بقلم: مشعل السديري
لم أكن طوال مراحل حياتي ممن يحرصون على قراءة أبراج الحظوظ، ولا حل الكلمات المتقاطعة، ولا أسئلة (الفوازير)، ولا أسئلة المعلومات التي لا تحتمل غير جواب واحد ساذج إما (نعم أو لا)، هكذا كان ديدني ومنهجي، إلى أن أتاني أحد المعارف، وبيده ورقة مطبوعة وأصر على أن يختبرني، ليفضح (عبقريتي) المزيفة، حاولت أن أثنيه قائلاً: أبعدني عن شرك الله يرضى عليك، ولكنني كلما صددته اقترب مني وحاول الالتصاق بي إلى أن قلت بيني وبين نفسي: هذي هي البلشة ماذا أفعل (بنشبة غليص) هذا، هل أقوم (أكفخه)؟! أعجبتني الفكرة، وراقت لي جداً وعندما هممت أن أتحرك فعلياً حانت مني التفاتة إليه، فرأيت وجهه يطفح بابتسامة صامتة وغبية، حدقت في عينيه فأخذ يرمش بهما بدون ما هدف، فرحمته وتنهدت وأنا أتمتم بيني وبين نفسي: اللهم اخزيك يا شيطان، هدأت قليلاً وطبطبت على كتفه قائلاً: يالله هات ما عندك من أسئلة، فقفز من مكانه (كالسعدان) وأخذ يقرأ من الورقة موجهاً كلامه نحوي وهو يقول:
في استطاعتك أن تتبين مدى الصواب والخطأ من إجابتك على هذه الأسئلة العشرة البسيطة عن الرجال والنساء، فاعط نفسك عشر نقاط على كل سؤال تجيب عنه إجابة صحيحة، فإذا حصلت على 50 أو 60 فلك أن تهنئ نفسك على ذلك، وإذا فزت بسبعين نقطة فأنت رائع، والحصول على 80 و90 نقطة يُعد شيئاً عجيباً، أما إذا حصلت على 100 نقطة فإننا لن نصدقك، ورغم أنني أكره الخوض في مضمار الحياة الزوجية - إلا أنني وافقته وأنا مغمض.
المهم لا أريد أن أطيل عليكم وأخذكم في متاهة، لقد سقطت في الامتحانات ولم أحصل إلا على 30 نقطة، وبالعافية كمان.
طبعاً ضحك عليّ ذلك (الهلفوت الطيب) إلى درجة أنني رأيت أضراسه التي نخرها السوس، ولو كنت مكانه (لتلطمت) ولما ضحكت طيلة حياتي.
وبما أنني مهزوم، فقد أردت أن أنتقم لجهلي فقلت له إليك هذا اللغز، إن استطعت أن تحله فلك عندي جائزة معنوية تشجيعية، فقال هات، فقلت: إذا جاك بصوفه كيف تشوفه؟! فبهت ولم يجب، وقال لي: عجزت ما هو؟! فقلت له: القنفذ، فقال: ولكن القنفذ له شوك وليس صوفاً، فقلت له: هذا هو الذي أردت أن أعنيه، ولكنها فركت قليلاً معي، وبراءة لك ولي يا عزيزي، هل نتصالح؟! فقال: نتصالح (تشيك هاند) - وبما أن اسمه (حمد) - قلت له مودعاً: مع السلامة يا حمد (طس).