بقلم : مشعل السديري
التناقض بين الناس ظاهرة مؤكدة، لهذا قالوا: (الناس معادن)، ففي المواقف والتصرّفات والعقليات والضمائر تظهر معادنهم، فهناك فرق كبير بين الذهب والنحاس.
وسوف أضع أمامكم نموذجين واقعيين، من أناس وبلاد مختلفة، لتعرفوا أن البشر جبلوا على ما تربّوا عليه، وليس كل المخاليق ينزلون من بطون أمهاتهم، وقد تحلّوا بالأخلاق الحميدة.
فهذا الطبيب الياباني (شيجياكي هينوهارا) الذي توفي عن 105 سنوات، ظل لعقود طويلة مديراً لمستشفى (سانت لوك الدولي) في طوكيو، وهو الذي اشتهر بأنه عالج الألوف المؤلفة في ذلك المستشفى العالمي، ومن ضمنهم مغني فريق البيتلز سابقاً (بول مكارتني) أثناء جولة في اليابان.
وساعد هينوهارا أيضاً في وضع أنظمة صحية جعلت اليابانيين من بين الشعوب الأطول عمراً في العالم، وكان يعمل في ذلك المستشفى منذ 1945 عندما عالج ضحايا قصف طوكيو خلال الحرب العالمية الثانية، وقد نعته الحكومة اليابانية وأقامت له صرحاً يليق بما قدمه لشعبه من حب وتفاني.
وعلى النقيض منه، أثار محامٍ كويتي ضجة في البلاد بعد ما كشف تورط عامل نظافة من الجنسية البنغلاديشية في قضية تزوير أوراق رسمية، والعمل في وظيفة طبيب بأحد المستشفيات الكويتية لمدة 35 عاماً، منتحلاً شخصية طبيب كويتي هاجر إلى نيوزيلندا وتوفي هناك، وقال المحامي إن المزوّر ظلّ يعمل لدى وزارة الصحة قبل حرب الخليج الثانية؛ حيث أجرى عدة عمليات تجميل ليبدو شكله مطابقاً للطبيب المتوفي، كما حصل على شهادات عليا (مزورة) ترقّى بموجبها إلى مركز قيادي كبير بالوزارة.
وفي مجال الأفراح والليالي الملاح، إليكم ما خططت له الشابة (الأميركية سارة كوسيتس) البالغة من العمر 25 عاماً لحفل زفافها طوال عامين، وجمعت نحو 30 ألف دولار لتكاليف الحفلة، ولكنها قررت بشكل مفاجئ أن تدعو 150 شخصاً من مأوى للفقراء والمشردين بدلاً من المدعوين لحفل الزفاف، ثم سافرت هي وخطيبها لقضاء شهر العسل في الدومينكان.
أما في دولة خليجية فهناك شخصان أرادا أن يعبرا عن فرحتهما ومشاعرهما في مثل هذه المناسبة، فما كان منهما إلا أن يمتطيا حصانين، ويقتحما بهما قاعة الأفراح وهما يلوحان بسيفيهما في الهواء، إلا أن أحد الفارسين فشل في السيطرة على حصانه الذي اصطدم بالحصان الآخر، وسقط الفارسان، وكسر ساق الأول، وشج رأس الثاني الذي هو شقيق العروسة، وانطلق الحصانان (يرثعان) ويصهلان وسط المعازيم الذين أصابهم الرعب، فانطلق أغلبهم هاربين وركبوا سياراتهم وتركوا الحفل وأصحابه (إلى حيث ألقت أم عمرو - فلا رجعت ولا رجع الحمار).