السعودية وإنقاذ اليمن السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

السعودية وإنقاذ اليمن: السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة!

السعودية وإنقاذ اليمن: السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة!

 لبنان اليوم -

السعودية وإنقاذ اليمن السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة

بقلم - يوسف الديني

سردية اليمن السياسية وعرة وقاسية مثل تضاريسها، حيث استحالت الحالة السياسية اليمنية إلى ما يشبه الانسداد السياسي لولا سعي المملكة الدؤوب إلى رأب التصدعات العميقة لمن يريد باليمن واليمنيين سوءاً وعلى رأسهم ميليشيا الحوثي الإرهابية، إذ استحال اليمن اليوم إلى ملف استثمار سياسي للأسف لصالح مشاريع قوى دولية وإقليمية لا تريد الخير لليمن؛ من ملالي طهران وتجريف هويّة اليمن التاريخية إلى محاولات إردوغان عبر رعاية أطراف آيديولوجية لديها شره إلى السلطة، وصولاً إلى أوهام وشعارات قوى غربية تسعى إلى اللعب بالحالة اليمنية كأوراق تفاوضية لمصالح جيوسياسية بعد أن بات اليمن معضلة مؤرقة للمجتمع الدولي بسبب تعاليه عن فهم الواقع اليمني المعقد وارتهانه إلى مسلّمات مفاهيمية وتصورات خاطئة حول تاريخه السياسي والقبائلي والهوياتي، وفي كل منعطف حرج للحالة اليمنية تخرج أصوات عاقلة ضمن زحام الشعارات ودموع التماسيح على الأوضاع الإنسانية المتردية لتعترف بأخطاء مقاربة الملف اليمني من زاوية التوصيف الخاطئ، ومحاولة تجاوز العلاقة المصيرية والبنيوية بين اليمن والسعودية في كل مراحل التاريخ السياسي الحديث، والتي كان الرهان السعودي في كل مرة على مصلحة وإرادة الشعب اليمني والكتل الفاعلة على الأرض، مع مراعاة التمايز بين دولة تأثرت بالآيديولوجيات السياسية؛ من الناصرية إلى الاشتراكية إلى الصندوقراطية المقنعة بحكم الإمام السياسي، الذي استطاع صالح ببراعة لعب أدواره قبل أن يقع في أخطاء قاتلة في ترويض أفاعي السياسة والسلاح والميليشيات والمشاريع الانقلابية على حساب بناء دولة مؤسسات حقيقية.
من تلك الاعترافات للأصوات العاقلة شهادة مهمة جداً عن الملف اليمني من السفير الأميركي السابق جيرالد فايرستاين لدى اليمن فترة الانكسارات العميقة للحالة اليمنية في حقبة ما سُمّي «الربيع العربي»، حيث تكشّف عن مشاريع تقويضية لأحزاب سياسية وآيديولوجية اختطفت احتجاجات الجماهير الغاضبة، وحوّلت بلادنها إلى فرائس طيّعة لحروب أهلية مقنّعة.
في حواره ما بعد مرحلة ترمب والشعارات الانتخابية التي حظي الملف اليمني منها بنصيب كبير من الدعاية السياسية والاستثمار في الكارثة الإنسانية تحدث السيد فايرستاين لمركز صنعاء للدراسات بما يمكن وصفه «كشف حساب» عن الدور الأميركي عن معضلة الموقف السياسي ما بعد ثورة الشباب في فبراير (شباط) 2011 والتردد في مسألة التخلي عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح مهندس الحالة اليمنية بتعقيداتها وبوحدويتها الفريدة رغم كل شيء... يقول السفير: كان هناك الكثير من النقاش بين أولئك - وأنا منهم - الذين رأوا أننا بحاجة حقاً إلى دعم الانتقال في اليمن ودعم الحركة، وأنه يمكننا المساعدة في الدفع نحو مجتمع جديد وأكثر انفتاحاً وديمقراطية وتوازناً في اليمن، وآخرين رأوا - كما تعلمون - أن مصلحة الولايات المتحدة هي في مكافحة الإرهاب وليست في السياسات المحلية لليمن، وبالتالي يجب علينا فقط التمسك بصالح، رغم أنني أعتقد أننا جميعاً نعرف أنه لم يكن الشريك المثالي لنا في حملة مكافحة الإرهاب! ومع ذلك يعترف السفير السابق بقوة وثقل صالح الذي كان سبباً في انهيارات عميقة في المشهد بسبب الارتباك في تقدير مسألة مهمة، وهي أن ثمة شخصيات سياسية في التجارب العربية تتجاوز فردانيتها إلى لعب دور شيخ القبائلية السياسية وضمان وحدة الجيش، وهو أمر على مرارته على مستوى الاستقطاب وارتباط مصائر البلدان وشكلانية التعددية السياسية، إلا أنه واقع يجب التعامل معه بحكمة، لذلك يؤكد السفير في مكاشفته: «قول الكثير من اليمنيين إن المجتمع الدولي (باعنا بثمن بخس للغاية) أو (سحب البساط من تحت أقدامنا)، ولكنني أظن أن اعتقاد بعض اليمنيين بأن جميع السكان كانوا داعمين للعملية الانتقالية هو أمر غير صحيح. المجتمع كان منقسماً جداً بنسبة 50 - 50 في المائة تقريباً، فلم تكن هناك حركة ساحقة قوية ضد صالح، ففي الحقيقة احتفظ صالح بالكثير من الدعم بمرور الوقت، كما أن قدرتنا على دفعه نحو التنحي كانت ضعيفة، وكان من الممكن أن يذهب مسار الأمور في الاتجاه المعاكس. بعد أن انتهى كل شيء وترك صالح منصبه، أخبرني الناس أنه عبّر عن ندمه على اتخاذه قرار التنحي».
يمضي السفير في التحدث عن المرحلة بقوله: «كان من شأن إقدام صالح على هذه الخطوة أن يدفع اليمن نحو الصراع (الذي تشهده البلاد اليوم) قبل خمس سنوات من اندلاعه، كان علينا التنازل وتقديم التسويات، وبالتالي قمنا ببعض الأشياء التي - بكل صراحة - أسهمت في تفاقم الوضع بعد ذلك، لا سيما فكرة أن صالح يمكن أن يظل في اليمن وإمكانية استمراره للعب دور في الحياة السياسية في البلاد، وأنه سيمتلك الحصانة ضد الملاحقة القضائية. كل هذه كانت أشياء كان علينا أن نقدمها مقابل حمله على قبول قرار التنحي!».
أهم ما في المقابلة هو الحديث بصراحة، وفي رسالة واضحة للإدارة الأميركية الجديدة عن أهمية السعودية لليمن يقول السفير السابق: «هل يعتقد أحد أنه يمكن إعادة إعمار اليمن من دون السعوديين؟ الولايات المتحدة لن تفعل ذلك. الأوروبيون لن يفعلوا ذلك. إيران لن تفعل ذلك. إذا ابتعد السعوديون عن الأمر وقالوا: (نحن لسنا راضين عن الطريقة التي انتهى بها الأمر ونرى أن اليمن الآن يمثل تهديداً دائماً لأمننا ولن نتحرك قيد أنملة لمساعدتهم)، من الذي سيبقي اليمن متماسكاً؟ من الذي سيساعدهم في إعادة البناء؟ لا أحد!... نحن بحاجة للسعوديين الآن، وفي المستقبل. لن تنجح مبادرة توجيه اليمن إلا إذا كان السعوديون شركاء بشكل كامل فيها».
الأكيد أن اليمن نموذج مصغر ومهم جداً لدراسته باستفاضة لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع في ظل غياب مفهوم الدولة الحديثة، وهو ما يجعل المراقبين للحالة اليمنية يتوقعون تحولات كبرى للمنطقة في ظل انفراجة الحالة اليمنية بسبب تداخل صراعات القرن الأفريقي، وتهريب السلاح، وأزمة الإرهاب والميليشيات، والقبائلية المتجاوزة لمؤسسات الدولة في بلد فاقت قدرة شعبه على تحمل مأساة، وتلاعب النخب السياسية وشرهها السلطوي كل التوقعات، ويجب ألا يقامر المجتمع الدولي أو القوى الغربية على المزيد من الضغط على الحالة اليمنية، واستغلالها ببراغماتية فيها الكثير من الرعونة والارتجال.
والحال أن اليمن غير السعيد يصل إلى هوة سحيقة من التردي في الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، متجاوزاً مفاهيم الدولة والسلام والحرب والوحدة والأمن إلى حالة من التفكك والتشرذم الأمني والجهوي والمناطقي، وصولاً إلى «السلطة المشاعة» بما تعنيه من فرض قوة السلاح من مجموعات متنافرة تنحاز إلى جغرافيتها القبائلية والمناطقية الخاصة، وتلك قصّة أخرى أتحدث عنها لاحقاً.
خلاص اليمن وأهله يبدأ من إدراك حقيقة واضحة بسيطة متجذرة كسد مأرب الذي بناه القحطانيون عام ألفين قبل الميلاد، تلك الحقيقة أكدها ولي العهد السعودي في لقائه مشايخ القبائل بداية عاصفة الحزم... وهي أن اليمن هو العمق التاريخي للأمة العربية، وبالتالي لن يكون أبداً خاصرة ملتهبة في الجزيرة العربية... قدر السعودية التاريخي منذ اللحظة الإمامية إلى الجمهورية إلى النظام السابق وانكسارات الربيع هو الوقوف مع اليمن واليمنيين والشرعية بواقعية ومنطق الدولة وليس الشعارات

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وإنقاذ اليمن السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة السعودية وإنقاذ اليمن السفير الأميركي ورسائل المرحلة الحرجة



GMT 09:53 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 20:11 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

«حماس» والأسد... ما أحلى الرجوع إليه

GMT 20:09 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

«بريكست» خلف «بريكست»

GMT 20:07 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ما الذي تريده إيران من واشنطن؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon