بقلم: مشعل السديري
أعجبني القرار الشجاع العقلاني الذي اتخذته حكومة أبوظبي باعتمادها تغيير نظام العمل الأسبوعي لتصبح عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد والجمعة نصف يوم عمل، وذلك لمواكبة التطورات والتوجهات العالمية، لتعزيز موقعها التنافسي في قطاعات الاقتصاد والأعمال.
وهذا القرار هو القرار الصح (100 في المائة) الذي يجب على كل دول الخليج اتخاذه، فيجب أن تسير مع العالم بخطوات واضحة، أما السير على (خطوة ونص) فهو لا ينفع ولا (يوكل عيش).
وعلى سبيل المثال كانت السعودية إلى ما قبل سنة 1414 تعتبر إجازتها الأسبوعية هي: (الخميس والجمعة)، وإجازة العالم كله هي (السبت والأحد)، فضاع عليها أربعة أيام، لأن العالم كان في وادٍ وهي تغط بالنوم في وادٍ آخر - أي باختصار إننا كنا مغربين والعالم كله مشرّق.
ومن حسن الحظ أن الملك عبد الله، رحمه الله، وافق على أن تكون الإجازة الأسبوعية هي (الجمعة والسبت) واختصرنا نصف الطريق.
والمضحك المبكي أكثر من ذلك أن السعودية كانت أيضاً إلى ما قبل (الستينات الميلادية) تستخدم التوقيت (الغروبي)، وهو الذي يعتمد على غروب الشمس، وهو موعد يختلف من مكان إلى آخر بمعدل أربع دقائق لكل خط من خطوط الطول، أما التوقيت الزوالي فهو الأصلي والأساسي للعرب والمسلمين وكانت تحدد بموجبه مواقيت الصلوات، وكانوا قبل أن توجد الساعات يصنعون شواخص في مقدمة المساجد ويحدد الوقت بواسطة الظل، ولا يستخدم الغروبي إلا في رمضان عند الإفطار.
ولكن الملك فيصل، رحمه الله، أمر بقرار شجاع باستخدام التوقيت الزوالي، في كل نواحي الحياة والعمل، فانتظمت المواعيد والإجازات، بل إن الميزانية والرواتب أخذت تسير على هذا المنوال، وانتهى عهد التسيب.
وأتمنى - مجرد أمنية - أن نفكر فيما أقدمت عليه إمارة أبوظبي، من تلك الخطوة الإيجابية، وتصبح كل دول الخليج تسير على نهج العالم المتقدم، والحمد لله فقد أصبحت لدينا الكفاءة أن نفعل ذلك.
أما بالنسبة للعمل نصف يوم في (يوم الجمعة)، فلا حرج في ذلك لأنه جاء في إحدى الآيات الكريمات، وقف العمل حتى منتصف النهار على الأقل، ولهذا الهدف تحديداً قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) – الآية - صدق الله العظيم.
أعتقد أن الآية الكريمة واضحة ولا تحتاج إلى تفسير – أو (فزلكات).