أفغانستان النداءات الأخيرة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أفغانستان: النداءات الأخيرة

أفغانستان: النداءات الأخيرة

 لبنان اليوم -

أفغانستان النداءات الأخيرة

بقلم:يوسف الديني

الوضع في أفغانستان بحاجة إلى أصوات عاقلة ومصالحة جديدة تحاول أن تخرج هذا البلد، الذي أصبح نموذجاً لكل شيء تقريباً؛ الآيديولوجيا المتطرفة، التخلي الغربي والأميركي، والانسحاب الذي يخلف آثاراً أكبر من الأزمات، وإمكان خلق دوافع لمجتمعات تعيد معضلة الإرهاب العابر للقارات ومعسكرات التجنيد، والكونتونات التكفيرية التي تبحث عن ملاذات آمنة.

ورغم كل ما قيل ويقال عن النخب الأفغانية السابقة ما قبل «طالبان»، وما فعلته من أداء مخيب واتهامات بالفساد والمحسوبيات... إلخ، وهي في بعضها اتهامات موثقة، إلا أنها ساهمت في إعطاء أمل بمستقبل على الأقل على مستوى الحراك المجتمعي والثقافي والهوية التي سبقت الاجتياح السوفياتي، وما تلاه من تحول كابول إلى ما يشبه الدوامة المنتجة للعنف والتطرف والمخدرات، وقسر المجتمع على قناعات النخب الحاكمة وآيديولوجيتها.
صحيح أن ما حدث اليوم مربك فهو نتيجة لانسحاب براغماتي ولا أخلاقي كبير، لكنه أيضاً سبب لعدم القدرة على مقاربة أي تعاون أو اعتراف لحكومة «طالبان» وهي تذهب بالبلاد إلى الهاوية، ويمكن أن ينضاف إلى ذلك أنها تتخذ «فزاعة» الإرهاب والتطرف وبناء مجتمعات مؤدلجة على العنف ذريعة، لإعادة تصدير وتسويق هويتها المختطفة، على أنه قدر شعبها وجزء من نسيجها الاجتماعي، وهو ليس كذلك، بدليل أن فترة غياب الآيديولوجيا أخرجت محتوى عفوياً وبسيطاً عبر السوشيال ميديا يعبر عن أشخاص ومجتمع وبشر طبيعيين يأملون في حياة كريمة، وتحدي كل الظروف.
الشعب الأفغاني اليوم يصدر خطاباً مضاداً يمكن أن يجده الباحث في الثقافات والخطابات السرية التي ينتجها، وينشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي (Underground culuter)، وغالبها يدور حول التذمر من القمع والتعب من الحرب الأهلية، والتشكي من خذلان المجتمع الدولي والغرب، وكل هذا دفع ثمنه الأفغان أكثر بكثير من حقبة الحرب السوفياتية.

أربعة عقود من الصراع في أفغانستان وما زالت البلاد تراوح في نقطة الصفر، من دون أن تحظى بالسلام والأمن، رغم تعاقب الاستراتيجيات الدولية في محاولة للخروج من الأزمة، واليوم رغم غياب أمراء الحرب مع تسنم «طالبان» وقضبتها الأمنية الحديدية على البلاد، إلا أن البلاد تعيش انتكاسة كبيرة بسبب فشل إيجاد نخبة سياسية جديدة تتجاوز إرث الدم والدمار، بعد كل هذه السنوات.
عودة «طالبان» بهذه السعي الحثيث لتجريف كل مكتسبات الفترة السابقة ليس سوى رسالة إلى العالم بأن التخلي عن أفغانستان يعني دولة «طالبان» اللادولة، وهو الشيء ذاته يمكن توقعه في مكان أخرى من بؤر الصراع والتوتر في المنطقة.
أزمة المجتمع الدولي اليوم تكمن في سياسات الدول الكبرى والمؤسسات الدولية عدم الاعتراف بمسؤوليتها عما بعد الانسحاب من بلد مثقل بتاريخ دموي استمر لعقود كأفغانستان، وحتى محاولاتها اليوم لا تعدو أن تكون مجرد اهتمام بتحويل الصراع إلى شكله المحلي، والحيلولة دون عودة مقاتلين أجانب دون تفكير في حال الأجيال الشابة، وهي نسبة كبيرة ستولد وتنشأ على التربية القسرية لآيديولوجيا التطرف مع فرص ضئيلة جداً في الهجرة أو الانتقال.
الهبة الدولية في أوكرانيا، خصوصاً من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لها سياقها الخاص، والشعور بتهديد وجودي، لكنها لا تمثل أي استراتيجية قابلة للاستنساخ في مناطق أخرى كأفغانستان، هناك اليوم أزمة حقيقية للدول الكبرى والمجتمع الدولي في التعامل مع المناطق المنكوبة بالصراعات الأهلية والإرهاب والحروب وتجارة الأسلحة، وانعدام الأمن، تنحصر معالجاتها في أحسن الأحوال على توزيع الإغاثات، في حين أن هذه المناطق بحاجة إلى مفاهمات دولية واستعانة بالدول الإسلامية، وهنا بيت القصيد، فدول الاعتدال، في مقدمتها السعودية، قادرة على تحسين المقاربة الدولية للملف الأفغاني منعاً لعودته لمربع تصدير الأزمات العابرة للقارات.
مضت عقود من الصراع في أفغانستان، وما زالت البلاد تراوح في نقطة الصفر من دون أن تحظى بالسلام والأمن، رغم تعاقب الاستراتيجيات الدولية في محاولة للخروج من الأزمة، لكن الأمر يراوح مكانه بعد فشل إيجاد نخبة سياسية جديدة تتجاوز إرث الدم والدمار بعد كل هذه السنوات.
واليوم قبضة «طالبان» وشعاراتها تحاول أن تستقطب القاعدة الجماهيرية للتطرف مجدداً، وعبر شرائح جديدة من دول القوقاز المحيطة بها، وهو ما يستدعي أن تبادر دول الاعتدال والمؤسسات الكبرى كرابطة العالم الإسلامي وغيرها، إلى تصميم مبادرة إنقاذ مشروطة بالوسطية والاعتدال، والعودة إلى أسس الإسلام التي اختطفه خطاب التطرف، الذي إذا انتقل إلى مرحلة الاستقطاب والتصدير ستعم آثاره التدميرية مجدداً على العالم بأسره.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانستان النداءات الأخيرة أفغانستان النداءات الأخيرة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon