المفتي والبعد عن السياسة

المفتي والبعد عن السياسة

المفتي والبعد عن السياسة

 لبنان اليوم -

المفتي والبعد عن السياسة

عبد الرحمن الراشد

نصح مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ جمعا من الدعاة، التقاهم في وزارة الشؤون الإسلامية، بالابتعاد عن السياسة والتفرغ للدعوة الدينية. ولعلها من المرات القليلة التي يصارح فيها شخصية دينية كبيرة الشباب المنخرطين، بأنه ضد منهج تسييس الدين. الشائع اليوم، أن الإسلامي المعاصر هو المنخرط سياسيا، ولو كانت السياسة بالوضوح الذي يظنه هؤلاء الدعاة والحركيون لربما وجب أن تكون العلوم السياسية فرعا من العلوم الدينية، لكنها ليست كذلك. وأكثر المتحمسين لتغيير العالم حولهم، والانخراط في الأحداث الكبرى، ينظرون إلى الأحداث بعاطفتهم، وللباحث في الشؤون الإسلامية سلمان العمري تعليق ينطبق على هذه الحالة، «أن النيات الطيبة لا تغني عن العلم الشرعي»، وكذلك في السياسة، فالعاطفة ليست دليلا في العلاقات الدولية.
والمفتي في المملكة، هو أيضا، رئيس هيئة كبار العلماء، عرف بعلمه وتواضعه وابتعاده عن الجدل السياسي، يمثل الجيل القديم من علماء السلفية، الأكثر نقاء، قبل أن يحاول البعض «تجديدها» بالمفاهيم، والمشاريع الشخصية، والاستخدام السياسي. ومع أن معظم النقد واللوم اليوم يوجه ضد السلفية التقليدية إلا أن الحقيقة بخلاف ذلك، فقد غلب على المدرسة الإسلامية المعاصرة الفكر التنظيمي، في البداية ولدت كتنظيم مثل حركة «الإخوان المسلمين» في زمن الأنشطة السرية كالشيوعية، ولاحقا صارت تقودها طموحات سياسية مثل «القطبية» و«السرورية». وما نراه اليوم ليس إلا مولودا خديجا لمجتمع مشوش، فيه تطرف سلفي اجتماعي وتطرف إخواني سياسي، يتم استخدامه من قبل أنظمة سياسية في المنطقة. وبسبب ارتفاع نسبة الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام في أنحاء مختلفة من العالم التي لا نعرف سابقا لها، جعلتنا نعيش أسوأ عصور الانحطاط في تاريخ المسلمين.
ومع هذه الفوضى يصبح القلق من اختطاف مجتمعات بأكملها له ما يبرره، حتى لو كانت العناوين بريئة والنيات حسنة، فالتيار جارف. ومن الطبيعي أن نتساءل عندما يقول ملتقى نسائي في مدينة الخبر إنه «يسعى لاستقطاب مائتي ألف فتاة»، طبعا الرقم مبالغ فيه، لكن الفكرة نفسها، في هذه الظروف، تدعو للقلق. من يلام غدا عندما تصبح بعضها خارج السيطرة؟ برامج هذا المخيم الدعوي، عادية جدا، شرعية وإنسانية اجتماعية، لكن فكرة التجمع، والخروج عن مفهوم المدرسة والحي إلى المخيمات والتفكير الجماعي يثير الهواجس. ففي باكستان والهند تنشط جماعة «التبليغ والدعوة»، التي تقول إنها نذرت نفسها للدعوة بالحسنى والزهد في الدنيا، لكنها لاحقا أصبحت محل انتقادات وتحذيرات واسعة، حتى من علماء السعودية، فهي لا تدعو الشباب للقتال لكنها فكريا تهيئهم لذلك، حيث يصبحون هدفا سهلا تجندهم الجماعات المتطرفة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفتي والبعد عن السياسة المفتي والبعد عن السياسة



GMT 17:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon