الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق
ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلاً بدء تشغيل أول محطة صينية لمراقبة الغلاف الجوي في القارة القطبية الجنوبية وفاة الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري بعد معاناة طويلة مع المرض وفاة أسطورة التنس الأسترالي نيل فريزر عن عمر يُناهز 91 عاماً نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل
أخر الأخبار

الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق

الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق

 لبنان اليوم -

الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق

فهد سليمان الشقيران
بقلم : فهد سليمان الشقيران

قبل أيام كتب الأستاذ توفيق السيف مقالة مهمة بعنوان: «هل يمثل الذكاء الصناعي تهديداً للهوية؟». وهي مقالة كعادة أبي المجتبى تحرّض على الأسئلة أكثر مما تقدم الأجوبة، على طريقة الفلاسفة. وأمس كتب مقالاً لافتاً عن الموضوع نفسه تحت عنوان: «غداً نتحرر من الخوف».

يقول الدكتور توفيق السيف في المقال الأول، فيما يُحتمل أنها خلاصة لفكرته: «الذكاء الصناعي يؤذن بظهور اقتصاد جديد لم يسبق أن جرى تعريفه ضمن الثقافة ومنظومات القيم الخاصة بالمجتمع. وبالتالي فهو لا ينضوي تحت المنظومة الأخلاقية والعرفية القائمة. في هذه الحالة ستكون أخلاقيات وتقاليد الاقتصاد الجديد متأثرة بالمجتمع الجديد، مجتمع الشبكة حسب التصوير الذي اقترحه مانويل كاستلز، والذي يتألف من الأشخاص كافة الذين نتواصل معهم على نحو شخصي أو ثقافي أو اقتصادي، بواسطة الشبكة وباستعمال منطقها وأدواتها.

نحن إذن بصدد مفاهيم جديدة لتعريف الذات وأخلاقيات التعامل ومعنى الاختلاف بينك وبين الآخرين، أي معنى الآخرية.

تشير كل من هذه المواقع الثلاثة إلى نقطة اشتباك بين مكونات الهوية الموروثة ومؤثرات - تحديات العالم الجديد، في مرحلة تواصل مكثف يقودها الذكاء الصناعي. ما زلنا بحاجة إلى دراسة أعمق لهذه المسألة. ولعلنا نعود لمراجعتها مرة أخرى في المستقبل القريب».

هذا القول يُعيدنا إلى نقاش طويل حيوي نشب قبل قرن من الزمان حين كان حكماء البشرية يتلصصون على المستقبل، محاولين التنبؤ بمصائر التقنية وآثارها على بني الإنسان.

في آخر القرن العشرين طرح نيتشه انتقاداته لـ«عصر الآلات»، التي تجعل «الحشود آلة نمطية واحدة، يذوب فيها دوارها الفرد، وتحوّله إلى أداة استعمال لتحقيق بغية واحدة».

هيدغر جاء من بعده ليدرس علاقة «التقنية بالعالم» وليخصص جزءاً من بحوثه المتعددة لهذا الغرض، حتى في كتابه الأساسي «الوجود والزمن» 1927 نراه يطرح ومضات عن استفهامه، وهذا أكدت عليه مراراً، أن هذا مما جعل لوك فيري -في مقالة له- يجعل من مناقشة هيدغر ماهية التقنية «الخيطَ الناظم لمناقشة هيدغر للحداثة»، إذ عدّ التقنية كتمظهر هي أساس الحداثة وعصبها الرئيسي.

بينما لوك فيري يرى أن تفكير هيدغر تعمق بالتدريج في هذه المسألة، خصوصاً من خلال تحديد طبيعة علاقة التقنية بالعالم من حيث هي علاقة استفسار ومساءلة، ففي دراسة هيدغر عام 1937 حول نيتشه و«العَود الأبديّ» نراه يشير إلى «الأسلوب التقني للعلوم الحديثة» وإلى «العقل الحسابي» الذي يحكم التقنية. كما جمع هيدغر في محاضرته سنة 1938 تحت عنوان «عصر تصورات العالم» كل العناصر لما سيعده فيما بعد «تأويلاً أو فهماً تكنولوجياً لعصرنا»، فهو يصف في محاضرته هذه «التقنية الممكْننة» بأنها «الظاهرة الأساسية للأزمنة الحديثة».

أما في كتابه «الوجود والزمن» فقد تطرق إلى هذه المسألة حينما تحدث عن التحلل والانحطاط من حيث هو عالم الانشغال، فهو يقول إن «الطبيعة بالنسبة للذات المنفتحة (الدازاين) هي مخزن من الخشب، وإن الهضاب هي مستودع من الصخور، وإن النهر قوة محرّكة مائية، وإن الهواء نافخ ودافع الزوارق الشراعية».

بينما يعبّر عن ذلك الغول القادم، نعوم تشومسكي، بمقال رأي نشره مؤخراً على مجلة «نيويورك تايمز» بتعاون مع اثنين من الأكاديميين، هما البروفسور في اللغويات في «جامعة كامبريدج» الدكتور إيان روبرتس، والفيلسوف الذي يشغل أيضاً منصب مدير قسم الذكاء الصناعي في شركة التكنولوجيا «أوشنايت» الدكتور جيفري واتومول، وقد تناول المقال برامج الذكاء الصناعي كـ«شات جي بي تي» و«Bard» و«Sydney» وإيجابياتها وسلبياتها واختلافاتها مع الذكاء البشري، قائلاً: «قد تكون مفيدة في بعض المجالات الضيّقة (في برمجة الكومبيوتر، على سبيل المثال، أو في اقتراح القوافي للأشعار الخفيفة)، إذ نعلم من علم اللغويّات وفلسفة المعرفة أنّها تختلف اختلافاً عميقاً عن كيفيّة تفكير البشر واستخدامهم للّغة. تضع هذه الاختلافات قيوداً كبيرة على ما يمكن أن تفعله هذه البرامج، مما يعني أنها مقيدة بقصورٍ لا يمكنها تجاوزه».

بل يرى تشومسكي أن العقل البشري ليس مثل «تشات جي بي تي» وأمثاله من برامج الذكاء الصناعي، فهو ليس محركاً إحصائياً، و«لا يلتهم مئات التيرابايت من البيانات، ولا يستنبط استجابة المحادثة الأكثر احتمالاً، أو الإجابة الأكثر احتمالاً لسؤال علميّ، بل هو نظام فعّال ويقدّم إجابات بديعة ومدهشة، ويعمل بالاعتماد على كمّيّات صغيرة من المعلومات»، حسب الترجمات المتداولة والمتزاحمة للمقالة باللغة العربية.

لكن السؤال: هل الذكاء الصناعي سيدمّر الثقافة؟ وهل المنصات باتت شعبوية ومقلقة؟

يجيب الأستاذ مشاري الذايدي بمقالة له بعنوان: «الأستاذ المحترم (تيك توك)»، بقوله: «ثانياً ليس صحيحاً أنه لا يمكن الاستفادة من هذه المنصات مثل (تيك توك) في ترويج وإنعاش صناعة الكتاب وعادة القراءة. إذن الخلل موجود في مكان آخر، وهو الإخفاق في تصميم الطرق المناسبة من أجل إيصال عربات الكتاب إلى محطات الشباب على مترو السوشيال ميديا. ثمة خلل عميق لدى القائمين على صناعة النشر والكتاب في أمور؛ أولاً وجود (الشغف) بصناعة الكتاب والقراءة، وثانياً وجود (الفهم) الحقيقي لمحركات هذه الصناعة... وفوق هذا كله وجود (رؤية) عليا، لا تنطلق من حسابات تجارية وتسويقية خفيفة وبحتة فقط».

الخلاصة أن التحولات التقنية أقوى من طاقة البشر؛ ثمة من يتوهمون أن المواعظ التربوية هي الأساس؛ لقد حلّت التقنية محل التربية، والعبء اليوم جد كبير على المؤسسات ذات البعد الذاتي وبخاصة البيت.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق الذكاء الصناعي ومشكلات الهوية والأخلاق



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 لبنان اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 لبنان اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 14:16 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 14:46 2020 الخميس ,26 آذار/ مارس

ظهور أول إصابة بكورونا داخل "البارصا"

GMT 10:49 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم بإطلالات خريفية محتشمة

GMT 17:55 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

انخفاض سعر ربطة الخبز في لبنان ورفع وزنها

GMT 21:00 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

اهتمامات الصحف البريطانية الخميس

GMT 18:38 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

عن كايروس فلسطين في زمن الميلاد

GMT 14:20 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

6 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سلطنة عمان

GMT 12:51 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

السيسي وثورة بيضاء على إعلام "الثرثرة"

GMT 19:54 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"عبر الغيوم" ناسا تشرح قصة صورة الصاروخ الذي اخترق السحاب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon