كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات

كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات

 لبنان اليوم -

كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات

فهد سليمان الشقيران
بقلم : فهد سليمان الشقيران

تروّج عبر الميديا، وبعض الاستشارات، وجل الأطروحات الفكرية أكذوبة نهاية «الإخوان». والواقع أن هذه الفكرة خطيرة، بل جدّ خطيرة، فـ«الإخوان» وأذرعتهم من الصحويين يعيشون في حالة من الكمون، وهذا عنوان كتاب حديث أصدره مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي، وهو كتاب راهنٌ ومهم. تناول كتاب مركز المسبار للدراسات والبحوث في كتاب «كمون الإخوان: اختراق المنظمات والاقتصاد والمعرفيات» (الكتاب الحادي والتسعون بعد المائة، نوفمبر «تشرين الثاني» 2022)، النُهج المختلفة التي استخدمتها جماعة الإخوان، لاختراق المجتمعات عبر: توظيف المنظمات، والسيطرة على الأحزاب السياسية، وسعيها للهيمنة الثقافية والاقتصادية باختراع مؤسسات وكيانات موازية للدولة من جهة، وتوظيف نظريات معرفية للعبث بصناع المحتوى الأكاديمي الغربي من جهة أخرى. بدأت دراسات الكتاب بالمسار التعليمي والثقافي، فرصدت دراسة أولى، للباحث طارق أبو السعد، استهداف الجماعة للمدارس الابتدائية تحديداً، رغبة في التحكم في تشكيل وعي التلاميذ في هذه المرحلة العمرية، كما عمل حسن البنا على توظيف أنواع التعليم «اللاصفي» في التجنيد، وتطويره بعيداً عن رقابة المجتمع ومؤسسات الدولة الرسمية. وقسّمت الدراسة مشروع الجماعة لفرض الهيمنة الثقافية إلى سبع مراحل رئيسية بدأت مع البنا عام 1928، وانتهى الرصد بسقوط حكم الجماعة إثر «ثورة 30 يونيو (حزيران)» 2013. ففصّلت الوسائل التي تبنتها الجماعة، لاختراق العملية التعليمية في المراحل كلها، بداية من تجنيد الطلاب، مروراً بالتأثير في المعلمين، وليس نهاية بالسيطرة على الوزارات المعنية بالتعليم والثقافة والمناهج التعليمية. تطرق الكتاب إلى توظيف الجماعة الأدبيات الجديدة، ومحاولة مواكبتها لتعزيز هيمنتها الثقافية، فناقش الباحث والأكاديمي وائل صالح، خطابات ليبرالية ويسارية وقارنها مع الخطاب الإخواني، مركزاً على مصطلحي «اليقظوي» (wokeism) و«الصوابية السياسية» وتوظيفهما، لتقديم صورة يتم عبرها السعي لخلق مقبولية ولو شكلية للأفكار والمواقف الإخوانية، خصوصاً في السياق الغربي، ومجتمعه المدني.

عرضت دراسة تاريخ العمل الأهلي في مصر، بداية من نواته التي انغرست عام 1821، ثم توسعت بعد تأسيس «الجمعية الخيرية الإسلامية» عام 1878، وجمعية «المساعي الخيرية القبطية» عام 1881، وتمددت على إثر دستور عام 1923، فاستغلته جماعة الإخوان منذ تأسيسها في القرن الماضي، وتواصل رصد الدراسة وصولاً إلى استغلال التنظيم الإخواني لأزمة التمويل الأجنبي بعد عام 2011، إذ قدم مشروعاً جديداً لمنظمات المجتمع المدني، يتيح له الهيمنة عليها بشكل قانوني. تضع الجماعة جل اهتمامها التجنيدي بتطويع أدوات قيادة وتنظيم المجتمع الأهلي، بما فيها الروابط والنقابات الرياضية، فناقش الباحث المصري أحمد الجدي الجذور التاريخية والنماذج الحية لاستغلال الروابط التشجيعية في مصر، التي انتظم فيها الرياضيون، فأرّخ لظهور الألتراس (Ultras)، ومدى تأثير روابطها التشجيعية في حقبة ما بعد يناير (كانون الثاني) 2011. لاحقت الدراسة اهتمام التنظيمات الإخوانية، بتوظيف الروابط في المعارك السياسية، فتعقبت محاولات الاختراق والاحتواء، وصولاً إلى إشارات التجنيد والتوظيف في المعارك السياسية، مستشهدة بالمشاركة في الاعتصامات الإخوانية والتظاهرات. تطرح دراسة الباحثة سوزان حرفـي، فرضية اختراق الإخوان للأحزاب السياسية الليبرالية والقومية والشيوعية في مصر، بهدف جمع المعلومات عن قادتها وتحركاتهم والتأثير في سياساتها من جهة، والقيام بأعمال عنف من جهة أخرى. يلاحظ من الدراسة حرص الجماعة على توسيع طيف حضورها في أجسام سياسية وثقافية متباينة، والإصرار على زعم وجود اختلافات في مستويات الإيمان بالأفكار، باعتبار هذا الزعم من مصادر توليد الفرص، لتحرك الكوادر المتلونة. لذا، ناقش الباحث أحمد فؤاد فرضية وجود «جناحين» داخل جماعة الإخوان: أحدهما «دخيل» يمثل نهج سيد قطب، المتطرف والتكفيري والداعي للعنف، والآخر «أصيل» يمثل خط البنا والتلمساني، وهي فرضية تُستخدم لزعم وجود جناح إصلاحي يمكن التعاون معه.
لاحظت الدراسة تبني الجماعة خيار العنف والمواجهة، واستخدامها الخطاب المراوغ وفق مقتضيات وظروف كل مرحلة، من البنا إلى قطب إلى يوم الناس هذا، واعتمدت على الآيديولوجية القطبية المستوحاة من كتابات البنا ورسائله. أكد الباحث تلازم الخطين: التلمساني والقطبي، بدليل خلو مجلة «الدعوة» التي نشطت في عهد المرشد الإخواني الثالث، من أي انتقاد لقطب، وحشدها النصوص التي برر بها التلمساني أفكار قطب التكفيرية، مستحضراً بنود لائحة الجماعة عام 1982. لقد لزمت الجماعة خطاب المظلومية المزعوم، والمسار القطبي الذي غطاه الباحث كريم شفيق. لا تكتمل أدوات الهيمنة والاختراق، دون القطاع الاقتصادي، وفي هذا المسار تطرق الباحث عمرو عبد المنعم إلى الاقتصاديات الموازية لدى جماعة الإخوان، واستغلالها جهات عدة ترفع شعارات إسلامية مثل شركات توظيف الأموال في مصر في حقبة الثمانينات. تلاحظ الدراسة استغلال التنظيم سياسة الانفتاح في مصر في السبعينات من القرن المنصرم، فتمكن من بناء «البرجوازية الإخوانية»، وتحول إلى شركة عائلية بالوراثة والمصاهرات، وأنتج أدوات تأثير رأسمالية تم عبرها السعي لفرض نفوذ ثقافي أدى إلى تأسيس 350 دار طباعة، وحوالي 400 دار نشر في مصر وحدها. بدوره، شرح الباحث منير أديب تعامل الإخوان مع ثورة 30 يونيو من الناحية الاقتصادية. ورغم مصادرة الدولة المصرية العديد من أنشطة الجماعة، لكنها لم تكن سوى رأس جبل الجليد، فحاولت الدراسة الإجابة عن مكان أموال التنظيم بين بقائها في مصر، أو تهريبها إلى الخارج، وأدوات إدارتها.
خلاصة الكتاب تقول إن الإخوان وأذرعتهم اليوم في العالم بحالة كمون بسبب الحزم السياسي، ولكن لم ينته هذا التنظيم، والواجب علينا جميعاً ألا نطمئن ونقول إن هذا التنظيم قد انتهى، لا بد من الاستمرار في الهجوم على هذا التنظيم بغية سحقه تدريجياً. تنظيم عمره قرن من الزمان تغلغل في مؤسسات ووزارات لا يمكن اجتثاثه بسهولة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات كمون «الإخوان» وأحاديث النهايات



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon