ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

 لبنان اليوم -

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

بقلم:يوسف الديني

في أكثر التعبيرات وضوحاً عن توجه وشفافية رؤية 2030، واستراتيجيات السعودية المتجددة بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتوجيهات عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصدرت وزارة المالية وثيقة استثنائية للميزانية السعودية تحت عنوان «نسخة المواطن»، وهي شديدة الأهمية على أكثر من مستوى تعبيرها ولغتها وواقعيتها، والأهم دلالاتها السياسية في تكريس أكثر العلاقات بين السلطة والمواطنين شفافية ورعاية للصالح العام «التمركز حول المواطن»، ما يعرف بـ«Citizen centralization»، وقد عبرت عنه القيادة السعودية بشكل واضح وصريح، كما جاء في تصدير التقرير، حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن الميزانية المعلنة جاءت: «تأكيـداً للنتائـج المتحققـة مـن الإصلاحـات الاقتصادية والمالـية الهادفة إلى تعزيز النـمـو الاقتصادي والاستدامة»، وهو ما يختزل ثلاثية الرؤية السعودية التي تحولت إلى أنموذج ملهم للعمل في المؤسسات بالداخل حتى الخاصة منها، ولكثير من المجتمعات في دول المنطقة التي بدأت تلمس تأثير الرؤية الهائل.. هذه الثلاثية تستند إلى ثلاثة أركان تعبر عن مستقبل الرفاه الذي تطمح له المملكة: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطـن طمـوح.
الشفافية باتت جزءاً أساسياً في لغة التواصل المجتمعي في السعودية، مستلهمة الصراحة والوضوح من تصريحات القيادة السياسية التي أكدت أن دور المواطـن اليـــوم أصبح محورياً فـــي التنمية الاقتصادية، فهو يسـاهم مباشـرة فـي تحقيـق الإنجـازات فـي مختلـف المجـالات والقطاعـات الواعـدة.
الميزانية الجديدة جاءت لتعزيز نمو اقتصادي وحالة تعافٍ رائدة على مستوى إدارة الأزمات وبمستوى يفوق العديد من الدول المتقدمة، فمرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، هي مرحلة حصاد لأكثر التجارب نجاحاً على مستوى «المصلحة العليا» وسلامة المواطنين لتضاف إلى فضيلة الاستقرار الذي تنعم به السعودية، حيث سخرت الدولة مواردها المالية إبان تحدي «كورونا» غير المسبوق على الصحـة والتعليـم وتطويـر الخدمـات الأساسـية، بالإضافـة إلى استمرار الدعم والإعانـات الاجتماعية، لكنها أيضاً ساهمت في تأسيس ثقافة جديدة على مستوى الإنفاق والمشاريع قوامها مفهوم مالي بات مهماً اليوم في الدول التي تفكر في المستقبل «الاستدامة المالية» على المدى المتوسط وقد تجلى في مواجهة المتغيرات الطارئة، وامتص الصدمات بشكل سلس ومثير للإعجاب بشهادة العقلاء والمنصفين في العالم.
العنوان العريض للميزانية الجديدة الثقافة التشاركية والتمحور حول المواطن، وانعكس ذلك على التخطيط، إضافة إلى العمل التشاركي بين منظومة المؤسسات والأجهزة الحكومية المدعمة بتقنيات وتطبيقات رقمية، وبحشد من الإمكانات والطاقات التي تسعى إلى تحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية.
فيما يخص الرسائل السياسية التي يمكن قراءتها في هذا التقرير، وهي التي عادة لا يسلط عليها الضوء بسبب التركيز على الجوانب الاقتصادية والمالية، هي أولوية الاستثمار في المواطن، والتمركز حول المواطنة باعتبارها رأس المال الأهم للقيادة السياسية ورؤية 2030، لذلك نصت الوثيقة على أن الشفافية والوضوح في الحديث عن الخطة المالية، بما في ذلك التحديات والعوائق، جاء استجابة لالتزام الحكومة المباشر ببناء هذه الثقة المتبادلة، والصراحة فيما يخص الأوضاع المالية والاقتصادية عبر التقارير المرتبطة بالميزانيات.
والحق أن الاستراتيجية الجديدة والشفافية الهائلة، وآخرها طرح نسخة المواطن من الميزانية جزء من تأثيرات رؤية 2030 التي لا ينقطع الحديث عنها في المجالس والمنتديات في السعودية وخارجها، فالرؤية أسست وألهمت لمنهجية جديدة تسعى إلى القطيعة مع غياب دور الفرد - المواطن، الذي كان سمة معطلة في الثقافة العربية وسبباً في تأخر المشروع الحداثي، بعكس السياق الغربي الذي كانت العلاقة فيه طردية بين تطور مفهوم الفرد وقوة الدولة وازدهارها الاقتصادي، نحن بهذا الفهم للفردية أو الفردانية نتحدث عن فرد جديد في الزمن ما بعد الصناعي القائم على المبادرة الفردية، والابتكار الشخصي، وحرية الناس في التعبير والاتصال وشعورهم بذواتهم؛ حيث باتت هذه المسائل تلعب دورها في الاقتصاد أكثر من السابق بعيداً عن الطروحات الشمولية والجمعية التي عادة ما تنتج قطيعاً من «المؤمنين بالآيديولوجيا»، لا بالوطن الذي يستثمر في أبنائه ويتمحور على أحلامهم وتطلعاتهم.
وإذا كان عام 2020 قد شكل نقطة تحول فاصلة واستثنائية بالنسبة للسعودية بكل المقاييس، رغم التحديات التي يعيشها العالم في محاولة التعافي والتأقلم مع تداعيات جائحة «كورونا» التي لا تزال قائمة، فإن العام القادم يشي بالمزيد من الآمال والطموحات لتحسن الأوضاع والتعافي التام من تأثيرات «كورونا»، وهو ما سيساهم في تأكد وصلابة إيمان السعوديين وفخرهم ببلادهم وهم يشاهدون رأي العين ملامح التحول الوطني الكبير سنة تلو أخرى، الأمر الذي يسهم في منحهم مناعة صلبة ضد حملات الاستهداف والتشويه والاستعداء والتنميط، وهي محاولات باءت بالفشل سابقاً، وقدرها أن تضمحل مع ولادة أصوات منصفة وعاقلة حول العالم لا يمكن لها أن تكذّب هذا الصعود السعودي على مستوى صناعة المستقبل والاستثمار في تجديد الدماء وبث روح جديدة في المجتمع وقطاع الأعمال والحوكمة والشفافية ما عبرت عنه «بلومبرغ» في تقريرها الذي كتبت عنه «جرعة المستقبل في أوردة السعوديين».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن» ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon