بقلم : مشعل السديري
والدة الصحافية العراقية نورس النعيمي (19 عاماً) التي اغتالها مسلحون مجهولون قرب منزلها في الموصل، وقفت أمام قاتل ابنتها لتقبل رأسه، قائلة له: لقد زففت ابنتي عروساً للجنة.
وهناك أيضاً ناشطة يمنية، نجحت في حل خلاف (جاهلي) بين قبيلتين، استمر (11) عاماً وتسبب في مقتل أكثر من (60) شخصاً، وأصيب خلاله ما لا يقل عن (130) أكثرهم نساء وأطفال، وقد ضحّت (سمية الحسام) التي نجحت فيما فشل فيه الآخرون رسمياً وقبلياً، وقالت إن نزيف الدم بين القبيلتين أجبرها على تجاهل كونها امرأة في مجتمع محافظ، ووصلت إلى وضع نهاية للصراع بين قبيلتي بني بدر وبيت القاعدي، في محافظة حجة، وهي مسقط رأس الناشطة. ولا أملك إلا أن أرفع عقالي إعجاباً واحتراماً للمرأتين، بل أقذف به عالياً في الهواء، وأصبحت الآن كأي (مطوّع) لا يضع العقال على رأسه.
***
أنقذ سائق قطار مصري حماراً كان مربوطاً بقضبان السكة الحديد أثناء قيادته القطار رقم 127 المتجه من أسوان أقصى جنوب مصر إلى العاصمة المصرية القاهرة، إذ أوقف القطار وطلب من مساعده تحرير الحمار بمحطة الرديسية، غرب مركز (إدفو) جنوب مصر.
هذا الموقف الإنساني ذكرني بحديث شريف رواه (أبو هريرة) وجاء فيه: عذبت امرأة في (هرّة) حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا هي سقتها إذا هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
ولا أدري هل ينطبق على ذلك الرجل الذي ربط الحمار الغلبان على قضبان سكّة القطار ما انطبق على المرأة التي حبست الهرّة؟!
***
دفع (إيال عوفر) أغنى شخص في إسرائيل مبلغ (600) ألف يورو، للحصول على نسخة من الكرة الذهبية التي تبرع بها اللاعب (رونالدو) في مزاد علني للأطفال المصابين بأمراض خطيرة، ولا أعلم أيهما ينال الأجر، هل من تبرع بالكرة أم من دفع ثمنها؟! أم أنا الذي كتبت عن الاثنين؟!
***
لي عدّة أيام وأنا أردد بيني وبين نفسي (بصمت وحماس) أغنية عبد الوهاب القديمة:
أخي جاوز الظالمون المدى - فحق الجهاد وحق الفدا
وسبحان الله، فمن الليلة البارحة لزقت في نافوخي بدون مقدمات أغنية (الطبطبة) للمغنى الجسمي، وأرددها الآن بصوت مرتفع في كل مكان، إلى درجة أن أحد أصدقائي قال لي: أرجوك يا أبو المشاعل أعتقنا من صوتك الذي يجيب الغم، فقلت له: أرجوك أنت اخرس، (لا تحدني أجيب خبرك).