هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة!

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة!

 لبنان اليوم -

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

مرت فى هدوء ذكرى الفنانة القديرة هند رستم.. مساحة هند على الشاشة كانت ولاتزال فارغة لأسباب يختلط فيها الفنى بالاجتماعى.. هند شكلت حالة خاصة بين كل النجمات اللاتى ظهرن مع نهاية عقد الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، هى الأكثر جرأة فى التعبير عن الأنوثة، لم يكن الأمر مجرد أداء صوتى أو حركى ولا حتى ملامح تفيض بسحر الجاذبية، كل تلك التفاصيل من الممكن أن ينتهى مفعولها بعد فيلم أو ثلاثة، ما تبقى هو العمق.

اختيار صائب جدا من الناقد الأمير أباظة لتصبح صورتها هى (بوستر) مهرجان الإسكندرية هذه الدورة التى تحمل رقم ٤٠.. ناهيك عن خصوصية هند، فهى أيضا ابنة الإسكندرية، المدينة التى لم تتوقف عن منحنا العباقرة والاستثنائيين، فى الموسيقى والسينما والشعر والفنون التشكيلية.. هند من الممكن ببساطة أن تتجسد أمامك فى لوحة أو قصيدة أو قطعة موسيقية.

كثيرة هى الأفلام التى تألقت فيها هند، ومن خلالها ترسم لها بورتريها بالكلمات، إلا أننى أتوقف هذه المرة أمام فيلمين، لم تكن هى البطلة المطلقة، ولكن حمل الفيلمان سر هند رستم، الفيلمان (أنت حبيبى) ١٩٥٧ يوسف شاهين، و(إشاعة حب) ١٩٦١ فطين عبدالوهاب.

الفيلم الأول ثلاثة أبطال «فريد الأطرش وشادية وهند رستم»، الفيلم به (دويتو) خفيف الظل (يا سلام على حبى وحبك) يجمع بين شادية وفريد، وكان ينبغى أن تنجح أيضا هند رستم فى تقديم (دويتو) تستبدل فيه الصوت بالحركة الجسدية، وهكذا لن تنسى أبدا (يا مجبل يوم وليلة)، صوت وألحان فريد ورقص هند فى قطار بالدرجة الثالثة، بهذا الفستان البسيط الذى يغطى كل الجسد، ورغم ذلك أتقن التعبير ببساطة عن الأنوثة، رشق هذا المشهد فى الذاكرة.

فى نهاية الفيلم، كان ينبغى أن يتوازى الثلاثة «فريد وشادية وهند» وجاءت فكرة أغنية (زينة)، وأثبتت هند عمليا أن البطولة تقبل القسمة على ثلاثة، جاء حضورها طاغيًا، وتحول الجسد إلى قطعة موسيقية، وستكتشف أن الفيلم التالى مباشرة ليوسف شاهين (باب الحديد) ١٩٥٨ منح هند دور البطولة (هنومة)، الذى احتل مكانة متميزة فى تاريخ السينما المصرية.

الفيلم الثانى (إشاعة حب) ١٩٦١، اخترقت هند بحضورها الأنثوى حاجز الشاشة، لتصبح هى الحلم المستحيل الذى يسكن خيال ملايين الرجال. أدت هند رستم باقتدار ملامح الصورة الذهنية لهند رستم لتنتقل من الشاشة إلى الشارع.

هند فى حياتها لها خصوصيتها، مثلا فى شهر رمضان تعودت أن تتولى بنفسها خدمة تقديم طعام الإفطار لكل من يعملون فى منزلها.. لا تمنحهم فقط مبالغ إضافية أو شنطة رمضان لكنها تقف على خدمتهم، وبعدها تبدأ إفطارها!!

حالة استثنائية فى تفاصيل حياتها المنزلية مثلما هى بين كل النجمات عبر الشاشة.. كان الهدف فى البداية هو صناعة نجمة موازية لأسطورة هوليوود «مارلين مونرو» مثلما تجد أن عددًا كبيرًا من نجوم السينما فى ذلك الزمان كانوا تنويعات على نجم هوليوود «كلارك جيبل».. «هند رستم» لم تكن أبدًا صورة من أصل، كانت هى الأصل، تخطف الكاميرا بلمحة أو نظرة، وبقدر لا ينكر من الكسل الذهنى أطلق عليها النقاد فى مصر (مارلين مونرو الشرق)، على اعتبار أنهم يرفعونها درجة، ولم يدركوا أنهم يهبطون بها درجات.

فى فيلم (غزل البنات) ١٩٤٩ هى تلك الفتاة الحسناء الشقراء التى تركب الخيل خلف «ليلى مراد» وهى تغنى «اتمخطرى يا خيل» كانت عين مخرج الفيلم أنور وجدى قد وضعتها فى عمق الكادر، حتى لا تسرق الكاميرا، ولكنها فرضت نفسها لتحصد بعدها بطولة ٨٠ فيلمًا ولم تتنازل أبدا عن المقدمة!!.

كانت تتابع الذى جرى للكبار أمثال «عماد حمدى» و«مريم فخر الدين» عندما تراجعت أسهمهما وتقلصت مساحة دوريهما، وعرض عليها «على بدرخان» الاشتراك فى بطولة (الكرنك).. أصرت أن يسبق اسمها «سعاد حسنى»، ورشحها أستاذها «حسن الإمام» لبطولة «بالوالدين إحسانًا» واشترطت أن يسبق اسمها «فريد شوقى».. «هند» لا تبالغ فى تحديد مكانتها بل تنشد المنطق وتحترم التاريخ.. أتذكر أن (مهرجان القاهرة) فى مطلع التسعينيات قرر تكريمها، فقالت لسعد الدين وهبة رئيس المهرجان «شادية» تسبقنى زمنيًا، وهى الأحق منى واعتذرت عن التكريم حتى لا تتخطى «شادية».. بينما على الجانب الآخر فى (مهرجان الإسكندرية) عندما تأخر المهرجان عن تكريمها لم يراعوا وقتها التاريخ اعتذرت، وأتصور أن (بوستر) هذه الدورة فى (الإسكندرية) يحمل فى معناه التكريم الذى تستحقه!!

النظرة الضيقة لهند رستم هى أن نقول إنها تساوى الإغراء، الصحيح أن نقول «هند رستم» تساوى الأنوثة، والفارق شاسع، «هنومة» فى رائعة يوسف شاهين «باب الحديد» ليست غواية أو إغراء بجردل الكازوزة ولكنها الأنوثة. الصراع بين رهان الرقة الذى سيطر على نجمات التمثيل فى ذلك الزمان «فاتن» و«ماجدة» و«مريم» و«شادية» و«سميرة» كان يقابله على الجانب الآخر وبأسلوب منفرد أنوثة «هند رستم»!!

بصمة خاصة داخل الأسانسير فى «بين السماء والأرض» لصلاح أبوسيف فى مساحة مكانية لا تتجاوز مترين إنها الأنوثة قبل الإغراء دائمًا.

ابتعدت «هند» عن الحياة الفنية أكثر من ٣٠ عامًا، وكانت هى صاحبة القرار، وليس كما هو منشور على (النت) تنفيذا لرغبة زوجها الطبيب الشهير محمد فياض، هند هى صاحبة القرار.

إلا أنها لم تغب أبدا عن المشهد، ظلت متابعة لما يجرى وتدلى برأيها عبر الصحافة، وأيضًا كان صوتها حاضرًا فى البرامج الإذاعية والتليفزيونية، وكثيرا ما شرفتنى بمكالمات تليفونية، نتبادل الرأى فى الحالة الفنية وأغلبها نوع من (الفضفضة).

تمكّن الصديق الصحفى والإعلامى الكبير «محمود سعد» من تسجيل حوار بالكاميرا قبل رحيلها بعامين فى برنامج (البيت بيتك).. لم تقترب الكاميرا منها إلا بتردد، وبمسافة ولفترة زمنية محدودة، وكتبت أن ظهور «هند رستم» كان نصف ظهور، وأرسلت لى ابنتها الوحيدة (بسنت) ردًا، وكأنها تعبر عن رأى «هند»، ونشرته وعقبت عليه، واكتشفت أن هذا كان أقصى ما يمكن أن نحصل عليه من «هند» حتى لو لم يشف غليلنا واشتياقنا.

ورحلت هند أيضا فى شهر رمضان، وأتصورها أنها كانت حريصة حتى اللحظة الأخيرة أن تقف على خدمة من يعملون بمنزلها فنانة استثنائية وإنسانة استثنائية!!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة هند رستم اخترقت الخط الفاصل بين الرقة والأنوثة



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon