ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان!

ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان!

 لبنان اليوم -

ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان

بقلم : هدى الحسيني

كابل سياسياً معطلة. حركة «طالبان» تتقدم وبشراسة على عدة جبهات، ويستمر محصول الأفيون في تمويل شبكات الإرهاب والإجرام في العالم.

إذا سقطت أفغانستان تحولت إلى مشكلة إرهابية جديدة سيواجهها العالم. منذ أشهر عرض الجنرالات الأميركيون على الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادة عدد القوات الأميركية هناك بما لا يقل عن 5 آلاف جندي. يبدو أنه رفض. بنظره كل الأساليب القديمة فشلت، خصوصاً أن الولايات المتحدة أنفقت ما يقارب 718 مليار دولار على حرب تستمر في خسارتها. عدد القوات الأميركية الآن في أفغانستان يقارب 8400 جندي في حين كان العدد مائة ألف جندي عام 2011.

تعاني أفغانستان من عودة «طالبان» بزخم. أما الحكومة فإنها تعاني من الإحساس بالضعف. كابل العاصمة تفقد ببطء قبضتها على البلاد. السلطات الأفغانية تسيطر على 52 في المائة من الأراضي، قبل عامين كانت تسيطر على 72 في المائة. ومن سبتمبر (أيلول) الماضي حتى مارس (آذار) من هذا العام فقدت الدولة السيطرة على 15 في المائة من أراضيها، وتخضع معظم الولايات الأخرى لحصار «طالبان» في حين يُقتل أسبوعياً من الجيش النظامي ما يقرب من 500 عنصر. يشير كل هذا إلى أن الحكومة في طريقها إلى درب مسدود في كابل، فالتحديات الأمنية والإنمائية التي تواجه أفغانستان شاقة ويتطلب التعامل معها جهوداً منسقة وممولة تمويلاً جيداً من الحكومة، لكن لا يبدو في الأفق أي أمل.

لا تزال حكومة الرئيس أشرف غني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، المتنافسين الرئاسيين عام 2014، تهيمن على السياسة الأفغانية. هما قررا الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية لتجنب أزمة سياسية قصيرة الأمد، فإذا بهما يزرعان بذور أزمة طويلة الأجل بتقويض الدستور الأفغاني الهش. السياسة في أفغانستان منذ 2014 تلعب في ساحتها زمر حزبية مهمتها حماية مصالحها، أفقها ضيق في ظل خلفية من الفساد المستشري.

إنها بيئة مريضة، ويبدو أن أي أمل في تغيير الوضع مع الانتخابات البرلمانية العام المقبل، أو الانتخابات الرئاسية في عام 2019 يبقى خافتاً بالنظر إلى التقليص المتزايد في الأراضي الواقعة تحت سيطرة كابل، وإذا استمرت الأحداث على هذه الوتيرة فقد لا تكون هناك دولة باقية بحلول موعد الانتخابات عام 2018.

اجتماعات عسكرية وأمنية ورئاسية أميركية تدور حول أفغانستان في واشنطن، كلها تتطلع إلى أن يبقي الرئيس ترمب على الأقل على التحرك الأميركي القائم في أفغانستان. يرون بهذا، الخيار الأكثر أمناً حتى لو لم يكن الأكثر فعالية. ومثلما هي الحال بالنسبة إلى كوريا الشمالية، فإن أفغانستان معضلة أمنية مستعصية، وعلى إدارة ترمب إيجاد وسيلة للخروج منها. يقول لي مصدر أميركي: قد يختار الرئيس خط الأمان بالالتزام بالمنطق السائد؛ الحفاظ على تدفق الأموال وزيادة عدد القوات الأميركية على الأرض. وأفضل ما يمكن أن يتوقعه من هذا الموقف هو إيقاف خسارة الأراضي، لكنه لن يعكس مسار الحرب الأهلية ولن يجتاح «طالبان».

يضيف محدثي: أن أفغانستان تمثل فشلاً واضحاً للسياسة الأميركية. الرئيس ترمب لا يريد تحمل مسؤوليتها، في النهاية هو رئيس من خارج المؤسسة وطرح نفسه على أنه يريد تجفيف المستنقع وإزالة الدهون من السياسة الأميركية على الصعيدين المحلي والخارجي، وبالتالي ليس مستغرباً أن تصبح أفغانستان نقطة الخلاف بينه وبين الجنرالات الذين يشيد بهم.

تقول التقارير الصحافية الأميركية إن الرئيس اقترح إقالة الجنرال جون نيكلسون (أعلى قائد عسكري في أفغانستان) ووصول الشركات الأميركية إلى بعض منابع الثروات المعدنية هناك. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الإدارة تدرس تقليص التزام الولايات المتحدة، وخفض الخسائر «في أطول حرب في تاريخ أميركا»

لكن من شأن تقليص الدعم المالي والعسكري الأميركي لكابل أن يقرب نهاية الحكومة المدنية، إذ ستغرق البلاد بشكل أعمق في الحرب الأهلية، وسيتدخل الرعاة من الخارج مثل باكستان والهند وروسيا والولايات المتحدة لصالح وكلائهم المختارين، وسيصبح وضع أفغانستان شبيهاً بالحرب الأهلية السورية مع احتمالين محتملين؛ جمود دائم ناجم عن الصراعات فيؤدي إلى اشتباكات خليط من المذاهب الطائفية، أو الانتصار الكامل لحركة «طالبان» واستئنافها الحكم الإسلامي الطابع الذي كانت بدأته قبل 2001.

ما يثير الاهتمام هو تقارير صدرت مؤخراً عن اجتماع زعماء الطاجيك والهازارا مع أمير الحرب الأوزبكي ونائب الرئيس الحالي رشيد دوستم، الذي «فر» إلى تركيا بحجة العلاج بعد مشاكل مع أحد حراسه. وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه أنهم يسعون إلى تشكيل «ائتلاف لإنقاذ أفغانستان». يذكّر هذا الاسم باسم «الجبهة الإسلامية المتحدة لإنقاذ أفغانستان» وكانت انطلقت عندما التقت مجموعات عرقية لتشكيل التحالف الشمالي ضد «طالبان» وتزعمه أحمد شاه مسعود. الاجتماع الأخير الذي عقد في تركيا قد يكون سعى إلى تشكيل حركة معارضة ضمن السياق السياسي الحالي وشلل الحكومة، أو أنه يحاول أن يرسي الأسس لتحالف جديد من عدة قوميات في حال انسحبت أميركا وعادت الأعمال العدائية بين الجماعات الطائفية في أفغانستان.

يقول محدثي: يصعب أن نلوم إدارة ترمب إذا فكرت في الانسحاب. الرئيس يرى أن لا علاقة له بالوصول إلى هذه النقطة، لكنه سيرث لوماً كبيراً إذا اختار أن يخفض وبشكل جذري التدخل الأميركي في أفغانستان، لذا يتعين عليه أن يقرر سياسته الأفغانية في ظل صخب طالبان. يضيف: بعد أي قرار سيتخذه ترمب، ستصبح هذه حربه. الرئيس جورج دبليو بوش زرع، والرئيسان باراك أوباما ودونالد ترمب من بعده سيحصدان.

إذا اختار الرئيس ترمب الانسحاب فإن المغادرة ستبدأ قريباً جداً، لأن ترمب ما يزال رئيساً جديداً بحيث يلوم الذين سبقوه.

مسؤول أميركي قال لوكالة «رويترز»، رغم تردد ترمب قد يأمر بزيادة القوات، فهذا الخيار الأقل سوءاً، ويمكن أن يأمر بالانسحاب الكامل، وتردد أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، رغم أن ترمب أعطاه السلطة المطلقة ليزيد عدد القوات في أفغانستان لا يريد القيام بذلك من دون الرئيس. وقال السيناتور جون ماكين مؤخراً: إذا لم يصدر البيت الأبيض استراتيجيته الشهر المقبل، فإنه سوف يشرّع حلاً عن طريق قانون ميزانية الدفاع السنوية. «إن ثماني سنوات من اللااستراتيجية في أفغانستان كلفتنا حياة وأموالاً. قواتنا تستحق الأفضل».

لكن «طالبان» ليسوا في مزاج للمفاوضات. ومن أسباب إخفاقات السياسة الأميركية في أفغانستان، الاستراتيجية والنيات. حاول الرئيس السابق أوباما زيادة الضغط على «طالبان» لأضعافهم ودفعهم إلى طاولة المفاوضات، ومن المؤكد حسب محدثي، أن الرئيس ترمب يتلقى التقارير نفسها.

لكن لا نفوذ لأميركا على «طالبان» وهم يتوسعون ويتقدمون، لذلك ينبغي زيادة عدد القوات الأميركية كي تصبح «طالبان» أكثر ميلاً للتفاوض. لكن «المشكلة الوحيدة أن طالبان لم يأتوا إلى طاولة المفاوضات، والاحتمالات أقل أن يأتوا اليوم». ليس التفوق العسكري الذي سيمنع «طالبان» من التفاوض، فالحركة تطالب دائماً بالانسحاب الكامل لجميع قوات «الناتو»، وهذا الطلب لا يشكل نقطة لبدء التفاوض بنظر الأميركيين. هناك أيضاً مسألة إدماج «طالبان» في العملية السياسية، ويصر قادة الحركة منذ البداية على ضمانات لحكم الشريعة في الدستور الأفغاني، ثم إن إدماج سياسيين من «طالبان» في النظام الحالي سيكون بمثابة كابوس، كما يتضح من أداء حكومة الوحدة الوطنية الحالية. أيضاً تواجه «طالبان» تحديات من مجموعات على ارتباط بتنظيم داعش، لذلك مع انتصارات الحركة في ساحة المعركة الأفغانية الآن، فمن المستبعد أن تتخلى قيادتها عن آيديولوجيتها المتشددة أمام المناوئين المتشددين «داعش» وتقبل بتعزيز عملية السلام مع كابل وحلفائها في حلف شمال الأطلسي.

هل أفغانستان دولة فاشلة؟ نعم. هل هي قضية فاشلة ويجب التخلي عنها، كلا. لن تنجح مقولة «أميركا أولاً»، إذا فشلت السياسة الأميركية في كل البؤر المشتعلة في العالم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان ضياع أميركي يسهّل على «طالبان» استعادة أفغانستان



GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 07:04 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إيران وتجرّع كأس السم

GMT 11:10 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب ضد «حزب الله» تستهدف نفوذ إيران في لبنان

GMT 07:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إيران تُخطط لسياستها كما تَحيك السجاد

GMT 17:13 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

«حزب الله» ينزف وحيداً... وإيران تفاوض أميركا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon