أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات

 لبنان اليوم -

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

أميركا اللاتينية ميدان المعارك المفتوحة بين اليمين واليسار. وصل اليساريون إلى الحكم في عدد من دول القارة، لكن اليمين لم يهدأ قَطّ في العقود الأخيرة. قامت الجيوش بإسقاط أكثر من نظام في القارة. كانت هي قبضة اليمين الضاربة. الولايات المتحدة لم تخفِ في كثير من الحالات وقوفها وراء تلك الانقلابات، خاصة في خضم الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية. الانتخابات الديمقراطية كانت سلم اليساريين لاعتلاء السلطة، لكن الجيش نجح أكثر من مرة في إسقاط رؤساء اعتلوا كراسي الحكم عبر صناديق الانتخابات. ما جرى منذ أيام قليلة في جمهورية البيرو، وبعده في البرازيل، يعيد ما شهدته القارة منذ بدايات النصف الأول من القرن العشرين.
في البيرو جرى عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيو، وأحيل إلى القضاء بتهمة الفساد. تهمة الفساد هي الوصفة التي لا تغيب في الصراع السياسي، وتلاحق رؤساء اليسار. إيفون موراليس رئيس بوليفيا اليساري السابق، أسقط بتهمة الفساد. والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بعد نهاية ولايته الثانية السابقة، ألقي به في السجن بنفس التهمة.
كانت دبابات الانقلابيين في السابق هي القوة التي تضرب صناديق الانتخابات، وتُدخل الدبابات الجنرالات على أبراجها إلى قصور الرئاسة. وقد شاركت حتى الطائرات أحياناً في قصف قصور الرؤساء. في سنة 1976، أطاح الجنرال خورخي فيديلا، بالرئيسة المنتخبة إيزابيلا بيرون. واستولى على السلطة في الأرجنتين مع عصبة من رفاقه العسكريين. وشن حملة قمع واسعة وعنيفة على المعارضة التي يقودها اليسار. وشهدت الأرجنتين في عهد فيديلا عشرات الآلاف من القتلى، بينهم الكبار والصغار، وامتلأت السجون بأكثر من ثلاثين ألف مواطن، وتحولت البلاد إلى معسكر واسع للتعذيب. وفي تشيلي فاز الزعيم اليساري سلفادور اللندي بالرئاسة سنة 1970، وكان من المعارضين الأشداء للسياسة الأميركية. أعلن الرئيس الأميركي نيكسون صراحة، أن بلاده لن تتهاون في التعامل مع سلفادور اللندي، وسوف تسقطه. مارست الولايات المتحدة سياسة تضييق الخناق على الاقتصاد التشيلي، واتسع غضب الناس، وقام قائد الجيش أوغستو بينوشيه، بانقلاب ضد سلفادور اللندي سنة 1973، وطلب منه الاستقالة، وعندما رفض الرئيس، وتحصن بالقصر الرئاسي، جرى قصفه بالطيران، وقُتل ومعه بعض أنصاره. كان اللندي صورة جديدة للرمز الثوري اللاتيني، غير تلك التي مثلها كاسترو وجيفارا.
لقد وصل إلى رئاسة البلاد بانتخابات شفافة، وشرع في تنفيذ سياسة اقتصادية هدفها تحقيق العدالة الاجتماعية، ما أغضب الولايات المتحدة الأميركية. تواصل سلفادور اللندي مع قوى اليسار اللاتيني الديمقراطي؛ إذ وجد تجاوباً واسعاً في دول القارة. وسّع علاقاته مع يسار العالم الثالث، وشرع في تشكيل محور معادٍ لسياسات الولايات المتحدة الأميركية. مقتل اللندي بتلك الطريقة الدموية، ورفضه مغادرة قصره الرئاسي، وصموده بداخله حاملاً سلاحه، وتوجيه كلمة للشعب عبر الراديو والتلفزيون، جعلت منه رمزاً لمواجهة الانقلابات العسكرية في القارة كلها.
مقاومة الشعب لديكتاتورية خورخي فيديلا في الأرجنتين، وأوغستو بينوشيه في تشيلي، ونهايتهما أمام القضاء؛ فتحت الأبواب لعصر جديد في القارة، ومكنت الزعامات اليسارية من الوصول إلى سدة الحكم، عبر صناديق الاقتراع.
اليمين لم يستسلم؛ فبعد نهاية حقبة الدبابات، صارت الاقتحامات هي وجبة الاختبار.
دخل لولا دا سيلفا، زعيم حزب «العمال» اليساري، إلى القصر الرئاسي البرازيلي للمرة الثالثة بعد خروجه من السجن. الرئيس المغادر بولسونارو، اقتدى بصديقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، فلم يحضر حفل تنصيب الرئيس لولا، وقام أنصاره بالهجوم على القصر الرئاسي والبرلمان، ودوائر حكومية في العاصمة. خسارة بولسونارو بفارق ضئيل في الانتخابات، شجعت أنصاره على رفع وتيرة نشاطهم، ويعملون على تعبئة الجماهير، كما فعل اليساريون في تعبئة الشارع ضد الانقلابات في السنوات الماضية.
التضامن الذي أبداه قادة العالم مع الرئيس لولا دا سيلفا، وما أعلنه عن توجهه لمساعدة الفقراء، ومنع قطع أشجار غابات الأمازون؛ كل ذلك سيحفز لولا وأنصاره على اتخاذ موقف متشدد تجاه القوى اليمينية. لقد ولّى عهد الانقلابات، وسيطر اليسار عبر صناديق الاقتراع على قيادة أغلب دول القارة، بدعم من الجماهير، وتراجعت قوة اليمين، لكن الأزمات الاقتصادية لا تزال تضغط على أغلب شعوب المنطقة التي تندفع في أرتا هجرة طويلة نحو الولايات المتحدة الأميركية، وقد تنجذب في السنوات القادمة نحو الزعامات والأحزاب المحافظة، ويتحرك مزاجها الانتخابي نحو اليمين القريب تقليدياً من الولايات المتحدة الأميركية.
البرازيل هي القوة الاقتصادية والسياسية الكبرى في القارة، وهي مؤهلة في ظل قيادة الرئيس لولا دا سيلفا لأن تقدم نموذجاً اقتصادياً لبلدان القارة. ما يدعو للانتظار هو ما يخطط له الرئيس البرازيلي المغادر بولسونارو: هل سيكبح غضب أنصاره، ويواصل علاجه في الولايات المتحدة الأميركية بهدوء، ويُعد العدة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد ما حققه من نسبة مهمة في الانتخابات الأخيرة، أو سيدفع أنصاره إلى رفع وتوسيع وتيرة الاحتجاجات، لإرباك الرئيس لولا دا سيلفا في السنوات القادمة؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات أميركا اللاتينية من الدبابات إلى الاقتحامات



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon