الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء

الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء

الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء

 لبنان اليوم -

الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء

بقلم:يوسف الديني

تحويل مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية ومقر لتخزين وتهريب الأسلحة، واستهداف المدنيين المتكرر، أفرز حالة جديدة لميليشيا الحوثي الإرهابية هي: «الحوثيون الجدد»، وهم كل من يحاول الاستثمار أو التبرير لما يحدث في اليمن رغم كل التحولات التي طالت الحوثيين، التي تعبر عن حالة انسلاخ كامل وتبعية لصالح ملالي طهران تجاوزت حتى مسألة التحالف أو الانتماء أو استغلال مسألة الصراع للعودة كطرف سياسي.
نزع الحوثيون ورقة التوت الأخيرة لدى من كان يتحيز لهم باعتبارهم طرفاً سياسياً من بعض القوى الغربية والمؤسسات والمنظمات، التي كانت ولا تزال تقارب مسألة اليمن بشكل يساهم في تأخير الحل وفي المزيد من المعاناة للشعب اليمني.
ما يحدث في اليمن اليوم حالة استنساخ لتجربة «حزب الله» بشكل أكثر تبعية وأقل تقديراً حتى من ملالي طهران، الذين يرون فيه مجرد جسر عبور في محاولة تهديد أمن المنطقة، وتمرير مشروعهم باستنبات ميليشيات مسلحة تقاتل عنهم بينما يتفرغون هم للتفاوض العبثي من دون تغيير سلوكهم.
مطار صنعاء بات بؤرة عمليات لتهديد أمن المنطقة وبناء أجيال جديدة من «الحوثيين الجدد» حتى خارج أقواس الجهوية بسبب عمليات الاختطاف والتجنيد القسري للأطفال وتجريف هوية اليمن من خلال المناهج الدراسية، وحتى إرغام باقي المكونات على القبول بالأمر الواقع كما رأينا في محاولاتهم المستميتة لاسترضاء تيارات دينية مضادة بعد أن أدركوا حالة القطيعة لدى اليمنيين مع مشروع الحوثي.
مطار صنعاء ليس لنقل الحالات الحرجة والمرضى كما كانت تروج بإلحاح تلك المنظمات والقوى الغربية المستفيدة من بقاء توتر الأوضاع واشتعالها في اليمن؛ إذ كشفت العملية الاستخبارية الأخيرة عن مركز تدريب ومخازن لإطلاق الصواريخ وتفخيخ الطائرات بإدارة وإشراف قيادات من «حزب الله» الإرهابي (نموذج استنساخ الملالي لمشروع تقويض الأوطان)، والتي تبلغ لذراعهم أبو علي الحاكم الذي مُنح رتبة «اللواء» بسيرة ذاتية في الجريمة من دون أي مؤهلات سوى الرغبة في تحويل اليمن إلى منطقة عمليات تابعة لـ«حزب الله» وطهران، وكان من حديثه الذي رصدته الاستخبارات السعودية حواره مع أحد عناصر «حزب الله» الذي نقل له على لسان «السيد نصر الله» أنه قال: «أتمنى أن أجاهد في اليمن»!
رقعة الحوثيين الجدد في انحسار... هناك حالة تنصل من قبل العديد ممن كان ينسج الأعذار لهم في السابق، كما أن القطيعة من الداخل اليمني في ازدياد رغم القبضة الأمنية والاستخباراتية القاسية، واليوم تبرز إلى السطح مسألة ملحة، وهي مسؤولية المجتمع الدولي الجديدة بعد تحول استهداف المدنيين إلى هدف مستدام لدى الميليشيا، وكان آخره وقوع عدد من الضحايا مثلوا جنسيات 10 دول، واقتحام مقار البعثات الدولية، وأعمال النهب والخطف، والأهم الاستقواء بميليشيا وخبرات «حزب الله»؛ الذي دمر لبنان ويحاول اليوم نقل خبراته التدميرية لصنعاء في محاولة يائسة للتشغيب على أمن واستقرار دول الخليج؛ وفي مقدمتها المملكة.
الإشكالية اليوم ليست في «حزب الله» وزعيمه الذي تمنى الوجود في صنعاء بنفسه، ولا في الحوثيين الذين يستهدفون اليمنيين في أغلى ما يملكون، وهي هويتهم التاريخية؛ بل في تجاهل المؤسسات الدولية حجم الخراب الذي تسببت فيه ميليشيا الحوثي. المجتمع الدولي والقوى الغربية والمنظمات الحقوقية لا تدرك حجم التحولات والتصدعات التي أصابت اليمن، منذ تحول ميليشيا الحوثي إلى ذراع وأداة بيد ملالي طهران.
والحال أن ميليشيا الحوثي الإرهابية أكثر من يدرك يقيناً أن إيران لا يمكن أن تصمد على مستوى الإمداد ولا مستوى التدريب أو حتى المساندة السياسية في ظل المتغيرات الدولية تجاه إيران وتدخلاتها في المنطقة، وحضورها العبثي عبر «حزب الله» في اليمن، وهو ما يعني أن ميليشيات وأذرع ملالي طهران في طريقها إلى الانكشاف التام عسكرياً وسياسياً، وأول من يتوقع أن يتم التخلي عنهم هم الحوثيون أنفسهم الذين لم يعاندوا التاريخ والجغرافيا فحسب؛ بل ما حدث هو انعكاس لتحولات سريعة ومتلاحقة في الهوية الزيدية، ورغبة في تجريف الهوية لليمن، وتلك جريمة الجرائم التي لن يغفرها العقلاء في العالم؛ واليمنيون في مقدمتهم.
الأكيد أن الحالة اليمنية اليوم تعيش تحولات استثنائية بعد حالة الانكشاف التي عززتها تقارير مطار صنعاء وما تم رصده من قبل الاستخبارات السعودية والتحالف، هذا التحول يؤكد أننا لسنا كما يصور الغربيون إزاء نزاع بين أطراف سياسية على الشرعية أو صراع مكونات سياسية على السلطة؛ بل هي حرب استنزاف واستهداف لليمن واليمنيين؛ بهدف الاستقواء بأطراف إقليمية؛ على رأسها طهران، واللعب على ورقة الطائفية واستغلالها في محاولة تدمير تاريخ اليمن وهويته وتنوعه من خلال الحوثيين الجدد الذين يتقاطرون لتدمير اليمن من كل مكان وبأقنعة مختلفة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء الحوثيون الجدد وحالة الانكشاف لمطار صنعاء



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon