بقلم: مشعل السديري
أطرح أمامكم رسالة قديمة مؤرخة في 14 - 10 - 1381 هجرية، موجهة لقاضي (القويعية) بالسعودية، وهذا نصها:
حضرة صاحب الفضيلة شيخنا الجليل صالح الطاسان حفظه الله تعالى... فضيلتكم على ما حدث هذه الأيام في هذه البلدة من وسيلة خبيثة تسمى (مسجلاً) فقد استورده من بلاد الكفرة المدعو (.....) بالقويعية وجعله في مزرعته يعكف عليه الشباب والسفهاء حتى السابعة ليلاً. إن هذه الملهات ممنوع استعمالها في الرياض منعاً كلياً ولا تستعمل إلا في خفية شديدة، وفي هذه البلدة يستعملها هذا الرجل علناً ويدعو إليها الشعراء ليسجلوا أشعارهم الحربية السامري وأنواع الأغاني القبيحة، وقديماً كانوا ينفرون من الراديو نفور الغنم من الذئب، أما الآن فقد أخذ الشر يتفاقم، وإذا رغب فضيلتكم التثبت من صحة ما ذكرت فليقف مندوبكم على مكان الملهى، وليشاهد المنكر بعينه والله يرعاكم. المخلص: محمد بن مطلق
تلك الرسالة لها أكثر من (62) سنة، فكيف يكون رد الفعل لمن كتبها والقاضي الذي قرأها، لو أن الزمان أمهلهما، ليشاهدا بأعينهما ويسمعا بآذانهما، ما يحدث اليوم ليترحما على (المسجل) الغلبان الذي صدع رأسيهما، وسبحان مغير الأحوال، فها هو مهرجان (ميدل بيست) بالرياض، قد بدأ بمشاركة أكثر من 200 فنان عالمي وعدد من الفنانين المحليين والعرب يتقدمهم راشد الماجد وعمرو دياب وإليسا وأصالة وماجد المهندس ومحمد حماقي ومريام فارس وبلقيس فتحي ووائل كافوري وتامر حسني ونانسي عجرم.
وقال أحد المسؤولين: إنه في النسخة السابقة كان لدينا 80 فناناً مشاركاً فقط، وهدفنا في هذه النسخة أن نوفر فرصة أكبر لدعم المواهب المحلية لتطوير مساراتهم المهنية في المجال الموسيقي والفن، وهو ما تم خلال الـ3 أيام التي سبقت (ميدل بيست) في حي جاكس بالدرعية.
يعني باختصار: لقد تمهد الطريق وانطلقت العربة، والله يعطينا خيرها ويكفينا شرّها.
وجاء في مقالة بجريدة (عكاظ)، كتبها المستشار أسامة يماني، مورداً لرأي الدكتور شوقي ضيف، في كتابه (الشعر والغناء في المدينة ومكة بعصر بني أمية) وجاء فيه: إن المدينة كان بها دور للمغنيات يتوافد عليها الناس لقضاء أوقاتهم وسماع الغناء، ومنها دار (عزة الميلاء) التي تعد من أشهر مغنيات المدينة، وكانت ذات جمال رائع وسمعها حسان بن ثابت وأعجب بها، ويروى أنها غنت يوماً من شعر عمر بن أبي ربيعة فشق حسان ثيابه وأطلق صيحة عظيمة صعق معها من شدة الطرب.
وهذه المعلومة هي على مسؤولية الدكتور والمستشار - أنا (مالي شغل).