عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

 لبنان اليوم -

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ارتدى رئيس مهرجان وهران السينمائى عبد القادر جريو (الكوفية) الفلسطينية، ألقى كلمة الافتتاح ووجه التحية للشعبين الفلسطينى واللبنانى، ولم يلغ مثلًا الفرقة الموسيقية ولا الغناء وقبلهما السجادة الحمراء، لم يشعرنا أننا نقوم بفعل شائن، عندما نحضر مهرجانًا سينمائيًا أو غنائيًا فهذا لا يعنى أننا نسينا أو تناسينا، أو كما يحلو للبعض أن يردد (وطى شوية صوت الراديو حتى لا يسمعك الجيران) كان ينبغى أن يقام مهرجان (وهران) للسينما العربية فى موعده، عدد من الأصوات فى عالمنا العربى، ومنذ العام الماضى كان يعلو صوتهم بالرفض.

ولهذا أطفأنا العديد من المصابيح التى هى المعادل الموضوعى للمهرجانات، فى مهرجان وهران تم تكريم نجمين كبيرين، المخرج اليونانى (كوستا جافراس) 91 عامًا وزوجته المنتجة التى تصغره بسنوات قليلة (ميشيل راى) ومن الجزائر محمد الأخضر حامينا 94 عامًا المخرج العربى الوحيد الحاصل على سعفة (كان) الذهبية، والنجم المصرى محمود حميدة الذى أتم قبل أشهر قليلة السبعين ولا يزال فى الملعب محافظًا على لياقته الإبداعية وحصلوا جميعًا على جائزة (المهر الذهبى التذكارية) عن حصيلة مشوار العمر.

بعد ٧ أكتوبر، بداية من مهرجان (الموسيقى العربية)، ثم (القاهرة السينمائى)، وفى تونس (قرطاج) وفى الجزائر (عنابة) وغيرها، توقفت تقريبًا كل المهرجانات، أفلت مهرجان (الجونة) من هذا القرار، لأنه يتمتع بمرونة فى الحركة، وبالتالى حرية اتخاذ القرار، حيث إنه لا يحصل على دعم مادى من الدولة، ولا أتصور مثلًا أن حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، كان مقتنعًا بقرار إلغاء المهرجان الدورة الماضية، ولكن كان لزامًا عليه أن يلتزم برأى الدولة.

قرر الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) ومعهما الرئيس التنفيذى للمهرجان عمرو منسى إقامة الدورة بعد تأجيلها أكثر من مرة، إلا أنهم أيضًا وضعوا العديد من الممنوعات والمحاذير.

يومها طلبت أن نتذكر فقط ما الذى فعلته أم كلثوم بعد هزيمة 67، عندما جابت المحافظات المصرية، ثم الدول العربية وانتقلت إلى فرنسا وغنت الكثير من رصيدها العاطفى ووجهت الحصيلة للمجهود الحربى، وهو نفس ما فعله أيضًا عبدالحليم.

السلطة السياسية ممثلة فى الرئيس جمال عبدالناصر أعطت توجيهاتها للإذاعة المصرية وكانت وقتها فى عز قوتها وسطوتها أن تقدم للجمهور الضحك لمجرد الضحك، وهكذا استمع المصريون فى رمضان بعد الهزيمة بأشهر قليلة إلى مسلسل (شنبو فى المصيدة) بطولة شويكار وفؤاد المهندس ويوسف وهبى، وغنوا فى المقدمة (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو) على طريقة (البارودى) الساخرة التى تعنى الوجه الآخر.

الأصل أنها أغنية وطنية (بلدى يا بلدى، بلد الأحرار يا بلدى)، كلمات مرسى جميل عزيز وتلحين كمال الطويل، كتب عليها الشاعر فتحى قورة الكلمات الساخرة بنفس لحن الطويل الذى أشرف بنفسه على تسجيل الأغنية بأصوات فؤاد وشويكار ويوسف بك وهبى، ولم نر اعتراضًا من أحد، رغم أن الهزيمة كانت أعمق جرح عاشته مصر والعرب، أدرك عبدالناصر أن المطلوب هو ألا نستغرق أو بالأحرى نستسلم للأحزان.

حكى لى الإذاعى الكبير أحمد سعيد أنه بمجرد أن حل يوم 9 يونيو وباتت الهزيمة معلنة فى كل أنحاء العالم، كانت تقريبًا كل القيادات فى مبنى ماسبيرو ترى أن تنضم كل موجات الإذاعة والتليفزيون ولا تقدم عبر موجاتها سوى القرآن الكريم.

أصغر عضو فى تلك اللجنة الإذاعية نادية توفيق المتخصصة فى البرامج الغنائية والموسيقية، قالت لهم إن الموسيقار محمد فوزى سجل قبل رحيله بأشهر قليلة بصوته أغنية (بلدى أحببتك يا بلدى)، وكلها حب فى الوطن بلا دموع أو آهات وصارت هى الأغنية المعتمدة قبل أن يقدم بليغ حمدى والأبنودى وعبدالحليم (عدى النهار).

فى هذا العام كان عدد من الأصوات مع اختلاف أهدافها كانت ترى أن الصمت هو الحل، وعلينا أن نعلنها صراحة لا وقت للسينما بينما الدماء العربية تنزف فى غزة وجنوب لبنان، ليس أمامنا سوى إقامة سرادق عزاء ثم انتصر صوت العقل، السينما أحد أسلحة المقاومة، وفى غزة لم تتوقف الكاميرا عن رصد ما يجرى وأقيم مهرجان فى (غزة) ليوثق الوحشية الإسرائيلية، المقاومة أيضًا بالكاميرا.

فى العام الماضى كنت أحد الأصوات القليلة بل النادرة التى رفضت أن نتشح جميعًا باللون الأسود ونطفئ كل الأنوار، وسلمنا أنفسنا للحزن باعتباره سلاح المقاومة الوحيد.

مهرجان وهران يعود بعد توقف دام ست سنوات للساحة العربية وهو متخصص فى السينما العربية، السؤال: هل نحتفى فى الشارع العربى بالسينما العربية؟ المهرجانات العربية تمنح لها مساحات مثل (وهران) فى الجزائر، (أبو ظبى) و(دبى) فى دولة الإمارات العربية، التى ظلت طوال سنوات إقامتها تضع السينما العربية فى مقدمة المشهد، و(العين) الذى يولى اهتمامه بالدرجة الأولى بالسينما الإماراتية أولًا إلا أنه لا يغفل أبدًا توجهه العربى.

(قرطاج) بتونس مهرجان عربى إفريقى، (القاهرة) يقيم مسابقة عربية (آفاق) بجوائز خاصة ومتنوعة و(الجونة) و(جدة) وغيرها تمنح السينما العربية مساحات معتبرة من الجوائز، ورغم ذلك لا تزال السينما العربية تعيش فى مأزق، وتواجدها أو حتى اقتناصها للجوائز فى المهرجانات الكبرى لا يعبر عما تستحقه حقيقة من قيمة، من الممكن مثلًا أن تقارن السينما الإيرانية بالسينما العربية لتكتشف أن إيران نالت عددًا أكبر من الجوائز فى المهرجانات الكبرى بالقياس بكل دول العالم العربى.

إلا أننا بعيدًا عن المهرجانات، لن نجد حضورًا واضحًا للسينما العربية فى الشارع العربى، إلا فى القليل النادر، حيث تُعرض أحيانًا أفلام مصرية أو لبنانية بدول الخليج العربى، بينما نلاحظ خفوت هذا الحضور فى أغلب البلدان العربية.

السينما العراقية مثلًا نادرًا ما نجدها فى دور العرض، رغم أنها واحدة من أعرق السينمات الراسخة عربيًا، كان للعراق مؤسسة سينمائية لها بعدها القومى، وليس فقط الوطنى، وأنتجت لأكثر من سينمائى عربى بحجم صلاح أبوسيف (القادسية)، وتوفيق صالح (الليالى الطويلة) وغيرهما، تقلص كل شىء مع الزمن وندرت السينما التى تدعمها الدولة، خاصة بعد أن واجه العراق العديد من المعضلات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلا أن السينمائى عادة لديه أسلحة للبقاء، وفيلم (شارع حيفا) للكاتب والمخرج مهند حيال الذى يعرض هذا العام فى وهران ضمن أفلام عراقية أخرى، حيث إن هذا العام مخصص للسينما العراقية- دليل موثق على ذلك، ونكمل غدًا رحلتنا من (وهران)!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة» عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:40 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon