت كانت، جنين رحم زمن اجتماعي وسياسي خاص بالنسبة لتكوين جديد هو الولايات المتحدة الأميركية، وما يناسب زمانها ومكانها لا يعني أنه الأنسب لآخرين.
بلا شك لقد كانت الصيغة الدستورية التي وضعها المؤسسون الأميركيون، وصفة واقعية أثبتت نجاعتها على مدى قرون، وصمدت بقوة في خضم التغيرات المحلية والدولية، والأهم في ذلك أن التعديلات المتوالية التي أُدخلت على الدستور، تؤكد أن نسخته الأولى لم تكن تلائم ما يستجد على المجتمع الأميركي من تغيير وتطوير. الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة الأميركية اليوم، أراد أن يصنع من اسمه حماماً زاجلاً يحوم فوق الكون ويلقي عليه وصفة رسولية جامعة مانعة وهي الديمقراطية.
هل تُوجد بدلة بمقاس واحد تناسب جميع الأجسام البشرية؟ وهل يمكن لكل الدول أن تنسخ الدستور الأميركي ليكون دليلها الشافي الوافي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ أوروبا التي يجمعها إناء اتحادي واحد، تختلف أنظمتها السياسية. فرنسا الرئاسية، وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا واليونان وغيرها أنظمة سياسية برلمانية، وحتى في داخل هذه الأنظمة البرلمانية هناك اختلاف في صلاحيات رؤساء الجمهوريات. في عهد الاتحاد السوفياتي، كانت شعارات العدالة الاجتماعية والاشتراكية تدق أبواب الدول، وتحرك مشاعر العمال والفقراء مما دفع الدول الرأسمالية لتقديم التأمينات الاجتماعية والصحية ومجانية التعليم والخدمات الصحية، وأعطت للنقابات العمالية مساحات واسعة في التعبير والدفاع عن مصالح العمال. تحققت رفاهية وعدالة اجتماعية وتقدم علمي وصناعي في هذه الدول الرأسمالية، ما لم يتحقق في الاتحاد السوفياتي الذي رفع شعارات العدالة والفردوس الأرضي.
في حين حققت دول اسكندنافيا الرأسمالية تقدماً شاملاً في كل المجالات ونَعِم العمال بامتيازات غير مسبوقة في العالم، كان العامل السوفياتي يعاني الحاجة وتكميم الأفواه، في حين يعيش قادة الحزب الشيوعي رفاهية فاقت ما كان للقياصرة. دراسات علمية حفرت في تاريخ روسيا الحديث، ذهبت إلى أن الثورة الشيوعية التي هبّت سنة 1917، كان دافعها الحقيقي قومياً روسياً شوفينياً. لقد تأكد القوميون الروس أثناء الحرب العالمية الأولى، أن هناك إمبراطوريات ستتهاوى وتختفي، ومنها الإمبراطورية المجرية النمساوية والإمبراطورية العثمانية، وروسيا كانت عبر تاريخها الطويل دولة إمبراطورية ولها امتداد خارج أراضيها، واهتبل الشيوعيون ذلك المنعطف التاريخي العالمي لإحياء المجال الحيوي الإمبراطوري لروسيا وقد نجحوا فعلاً في ذلك.
الولايات المتحدة الأميركية، لا تتوقف اليوم عن توجيه النقد لدولة الصين الشعبية وتصفها بالديكتاتورية وغياب الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، ولا تتوقف أميركا عن إرسال حمامها الزاجل الإلكتروني والإعلامي والسياسي إلى الصين ليلاً ونهاراً كي تبدأ في أخذ الجرعات الديمقراطية المصنعة في المعمل الأميركي. الصين بلد المليار ونصف المليار نسمة، لو فتحت باب الأحزاب السياسية، فكم حزب سيفقص من تلك البيضة البشرية الضخمة، مليون حزب، وكيف ستكون الحياة؟ بالطبع لا نبرر الديكتاتورية، ولكن نقول لكل جسم بدلة تناسب مقاسه وكذلك هي الشعوب. الحزب الشيوعي اليوم في الصين غير ذلك الذي كان في زمن ماو تسي تونغ، يستخدمه حسب فلسفته وأحلامه، ويعبئه في قفزاته الثقافية والثورية، ويعد بتفتح آلاف الورود وفتح النوافذ، في حين يموت الملايين جوعاً ومرضاً. الحزب الشيوعي الصيني اليوم به ديمقراطية مركزية، لا يقوده زعيم واحد، والجميع في القيادة يخضعون لحسابات عسيرة ويطال العقاب كل من يتجاوز القانون. صين دنغ هسياو بنغ وبعده، تحولت إلى أكبر مصنع وسوق في العالم، وأصبحت تنافس الولايات المتحدة اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً بسرعة تفوق الخيال.
المواطنون الأميركيون الذين ينامون في عراء الشوارع، لا يُوجد مثلهم في شوارع بكين أو شنغهاي. لقد تغيرت المفاهيم، وأغلب الشعوب بلغت سن الرشد، ولم يعد للشعارات صدى عند الناس.
الدول اليوم مثل الشركات الضخمة، تقودها مجالس إدارة ويحكمها القانون، ويُقاس نجاحها، بما تقدمه للناس من خدمات في مجالات التعليم والعمل والخدمات الصحية وتوفير السكن مع المساواة بين الجميع على قاعدة المواطنة. الحمام الديمقراطي الأميركي الزاجل، فرَّ هارباً من أمام الكونغرس الأميركي بعد هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عليه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طير الديمقراطية الأميركية الزاجل طير الديمقراطية الأميركية الزاجل



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon