«المرهقون» لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«المرهقون».. لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»!

«المرهقون».. لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»!

 لبنان اليوم -

«المرهقون» لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لدولة اليمن الشقيق مساحة عميقة من الحب والتقدير فى ضمير كل عربى، اليمن هو بلد الخير والجمال والحضارة والإبداع.استطاع المخرج عمرو جمال أن يضع دولة اليمن على خريطة السينما العالمية، بفيلمه الذى يحمل عنوانا موحيا (المرهقون)، ينتقل الشريط بين المهرجانات محملا بالجوائز بداية من (برلين) حتى (وهران).. إنها المعاناة اليومية التى يعيشها أهلنا فى اليمن الذى نصفه فى كل الأدبيات العربية بـ (السعيد)، بينما الواقع أنه يعيش دائما على حافة الخطر.

قبل أن نواصل الحديث السينمائى دعونا كالعادة أولا نقلب صفحات من الماضى المشرف بين مصر والجزائر، عندما يعزف السلام الوطنى الجزائرى، نقف جميعا احتراما وإجلالا، إلا أن المصرى يضيف إلى كل ذلك إحساسا بالفخر، لأن النشيد الوطنى الذى يحمل اسم (قسما)، من تلحين الموسيقار الكبير محمد فوزى، وكلمات الشاعر الجزائرى مفدى زكريا، لم يكن فوزى هو أول من لحن النشيد، سبقه أكثر من ملحن، لكن سيطر لحن فوزى على قلوب الثوار.. وقبل إعلان الاستقلال بسنوات، كان كل الجزائريين يرددون فى كل التظاهرات التى تطالب بالاستقلال النشيد بلحن فوزى.

عندما سألوا الموسيقار الكبير عن أجره بعد اعتماد اللحن عام ١٩٦٣ كنشيد وطنى للدولة، أجابهم: لن تستطيعوا دفع الثمن، لأنه يساوى انتسابى لهذه الثورة العظيمة، فهو لا يقدر بثمن.

وعندما حلت مئوية الموسيقار محمد فوزى عام ٢٠١٨، تواصلت مع محطة إذاعة الأغانى الرسمية فى مصر، وطلبت من المسؤول أن يقدم يوما خاصا عن فوزى، أجابنى: نحن نحتفل فقط بذكرى الرحيل، قلت له: لكنها المئوية التى لا تحدث فى الزمن سوى مرة واحدة؟ أجابنى: اللوائح لا تعترف بالمئوية.

بينما كان للجزائر فى عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة رأى آخر، منح اسمه جائزة الدولة التقديرية وأطلق على معهد الموسيقى اسم (محمد فوزى)، وتسلم التكريم فى العاصمة الجزائر حفيد الموسيقار الكبير.. إن هذه واحدة من اللمحات الخاصة التى تجمع بين مصر والجزائر.

ونعود للفيلم، الذى شاهدته لأول مرة فى مهرجان (برلين)، المخرج عمرو جمال قدم قبل نحو عشرة أعوام فيلمه الروائى الأول (عشرة أيام قبل الزفة) أيضا أحداثه داخل اليمن، وفيلمه (المرهقون) البطل الحقيقى هو اليمن.

المخرج مدرك تماما الجانب التوثيقى حتى فى الفيلم الروائى، الذى يحفظ للأجيال القادمة ذاكرة المكان، تكشف بقراءة متأنية للشريط أن اللقطات الطويلة هى قانون هذا الفيلم، دائما هى اختيار المخرج الأول ليظل محتفظا بحضور المكان.. إنه أحد العشاق المتيمين بالمدينة التى ولد فيها (عدن)، ولهذا تجدها دائما فى (الكادر).

قد يبدو للوهلة الأولى العنوان (المرهقون) لو قارنته بالمعاناة التى يعيشها الإنسان اليمنى وتحملها لنا يوميا وسائل الإعلام، تبدو الكلمة كأنها تخذل حقيقة المأساة فى صفة تحفف وطأة الألم، تعودنا أن نرى فى الإعلام فيضا من مشاهد الدماء والدمار، يبدو الإرهاق بالمقارنة بحقيقة ما يجرى على الأرض كأنه لحظة استرخاء، إلا أن مدلول الإرهاق وصل بنا إلى المنتهى، معاناة تجاوزت القدرة على التعايش، الأسرة الزوج والزوجة والأبناء الثلاثة، وينتظرون الرابع، ولهذا يقرر الزوجان التخلص منه رحمة به من العذاب الذى ينتظره، لأنهم يعيشون على حد الكفاف، فكيف يضيفون للأسرة عبئا جديدا، البعض بوجهة نظر متعجلة يحاكم الفيلم بمنظور دينى، الإجهاض محرم فى الشرع ومجرّم فى القانون، لم يكن هذا الخط الدرامى هو عمق الفيلم، لكن تداعيات العلاقات داخل الأسرة التى لا تجد سوى الإجهاض حلا.

المخرج الذى شارك أيضا فى كتابة السيناريو مع مازن رفعت، يقدم دائمًا سطحًا ناعمًا للأحداث، أسرة بسيطة تريد أن تتمسك بالحياة، أقصد بأقل القليل من أسلحة البقاء، بينما كل ما يحيط بها يدفعها إلى الانسحاب التدريجى من الحياة.

استطاع المبدع اليمنى أن يعبر عن نفسه من ثقب إبرة، وهو ما فعله المخرج عمرو جمال الذى تمكن من الحصول على تمويل من أكثر من جهة مثل مهرجانى (البحر الأحمر) فى جدة، وأيضا (مالمو) فى السويد، وعدد آخر من الهيئات، وأيضا الأصدقاء المتحمسون للتجربة.

نتوقف أمام الإرادة التى يمتلكها المخرج اليمنى، الفيلم يمنى القضية واللهجة، إلا أنه أيضا استطاع أن يحصل على تمويل من السودان، بمساهمة من المخرج السودانى أمجد أبوالعلا صاحب فيلم (ستموت فى العشرين).

الفيلم يعنيه فقط البشر فى صراعهم من أجل الحياة، وعين المخرج تلتقط كل هذا الجمال والسحر فى المعمار اليمنى، وتحديدا مدينة (عدن)، حيث تجرى الأحداث، السينما حتى لو لم تقصد ذلك بالضرورة ومع سبق الإصرار فهى تحافظ على الحياة وتوثقها. اللقطات الطويلة التى تأخذ مساحات مكانية على (الكادر) تتيح للمخرج، رغم صعوبتها، عمقا من الإضافة تمنح أيضا للمشاهد قدرا لا ينكر من تعدد زوايا الرؤية، فأنت تشاهد وتعيش وتتذوق، بل تشم أيضا رائحة المكان، تتعاطف مع الأبطال بعين راصدة وعقل يقظ.

الإنسان اليمنى لا يريد سوى ضمان المقومات الأساسية للحياة، هذه تكفيه، والمخرج حدد من البداية الهدف، لن يدخل فى جدل فكرى وصراعات سياسية، قضيته أبعد من كل ذلك، ولأن أيضا السياسة بكل تفاصيلها تعبر عن لحظة آنية، قد تتغير المعادلات على أرض الواقع فى أى توقيت آخر، ليصبح ما نراه على الشاشة خارج الزمن، ويبقى الإنسان. وهذا هو تحديدا رهان المخرج على الإنسان.

عمرو بذكاء يضع عينيه فقط على الإنسان، لم يشارك، أو بالأحرى، لم يبدد طاقته فى معركة يجد نفسه فى النهاية مثخنًا بالجراح، التداخلات السياسية معقدة جدا، والأعمال الدرامية التى دخلت كطرف فى تلك المعارك الجدلية لم تصمد طويلا، وصار الخط السياسى بالنسبة لها مثل الرمال الناعمة، التى تجذب من يقف عليها ليجد نفسه قد غرق تحتها.

«المعاناة اليومية» هذا هو الهدف وهو بالضبط ما قدمه عمرو جمال، حتى مشاكسات الأمن وقوات الجيش للمواطن نراها جزءًا من الحياة، وتعمد ألا يضع خطًا فاصلًا بينها وبين ممارسة طقوس الحياة، فهو يمسك بذكاء بالخط الاجتماعى: زوج وزوجة وثلاثة أطفال، ينتظرون الرابع الذى يعنى زيادة فى المعاناة، إلا أن كل ذلك لا يشكل سوى إطار شكلى فقط لما يريده المخرج بهذا الشريط الذى ينضح صدقًا.

ليظل هذا الشريط نابضًا بالحياة التى نسعى لأن يعيشها قريبا أهلنا فى اليمن، الفيلم كبناء، برغم أنه يتبنى تقديم المعاناة، إلا أنه يزرع فى نفس اللحظة إحساس المقاومة داخل كل منا لمناصرة الحياة.

نجد أنفسنا جميعا مع نهاية العرض نتمنى أن نرى فى القريب العاجل (اليمن السعيد) سعيدا بحق وحقيق!!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المرهقون» لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق» «المرهقون» لمحة من اليمن الذي نتمنى أن يعود «سعيدًا بحق وحقيق»



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon