لم تكن المرة الأولى التى يذكر فيها المخرج الكبير جمال عبد الحميد تعاطى محمد هنيدى المخدرات أثناء مشاركته فى تمثيل دوره بفوازير (حاجات ومحتاجات)، التى لعبت بطولتها شريهان، ذكر ذلك فى أكثر من لقاء تليفزيونى قبل ندوته الأخيرة بمعرض الكتاب.
هل يجوز أن نحكى كل شىء على افتراض جدلا أن ما يقال هو الحقيقة، أم أن الغرف المغلقة لها قانونها و(المجالس أمانات) كما يقول أولاد البلد؟.
لماذا يفتح النار الآن؟، الواقعة عمرها ثلاثون عاما، حدثت فى (استوديو 10) بمبنى ماسبيرو- أهم استوديو شهد أمجاد التليفزيون المصرى طوال عقود من الزمان، وقت كان وزير الإعلام صفوت الشريف، وممدوح الليثى رئيس قطاع الإنتاج- تميز المبنى بالانضباط الشديد، فهل يصبح وكرا للتعاطى؟.
الحشيش، كما نعرف جميعا له رائحة نفاذة، كما أن الكاميرات ترصد كل شىء، الواقعة هى أن علاء مرسى قال للمخرج جمال عبدالحميد صارخا: (محمد هنيدى مات)، أوقف المخرج التصوير.
وعلمت شريهان بالواقعة وارتدت بالطو على ملابسها حتى تذهب لمستشفى بولاق القريب من المبنى، لإنقاذ زميل شاب، وعلم ممدوح الليثى بالواقعة، فكان معهما فى المستشفى.
بديهى أن أول سؤال يبحث الطبيب المعالج عن إجابته هو سر هذا الهبوط الذى حدث للمريض ووضعه على بعد خطوات من الموت؟ تحليل الدم أول خيط وإذا ثبت تعاطى المريض لمواد مخدرة يتم اتخاذ اللازم فورا.
ومنه إبلاغ الجهات المختصة، ولم يكتف جمال بذكر التعاطى بل أضاف أن شريهان كانت تكره هنيدى وهو الذى فرضه، عليها، ورغم ذلك أنقذته من السجن، وكانت كثيرا ما تذكره بتلك الواقعة.
تواصلت مع شريهان التى أكدت ذهاب هنيدى للمستشفى ومصاحبتها له إلا أنها نفت تماما أنها طلبت من الطبيب ألا يحيل الأمر للنيابة، كل ما كان يعنيها هو إنقاذ حياته، كما أنها لم تعترض على كل الذين شاركوها أعمالها الفنية، خاصة لو كانوا فى بداية مشوارهم، ولو كان لديها اعتراض، لن تطلب بتغيير ممثل مهما كان حجم دوره، بل ستعتذر هى.
وتبقى واقعة تعاطى مخدرات فى المبنى أراها متجاوزة المنطق، حتى لو كان هناك من يفعلها فى بيته، فلا يمكن أن يدخن أحد الحشيش فى المبنى، الفضيحة ستصبح فى لحظات بجلاجل، ولن يجرؤ أحد
على التستر!!.
ما الذى حدث للمخرج الكبير جمال عبدالحميد صاحب العديد من المحطات الفنية الناجحة، قدم فوازير (عالم ورق ورق) لنيلى، شكل إضافة وبصمة خاصة بعد ملك الفوازير الراحل المتوج فهمى عبدالحميد، ثم رشحه سيد حجاب لشريهان فى (حاجات ومحتاجات).
جمال بدأ مشواره مونتيرا ناجحا، شارك فى العديد من أعمال الكبار فى الدراما، وقدم بعدها سهرة درامية تأليف أسامة أنور عكاشة، (تحت الملاحظة) بطولة هالة صدقى وسمية الألفى، وأتذكر أننى كتبت مقالا بعد عرض السهرة قلت إن جمال يقف الآن مع المخرجين الكبار أمثال العلمى وفاضل وأنعام وعبدالحافظ،
وبدأت رحلته الدرامية فى (أرابيسك) و(زيزينيا) و(حلم الجنوبى) و(ريا وسكينة) وغيرها، إلا أن أعماله الأخيرة مثل (العندليب) و(شمس الأنصارى)، شهدت تراجعا.
جمال يحتاج، فى تلك اللحظة، إلى مراجعة شخصية، قبل الفنية، فهو دائم الأدلاء بحكايات حتى لو سلمنا جدلا بصحة بعضها، فإن ذكرها الآن لا يجوز ولا يليق بمخرج كبير، إذا لم يجد ما يقدمه فنيا على الشاشة، فإن عليه ألا يقلب فى أوراقه القديمة، ليبحث عن فضيحة!!.