واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي!

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي!

 لبنان اليوم -

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي

بقلم:طارق الحميد

لا يبدو أن الولايات المتحدة ممسكة بزمام أي ملف من الملفات الكبرى حتى الآن، من الملف الأفغاني إلى الملف النووي الإيراني، إلى الأوكراني، والآن الأزمة في كازاخستان، ويضاف إلى ذلك الاستهداف المستمر في العراق، والحدود السورية.
وقد يقول قائل؛ هذا كله شأن خارجي وغير مهم للأميركي، لكن الأمر نفسه ينطبق على الملفات الداخلية الأميركية، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية التشريعية هناك، وطريقة التعامل مع «كوفيد 19» داخلياً للآن.
ووسط كل ذلك، يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يتوقع أي انفراجة بين بلاده وروسيا في الأزمة الأوكرانية، مضيفاً أن رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي في استعادة الاتحاد السوفياتي تحركه، مع التأكيد أن واشنطن لن تسمح بذلك.
وهنا لا يملك المراقب إلا التعجب، فهل كان البعض في واشنطن يعتقد أن الرئيس بوتين سيسعى إلى أن يكون باحثاً في أحد المراكز البحثية بواشنطن أم رئيساً يسعى إلى تعزيز مصالح بلاده، وأين كانت!
الرئيس جو بايدن استهل حكمه في مثل هذا الشهر العام الماضي واصفاً الرئيس بوتين بـ«القاتل»، وذلك خدمة لمطالب انتخابية، لكن الولايات المتحدة أمضت عاماً دون تحقيق نتائج، وهي تحاول الوصول إلى حوار يفضي إلى تعاون مع الروس.
وصف الرئيس بايدن نظيره الروسي بـ«القاتل» وهو يحتاج التعاون معه في سوريا، والملف الإيراني، وأوكرانيا، وما يتعلق بـ«الناتو»، والآن الملف الكازاخستاني، وانتهينا إلى اتهام بوتين برغبته في استعادة الاتحاد السوفياتي. حدث كل ذلك في عام، وها هي الإدارة تشارف على الاقتراب من الانتخابات النصفية التي من شأنها تقييد الإدارة بملفات عدة داخلية وخارجية.
وحتى عندما ألقى الرئيس بايدن خطاب ذكرى اقتحام المقارّ التشريعية في واشنطن العام الماضي، سخره للهجوم المكثف على الرئيس السابق دونالد ترمب، وكان هجوم بايدن هذا بمثابة تدشين حملة ترمب مجدداً وأتباعه من الجمهوريين.
وعليه، وبعد عام من تولي الإدارة الأميركية الجديدة للرئاسة، ومع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية، الواضح أن واشنطن لا تملك للحظة زمام أي ملف من ملفات المنطقة، التي تؤثر فيها، وبمحيطها.
حيث وقعت الإدارة الأميركية في نفس الفخ الذي كانت تهاجم بسببه الرئيس ترمب أنه لا يجيد التفاوض، ولا ردّ الاعتبار لسمعة أميركا في العالم، وأكبر مثال على ذلك ملف المفاوضات النووية في فيينا مع إيران.
ويكفي تأمل التصريحات الإسرائيلية التي باتت تعلن صراحة أنها غير ملتزمة، أو معنية، بما سيصدر من مفاوضات فيينا، وكذلك مواقف دول منطقتنا التي تحذر من اتفاق منقوص يمنح إيران ما لا تستحق.
وفوق كل ذلك، كيف وجدت واشنطن نفسها على عدة جبهات مع الروس الذين استوعبوا الأزمة في واشنطن، وباتوا يتحركون على الأرض لفرض واقع، وخصوصاً في مناطق نفوذهم غير مكترثين بتصريحات واشنطن.
كل ذلك يقول لنا إن الإدارة الأميركية مقبلة على عام لا يقلّ صعوبة عن العام السابق، ودون تحقيق نتائج حقيقية في ملفات عدة، وهذا يعني مزيداً من الصعوبات والتعقيدات، وبالطبع الأزمات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon