إثيوبيا نوبل آبي أحمد تقطر دماً
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

إثيوبيا... نوبل آبي أحمد تقطر دماً

إثيوبيا... نوبل آبي أحمد تقطر دماً

 لبنان اليوم -

إثيوبيا نوبل آبي أحمد تقطر دماً

بقلم : عبد الرحمن شلقم

إثيوبيا عاصمة أفريقيا بعد مرحلة الاستقلال. فيها ولدت منظمة الوحدة الأفريقية التي لعبت دوراً مهماً في مقاومة العنصرية ودعمت حركات الاستقلال في القارة.
قرار حاسم اتخذته المنظمة في قمتها بالقاهرة سنة 1964 وهو احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، ما جنّب الدول المستقلة حديثاً حروباً بلا نهاية.
ظلت أديس أبابا عنواناً يجمع قادة أفريقيا بكل اتجاهاتهم. كانت إثيوبيا من أوائل الدول المستقلة في أفريقيا تحت قيادة أباطرة من العرق الأمهري الذي ضم عدداً من الأقاليم في دولة واحدة رغم تعدد الأعراق واختلاف اللغات، لكن هذا الكيان الأفريقي الكبير لم يخلُ يوماً من نوازع الخلاف والصدام بين الأعراق والأقاليم. قوميات كبرى، وهي الأمهرة والأورومو والتيغراي والصومالية مع قوميات أصغر، هي الغوارغ والوليتا وعفار وهاديبا وغامو. شهدت البلاد انقلاباً عسكرياً سنة 1974 وأصبح الكولونيل منغستو هيلا مريام زعيماً للبلاد بعد إطاحته مع مجموعة من الضباط بالإمبراطور هيلاسيلاسي الذي حكم البلاد 4 عقود، وتبنى منغستو سياسة يسارية ماركسية، وخاض حروباً مع إريتريا والصومال وعاشت البلاد في عهده حالة من الاستبداد والعنف والفقر.
البلاد الغنية بالمياه التي بها 12 نهراً و22 بحيرة وملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة، عاشت سنوات في خطر المجاعة التي لا تغيب إلا لتعود بدرجات مختلفة. الحروب كلفت إثيوبيا عشرات آلاف من القتلى ومئات ملايين من الدولارات وتحولت البلاد إلى قبر واسع وسجن بحجم مساحتها. تشكل تحالف من أعراق وأقاليم مختلفة ضد نظام منغستو هيلا مريام، وشهدت البلاد الانفجار الثاني الكبير بعد الانفجار الأول الذي أطاح بالإمبراطور «المقدس»، قادته جبهة مسلحة واسعة ساهمت فيها قوة من أعراق وأقاليم عدة، على رأسها قوة ضاربة من جبهة تحرير شعب التيغراي.
بعد إسقاط نظام منغستو، هيمنت مجموعة التيغراي على المفاصل السياسية والعسكرية للدولة، وتولى ميليس زيناوي رئاسة الحكومة، وهو شخصية ذات عقل استراتيجي نهضوي، وأطلق خطة طموحة طويلة المدى اقتصادياً وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي وقام بتأهيل البنية التحتية وشقّ الطرق البرية وبنى السكك الحديدية وطوّر التعليم ودخلت البلاد مرحلة جديدة في كل المجالات من دون تفريق بين الأقاليم.
لعنة البلاد الغنية كانت التشقق الاجتماعي والتضارب الثقافي والديني. الأورومو، وهم من أكبر الأعراق في البلاد، كان غضبهم الكامن لا يزول، وإن انخفضت درجته، فلم يرضوا بالهيمنة الواسعة لشعب التيغراي على مراكز القيادة في الدولة. الدستور الذي صدر سنة 1995 وأعدته الجبهة الديمقراطية الشعبية الحاكمة، قسّم البلاد إلى 9 ولايات لها حكم ذاتي. المثلب الأكبر والأخطر في هذا الدستور أنه أسّس الأقاليم على مرتكزات عرقية، وليست إدارية، وتضمن مرونة في الخيارات الجهوية التي تقود إلى حق تقرير المصير للأقاليم، بما قد يؤدي إلى انفصال بعضها عن الدولة الواحدة. سياسة التنمية الشاملة والواسعة التي تبناها رئيس الوزراء آنذاك ميليس زيناوي أوجدت حالة من الوئام الذي غذّاه الطموح إلى التقدم وتجاوز صدمات الجوع والمعاناة من البطالة والفقر والحروب الطويلة. تخلّقت في البلاد روح وطنية صلبة، تحدوها علاقات دولية واسعة مع أغلب دول العالم شرقاً وغرباً، وعاشت البلاد مرحلة من السلام والتعايش والاستقرار، لكن الفواصل بين المكونات الاجتماعية والثقافية والدينية، ظلت كامنة في العقول وتتحرك في خطوات الحياة.
بعد رحيل رئيس الوزراء ميليس زيناوي، فقدت البلاد العقل المحرك للتنمية وحزام الوحدة الوطنية.
سنة 2018 تولى آبي أحمد بن علي رئاسة الحكومة، وقام بجهد مشهود في إقرار السلام بمنطقة القرن الأفريقي، وساهم في تحقيق المصالحة بالسودان، وحصل على جائزة نوبل للسلام، وسادت موجة تفاؤل في شرق أفريقيا، بل بالقارة كلها، وتوقع كثيرون أن إثيوبيا ستكون النمر الاقتصادي الأفريقي القادم. أزمتان ثقيلتان حرّكهما آبي أحمد، فسقطتا عليه وعلى نظامه وبلاده، وهما أزمة سد النهضة حيث دخل في مواجهة مفتوحة مع دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، وأزمة إقليم تيغراي، الذي أصرَّ على إجراء الانتخابات المحلية، وعارضها آبي أحمد بشدة، ما أدّى إلى مواجهة عسكرية عنيفة بين قوات الجبهة الشعبية لإقليم التيغراي والجيش الاتحادي. تكبدت القوات الحكومية خسائر فادحة في تلك المواجهة، واتسعت الحرب الطاحنة بكل الأسلحة، وسيطرت قوات التيغراي على طريق السكة الحديدية التي تربط إثيوبيا بجيبوتي حيث الميناء الوحيد الذي تورّد منه إثيوبيا كل بضائعها، ومنفذها لكل صادراتها.
انضمت عناصر مسلحة من عرق الأورومو لقوات التيغراي، وكذلك قوات من العفر، وأصبح جيش الحكومة يخوض معارك على أكثر من جبهة، وصار الطريق مفتوحاً أمام القوات المقاتلة للجيش الحكومي نحو أديس أبابا. الأزمة الإنسانية ثقل مضاف على ظهر حكومة آبي أحمد. اللاجئون والنازحون بالملايين، والذين يقتلهم الجوع لا يقلون عنهم، وموارد البلاد يلتهمها الجهد العسكري. هل سيضرب التفكك إثيوبيا، وتعود إلى مرحلة ممالك الأقاليم، قبل أن يوحدها الإمبراطور منليك الثاني، وتشهد البلاد الانفجار الأكبر الذي يؤدي إلى تصدع بنيان البلاد التي كانت منصة اللقاء الأفريقي من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي؟
أغلب دول القارة تعيش حالة فشل، ويضربها الإرهاب والفساد والحروب، وتتدافع نحوها الأطماع الأجنبية، واليوم عاصمة أفريقيا هي التعبير الحي عما تعانيه القارة من غياب للدولة الحديثة وانهيار المؤسسات والتمزق العرقي والقبلي وتغول الديكتاتورية.
نوبل آبي أحمد تنقلب اليوم على ظهرها، وهي تقطر دماً، تطال رشاته كل إثيوبيا التي تنتظر مصيراً لم يتوقعه من قدّم جائزة نوبل للسلام لآبي أحمد الذي فرَّ منه السلام في بلاده، وتحرك مع جثث القتلى التي تطفو فوق مياه نهر النيل الأزرق، وأشباح لجياع يزحفون في أسمالهم بحثاً عن لقمة جافة تحييهم لساعات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا نوبل آبي أحمد تقطر دماً إثيوبيا نوبل آبي أحمد تقطر دماً



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon