طارق رمضان دعوى تحوّل الإسلام السياسي
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

طارق رمضان... دعوى تحوّل الإسلام السياسي

طارق رمضان... دعوى تحوّل الإسلام السياسي

 لبنان اليوم -

طارق رمضان دعوى تحوّل الإسلام السياسي

بقلم : فهد سليمان الشقيران

في 20 سبتمبر (أيلول) 2011 ألقى طارق رمضان محاضرة بعنوان «مستقبل الإسلام السياسي في العالم العربي»، طُبعت لاحقاً في كتيّبٍ صغير. ولمّا رجعت إليها بعد تلك السنين وجدتُ أنها تفيدنا بأمرين، أولهما: مستوى الوضوح الذي كان عليه رمضان حينها في ذروة الاضطرابات، والمعنى الذي يردهم من العالم الغربي حول الأنظمة والحكومات؛ إذ تمكّنت حركات الإسلام السياسي من إقناع الغرب بأنهم «وجه الدولة الديمقراطي»؛ وعلى هذا الأساس بُني الدعم الحثيث والمعروف. الآخر: تثبيت انتماء طارق رمضان للإسلام السياسي الذي ينزع نفسه عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، مفضلاً تقديم ذاته بوصفه أكبر من الحركة؛ إذ يذكّر دائماً بأطروحته للدكتوراه «نيتشه مؤرخاً للفلسفة»، ويفضّل تقديم نفسه فيلسوفاً ومحاوراً للكبار مثل إدغار موران، على أن يستهلك اسمه في الشاشات باعتباره من عرض المعلقين.
يختلف في محاضرته مع عدد من علماء الاجتماع والخبراء، يقول «على مدى السنوات العشر الماضية، سمعنا علماء الاجتماع والخبراء السياسيين مثل أوليفيه روا، يدافعون عن النظرية التي تقول إن ما نشاهده في الشرق الأوسط وإيران علاماتٍ تؤذن بنهاية ما يسمى (الإسلام السياسي) أو (الإسلاموية) ويؤيد روي في ذلك شخصيات مثل جيل كيبل... في حين يقول جون اسبوزيتو وفرنسوا بورغات وآخرون إن ما يحدث لا يعني إطلاقاً نهاية الإسلام السياسي». رمضان كان يعد بكتابٍ عن «الصحوة العربية»، وبالنسبة لرمضان فإن «الإسلامويين» هم الأكثر تنظيماً؛ لذلك «وضعهم الأمر في نضالٍ مستمر ضد الطغاة»!
لا يعدّ رمضان أن وصول الإسلام السياسي لذروته تعني نهايته، بل تعني «أن الإسلام السياسي يشهد تحولاً... وأحد جوانب هذا التحول يتجسد في الطريقة التي يتعامل بها الإسلاميون مع هويتهم داخل المجتمع وبين أنفسهم، ففي داخل المجتمع نجد أن هذه الجماعات تفضّل فتح قنواتٍ لإدخال فهمٍ جديد»، ثم يشيد بتحول خطاب «الإخوان» وحزب النهضة تجاه مفاهيم الدولة والشراكة والمرأة.
في نقدٍ من الداخل، يعدّ الخلل الأساسي للحركات الإسلامية في المجتمعات العربية، أنها تغلغلت بفضل العمل الخيري والنفوذ الاجتماعي والشعبي، ولكنها لم تصل للمهمة الرئيسية وهي إيجاد النظرية الحقيقية للحكم انطلاقاً من الفهم الذي يؤمنون به حيث الإسلام «دين ودولة»، حتى مفهوم الحاكمية بالنسبة للمنظرين الإسلاميين المجددين داخل الحركة مثل حسن الترابي وغيره يرون إمكانية طيّه أو دفنه داخل النظرية الأعم للإسلاميين، وهي تكوين نمط الدولة الذي يمزج بين الخلافة وبين الحكومة، بمعنى آخر وبشكلٍ أفصح يأخذ على الحركيين المباشرة في تنفيذ الآيديولوجيا، بدلاً من المواربة والقدرة على تغيير الشكل والطريقة وإن لم يختلف الهدف.
من قبل صرّح رمضان بأن «يشكـِّلون حركة متجانسة. كان الشباب نقطة انطلاق الانتفاضات، لكن جزءاً منهم كان من الجيل الإسلامي الشاب الذي أدخل إلى الحركة الجيل الأكبر سناً أيضاً. كان الإسلاميون جزءاً من المعارضة؛ ما أضفى عليهم المصداقية. والأمر يتعلق هنا ببلاد المسلمين عموماً. لكن في بلدانٍ مثل مصر هناك الأقباط أيضاً. في النهاية كان العامل الديني هو المرجع الواضح، وبعد ذلك أتى الإطار المرجعي السياسي. أي أنَّ الحركة لم (تـُختطف). وبسبب غياب القيادة في البدايات، تولّت القوى الأفضل تنظيماً دور القيادة في النهاية، لا أحد يعرف بالضبط ما الذي سيحدث. ولا يمكن الحكم على القوى قبل أن تقوم بتنفيذ برامجها. وبالتالي، أقول، دعوهم يخوضوا التجربة، بدلاً من قبول شعار الحكام المستبدين الذي يقول، نحن أفضل منهم! يبيّن مثال تركيا أنَّ ما أنجزته الحكومة هناك يفوق كثيراً ما تمّ التوصّل إليه في البلدان الأخرى ذات الأغلبية السكّانية المسلمة والتي يحكمها حكّام مستبدون. لذا؛ يجب إعطاؤهم الفرصة بدلاً من منح الديكتاتوريين الثقة، ولكن علينا أنْ نكون ناقدين إنْ هم خانوا مبادئهم».
رمضان خلص في محاضرته إلى أن الإسلام السياسي لم ينتهِ وإنما يتغير ويتحول، ويطالب بضرورة «إيجاد توازن، بحيث لا نسمح لسلطة الدين بأن تهيمن على الدولة، وألا نفصل الأخلاق عن السياسة. يقول لي بعض الناس إنهم لا يريدون أن يكون للدين دور في الدولة، لكن هل تريدون أن تسيطر جماعات الضغط الاقتصادي على الدولة؟ لأننا في نهاية المطاف نجد أن عديداً من هياكل الدولة الغربية خالية من الدين، لكنها ليست خالية من جماعات الضغط، وليست خالية من القوى الاقتصادية غير الديمقراطية» ثم يؤمّل في الجيل الشاب في صياغة استقلال الدولة.
من خلاصة محاضرة رمضان تلك يتبيّن لنا مستوى التجذير النظري للإخوانية السياسية في طرحه منذ بواكير الاضطرابات العربية، وقد حاول عبر أكثر من وسيلة الظهور بمظهر الفيلسوف والمفكر، أو المنفتح المدافع عن الحقوق والحريات، ولكنه هنا يقع في فخاخ استبدادية، حين يعتبر الإسلاميين البديل عن الاستبداديين، أو أن الإخوان وجه ديمقراطي منطقي بالنسبة للغرب.
لم يزل طارق رمضان حتى في حواراته مع الفيلسوف موران، أسيراً للأرضية الأصولية في طريقته للاحتكام، لم تمنحه دراسته الفلسفية الكثير حتى قادة في القتال الأفغاني تخرجوا من أقسامٍ فلسفية لم يفدهم ذلك شيئاً، العبرة في القدرة على تجاوز النزعات الضيقة، وتحقيق مستوى من الإنسانية في المحاججة المعرفية بدلاً من التوه للدفاع عن مصالح ضيقة، ومن تأمل في حواراته وفلتات لسانه وتعابيره غير المغلّفة، وجد أن خطابه وخطاب غيره من الكوادر يوصلان إلى نفس النتيجة ولكن بطريقين مختلفين.
بنظري، فإن الإسلام السياسي كما هو لم ينته كما ينسب إلى أوليفيه روا، ولم يتغيّر كما يقول رمضان، بل إنه يزداد شدة وشراسة ونفوذاً وتغلغلاً بالمجتمعات، فلم ينته ولم يتغيّر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق رمضان دعوى تحوّل الإسلام السياسي طارق رمضان دعوى تحوّل الإسلام السياسي



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon