نجاحات سعودية المستقبل لمنطق الدولة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

نجاحات سعودية: المستقبل لمنطق الدولة

نجاحات سعودية: المستقبل لمنطق الدولة

 لبنان اليوم -

نجاحات سعودية المستقبل لمنطق الدولة

يوسف الديني
بقلم: يوسف الديني

لا حديث اليوم كالحديث عن الوساطة الصينية والحوار السعودي الإيراني، والمقاربات كثيرة، وأيضاً كثير من الأسئلة المعلقة والجدل حول الخطوة، حتى في الخطابات الغربية. ومن هنا حيث أحضر مؤتمراً في برلين، تلقيت كثيراً من الأسئلة حول ما يحدث، والإجابة تبقى واحدة، لا شيء سوى نجاحات سعودية متكررة، لأنها تؤمن بثوابت ومرتكزات، أهمها أن المستقبل لمنطق الدولة.
صحيح أنه يحسب للصين هذه الخطوة الشجاعة، التي كرّست فيها حضورها الاقتصادي بخطوة عملاقة للوساطة السياسية، لكن نفوذ الصين ودورها ليسا مسألة جديدة. قبل سنوات كثيرة حضرت ورشة مصغرة بحثية في باريس، كان عنوانها يفسر هذا الصعود «تصيين العالم»، وكان التنبؤ بنفوذ متعاظم للصين وتأسيس لاستراتيجية طويلة الأمد بطيئة ومدروسة لتمدد القوة الناعمة الملتبسة برافعة اقتصادية وقدرة مذهلة على ابتلاع الفراغات الغربية في دول العالم النامية ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد تراجع حضور الولايات المتحدة أو اقتصار دورها على لعب دور شرطي العالم عن بُعد، من خلال سياسات الإرغام والعقوبات الاقتصادية، أو الضغط من خلال ملفات حقوقية. واللافت أن بدء الحضور الصيني بنسخته الجديدة حرص على الشراكات الاقتصادية والقوة الناعمة، متجنباً بشكل واضح أي تدخلات سيادية في شؤون الدول؛ ما منحه عامل جذب سياسي، وقيمة مضافة إلى الفتوحات الكبرى على مستوى الذكاء الصناعي والتكنولوجيا، والاستفادة من المنجزات الرقمية في تعزيز مركزية الدولة واستقرارها، وهو ما حول مراكز الأبحاث الغربية وخزانات التفكير إلى خلية نحل، تحاول تخصيص كثير من تحليلاتها وأوراقها صوب المارد الصيني، خصوصاً مع ارتباط نفوذ الصين في منطقة الشرق الأوسط باستثمارات مستدامة مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.
النفوذ الاقتصادي في عالم اليوم هو السلاح الأول المفضل للدول القوية. ولذا؛ نرى مع كل التهديدات الكبرى التي تهدد أمن الخليج ودوله، أنها - بشكل أكثر وضوحاً في السعودية ورؤيتها الاقتصادية - ماضية بقوة في إنجاز المشروعات الاقتصادية، رغم صفيح المنطقة الساخن، مع تعزيز خطوط الدفاع ومشروعات الأمن القومي والردع، من دون الانزلاق في ردود الفعل القصيرة المدى.
على مستوى دول الخليج والسعودية، فإنها تمثل السوق الأكثر أهمية والأسرع نمواً، خصوصاً بعد موجات الربيع العربي ورياحها التي قوضت استقرار دول كثيرة في المنطقة. وتشير التقديرات إلى فرص هائلة بانتظار هذه الدول، مع الاعتماد على تكنولوجيات الذكاء الصناعي الصاعدة. الأمر الذي شرعت فيه السعودية منذ تدشين «رؤية 2030» الطموحة ومخرجاتها الوطنية التي ساهمت في تجاوز تأثيرات أزمات لوجيستية كبرى، خصوصاً بعد جائحة «كورونا» التي قدمت فيها المملكة نموذجاً واعداً على مستوى استخدام التقنية والتكنولوجيا في تقديم الخدمات اللوجيستية عن بُعد، وقبل ذلك التحوّل الرقمي الهائل على مستوى الحوكمة، وتتطلع رغم التحديات إلى خلق أسواق اقتصادية كبرى على مستوى الذكاء الصناعي والرقمنة والريادة على مستوى الشرق الأوسط، خصوصاً في مجال البنى التحتية والخدمات اللوجيستية الذكية والطاقة المتجددة، إضافة إلى المجالات العسكرية والتسليح بخبرات توطين محلية.
سعي الصين الطموح لابتلاع الفراغ في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ودول العالم النامية هو في الأساس جزء من مشروع الصين لإعادة رسم الجيوسياسية الاقتصادية في العالم، ومن دون ادعاءات سياسية أو حقوقية أو أخلاقية، كما اعتادت البروباغندا الغربية على تمرير مشاريعها منذ عقود، خصوصاً بعد حالة التراجع والانكشاف في معالجة مناطق التوتر في العالم وطريقة الازدواجية في تناول ملفات المنطقة وفقاً لاعتبارات اقتصادية محضة.
لكن ماذا عن نجاحات السعودية، وهي الحلقة الأهم في النقاشات التي تحدث، حيث لا يمكن اليوم الحديث عن أي حوار إلا وفق «منطق الدولة» التي ترسخه السعودية كاستراتيجية أساسية، ومعها دول الاعتدال، وهو ما يعني تراجع كثير من الكوارث التي كانت تجعل المنطقة على صفيح ساخن، ومنها الميليشيا وصعودها، فاليوم مع حضور الدولة العاقلة ومنطقها ستتراجع ثقافة وسلطة الميليشيا التي كانت بالأمس أمراً واقعاً في رقعة كبيرة من الوطن العربي والإسلامي، ولا سيما البلدان التي خاضت تجربة ما عرف بـ«الربيع العربي»، وما تلاها لاحقاً من تهشم سلطات مركزية بدءاً من انهيار سلطة الدولة المركزية وصولاً إلى تفسخ عدد من المؤسسات العسكرية والدينية وتراجع قدرتها على ضبط إيقاع الفضاء العمومي والمجتمعي.
منطق الميليشيا الذي ساد المنطقة، ويتوقع أن تحتويه حوارات منطق الدولة، ظل أكبر مهدد للدولة الحديثة، فهو منطق مضاد، لكنه ليس مفهوما فوقياً مفارقاً لها كما هو الحال لجماعات العنف المسلح، التي تتوسل السياسة لتثبيت آيديولوجيتها العقائدية المتطرفة، وبالتالي لا طموح سياسياً لديها، ويمكن تحريكها واختراقها وتوجيهها واستفزازها والتنبؤ بردة فعلها بسهولة، ولا سيما من أجهزة استخبارات عريقة في التعامل مع تلك الجماعات.
حالة الفراغ السياسي، الذي يتحمل المجتمع الدولي الجزء الأكبر فيه، وكذا الولايات المتحدة، بسبب قدرتها على التأثير وحشد قرار سياسي دولي - هي ما تخلق ربيع الميليشيات، وتحول مكونات اجتماعية إلى مجموعات مسلحة قادرة على التأثير.
نجاح السعودية اليوم بالدرجة الأولى يتمثل في الحفاظ على مكون الدولة، وهي مهمة صعبة جداً وتحتاج إلى استراتيجية داخلية ومرتكزات في السياسة الخارجية، إضافة إلى تفهم ودعم دولي، وفي الوقت نفسه بحاجة إلى فهم المكونات السياسية، ولا سيما المعارضة، لفهم ما سيحدث حال انهيار الدولة، هذا الفهم والتفهم غائب في مواقع كثيرة بدول ما بعد الربيع العربي، لكنه الأخطر والأكثر قتامة في الدول التي انهارت وكانت فريسة للميليشيا والجماعات الإرهابية، باستثمارات سياسية من دول ظلت بعيدة عن منطق الدولة.
الحوار خطوة أولى عملاقة وممتازة، لكن يجب أن نكون عقلاء في توقعاتنا، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي، وقال إن الرغبة في الحوار فقط لا يعني التوصل إلى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين، ما تفعله الصين هو محاولة جادة لتعزيز التعايش والأمن المشترك في منطقتنا وعلاقات حسن الجوار بين الدول، وهذا ما يعطيها أهميتها حيث كانت المقاربات الأخرى سابقاً لا تقوم على الرعاية، وإنما محاولة اللعب بطريقة براغماتية لاستغلال الهوة بين عالمين؛ عالم ميليشيوي، وسعودية جديدة عقلانية، تحاول أن تصر على أمرين متلازمين؛ منطق الدولة ورفاهية المستقبل.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجاحات سعودية المستقبل لمنطق الدولة نجاحات سعودية المستقبل لمنطق الدولة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon