ألمانيا صحوة ضد الأصولية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ألمانيا... صحوة ضد الأصولية

ألمانيا... صحوة ضد الأصولية

 لبنان اليوم -

ألمانيا صحوة ضد الأصولية

بقلم - إميل أمين

خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت الشرطة الألمانية عمليات مداهمة وتفتيش في عدة أحياء في برلين وبراندنبورغ، للقبض على عناصر أصولية، بعضها سلفي، والآخر ينتمي مباشرة إلى «داعش»، وقد جاءت المداهمات بعد أن أصدرت الحكومة المحلية بولاية برلين حظراً ضد جماعة الجهاد السلفية، والمعروفة أيضاً باسم جماعة برلين.
يعن لنا أول الأمر التساؤل كيف أضحت ألمانيا الدولة الثانية المفضلة للتيارات الأصولية، بدءاً من الإخوان المسلمين، وصولاً إلى الدواعش؟
الشاهد أنه لا يمكن الجواب عن علامة الاستفهام المتقدمة من غير التوقف أمام كتاب الكندي إيان جونسون، والمعروف باسم «مسجد في ميونيخ»، حيث يضع يدنا على بداية الطريق المؤلم لألمانيا مع الإخوان المسلمين على نحو خاص.
تفاصيل الكتاب تكشف لنا الخطيئة الكبرى للغرب، الذي تلاعب على المتناقضات، من أوروبا إلى أميركا، ومنذ زمن بعيد، فقد استغل هتلر الوجود التركي على الأراضي الألمانية، ولاحقاً تبين لنا أن الفوهرر فتح اتصالات واسعة مع الإخوان المسلمين في القاهرة بزعامة حسن البنا، وقد وجد الأخير أن هناك فرصة جيدة لتكوين جيش داخل مصر من أعضاء الجماعة يصل قوامه إلى خمسين ألف عضو، وإن لم يقدر للفكرة أن تمضي قدماً، فإنها كشفت عن الاستعداد المبكر للإخوان المسلمين للتعامل مع الغرب أو الشرق أو أي جهة كانت لتحقيق الأهداف الرئيسة بالنسبة لهم، أي التمكين والسيطرة على مقدرات البلاد، وهو الأمر الذي حاولوا بالفعل تنفيذه العام 2012 في مصر.
استفادت جماعة الإخوان المسلمين، طليعة الجماعات الإرهابية كافة، من الاتصالات المبكرة مع الألمان لتعزيز حضورهم المؤسساتي في ألمانيا، ولم يكن يدور بخلدهم أن الحرب الباردة سوف تقدم لهم أكبر وأهم خدمة في طريق نشر رؤيتهم الأصولية... ما الذي حدث؟
باختصار غير مخل، كانت رؤية الولايات المتحدة للاتحاد السوفياتي أو إمبراطورية الشر، على حد وصف الرئيس الأميركي رونالد ريغان، الرجل الذي قدر له أن يفكك تلك الأسطورة، هي احتواء الاتحاد السوفياتي، وقد قدم له الأخوان دالاس، نظرية «لاهوت الاحتواء»، وفحواها أن يقوم الغرب بشقيه الأوروبي والأميركي، بتفعيل البعد الديني الإسلامي تحديداً لمجابهة الشيوعية، لا سيما أن العالم الإسلامي كان يكره الإلحاد والمادية، وبقية طروحات وشروحات ماركس وإنجلز ولينين.
شرعت الولايات المتحدة في انتهاج المنحى النازي ذاته والإفادة من الأصوليين الموجودين على الأراضي الألمانية، وقد تم استخدامهم رأس حربة في مواجهة الشطر الآخر من ألمانيا وما وراءها من حلقات يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي.
قدمت ألمانيا وأميركا، منذ الستينيات، الكثير جداً من التسهيلات لتلك الجماعات الأصولية الإخوانية، والتي سيقدر لها لاحقاً أن تفرخ عناقيد من الإرهابيين، لا سيما حين جاءت الفرصة الكبرى من خلال غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان، وقد ملأ الشحن العاطفي القلوب والرؤوس العربية، فيما كان الهدف الرئيس بالنسبة للغرب، العمل على إيقاع موسكو في فخ لا يقدر لها أن تخرج منه لاحقاً.
هنا يمكن للمرء أن يجد إجابات عن علامات الاستفهام الأكثر إثارة والتي تتبدى للعين، من عينة كيف يجد الإخوان المسلمون على الأراضي الألمانية تلك الأريحية الكبرى، والنفوذ الأكبر لا سيما في دوائر المؤسسات السياسية، وبعض من نظيرتها الاستخبارية، أما عن مجال المال والأعمال، فحدث ولا حرج، خاصة بعد أن أزهرت وأينعت مؤسساتهم، وبعضهم قدر لمؤسساته أن تتجاوز مليارات الدولارات، كما استطاعوا نسج شبكات حول القارة الأوروبية، استغلت لتكون ستاراً لمشروع الأستاذية الحاكم في عقولهم والخاص بنشر المشروع الإخواني الأكبر حول العالم.
هل ارتكبت ألمانيا أخطاء أخرى جعلت أراضيها مرتعاً لـ«القاعدة» من قبل، والدواعش اليوم؟
حكماً، حدث ذلك خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد عقد الربيع العربي المغشوش، فقد تمكنت عناصر إرهابية عديدة من الوصول إلى ألمانيا، والحصول على حق اللجوء السياسي، وهنا غابت أو غيبت الأعين الاستخبارية الألمانية، فقد كان ولا يزال بعض من ديدن السياسات الأوروبية اللعب على تلك المجموعات الأصولية، وإعادة تدويرها واستخدامها كخناجر في خواصر الدول العربية، عند الحاجة إلى ذلك.
أخطأت ألمانيا أيضاً حين فتحت قنواتها المتلفزة، ومواقعها الإلكترونية، لجماعات أصولية، تبث السم الناقع، تحت عناوين حرية الرأي، والتعبير عن النفس، فيما كان خطاب الكراهية يعم الأجواء، ويبدد رياح التسامح.
استفاقت ألمانيا، مؤخراً، بعد أن أدركت أن عناصر «داعش»، أحفاد الإخوان المسلمين، يقومون باتخاذ بعض المساجد، مثل مسجد هيلدسهايم، في ساكسونيا السفلى، لتجنيد الإرهابيين، وإرسال مقاتلين من ألمانيا إلى سوريا والعراق.
الكارثة التي باتت تواجه الألمان اليوم لم تعد تتمثل في تجنيد العناصر الأجنبية من عرب وآسيويين وأفارقة، بل باتت تمتد إلى نشر الأفكار الجهادية في عقول الأجيال الألمانية الشابة، تلك التي باتت مفرغة من جراء العلمانية الجافة، والأوضاع الاقتصادية المتردية، ولم تعد تجد لنفسها تحت سقف ألمانيا، سوى القوميات المتطرفة أو تجربة الجهاد المغرية خارج البلاد.
لقد تغاضت ألمانيا عن النصائح التي قدمت لها من العالم العربي، حول كارثية استضافة تلك الجماعات تحت لواء حقوق الإنسان، وبالقدر نفسه تغافلت عن الإخفاق الأميركي في التعامل مع الجماعات عينها، وبينهما تسربت خلايا إرهابية كبّدت الألمان خسائر بشرية فادحة، فيما الخسارة الأكبر تتمثل في الأفكار الجهادية التي باتت تطير بأجنحة عبر الفضاء الألماني.
هل تأخرت ألمانيا في المواجهة؟ في كل الأحوال أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا صحوة ضد الأصولية ألمانيا صحوة ضد الأصولية



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon